ملحد ..ولكن .!

آحمد صبحي منصور في الأحد ٠١ - مارس - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
أنا ملحد يا دكتور ، ومصمم على هذا ، مع اعجابى بكتاباتك وخصوصا المقالات الحالية عن الشيوخ المجرمين . أنا كملحد لا أؤمن بالقرآن ولا بغيره مع اننى حفظته في صغرى على يد أبى . أبى هو سبب إلحادى ، كان من كبار الشيوخ وكان يفتخر بأنه أكبر ( عمامة ) في المحافظة ، والناس تجرى لتقبل يديه ، والمحافظ يستقبله بالترحاب ، ولما مات عملوا له جنازة ضخمة والكل حزن عليه وتغنوا بمحاسنه . لكن في الحقيقة هو الذى كرهنى في الإسلام . كانت له شخصية مختلفة في البيت ، كان قاسى وعنيف ويضرب أمى ، وله علاقة بالخدامة تعرفها أمى وتتحمل خوفا منه ، ولما ماتت أمى من القهر أصبحت الخدامة هي الكل في الكل . قلنا له إتجوزها ولو عرفى فكان يوم اسود . ولما مرضت الخدامة طردها من البيت وهدد يدخلها السجن لو تكلمت عن حياتها معاه . أبى كان خطيب مشهور وفقيه مشهور ، ولا يمكن لآى أحد ان يناديه إلا بفضيلة الشيخ . أعماله كرهتنى في الدين ، وبمجرد موته سبت مصر وهاجرت لأمريكا وتحررت من حياتى القديمة ومن دين أبويا . وعرفت حلاوة الحرية ، وإخترت بإرادتى الحرة الإلحاد وأن أكون صادق مع نفسى ومع الناس . أنا ناجح في عملى وسعيد مع زوجتى الأمريكية وبناتى الأمريكيات ، ولا أتدخل في حرية البنت زى أي أب أمريكى . وماشى في حياتى عكس أبويا تماما . حبيت أعترف لك بهذا كنوع من أنواع الإعجاب بمقالاتك عن الشيوخ المجرمين .
آحمد صبحي منصور

كما أنت معجب بمقالاتى فأنا أيضا معجب بصراحتك في التعبير بصدق عن نفسك  .

وأنت تعلم أن الحرية تعنى المسئولية، وطالما إخترت الإلحاد بحريتك فأنت مسئول عن هذا الإختيار .

وأرجو إن كنت لا تزال تحفظ شيئا من القرآن أن تتذكر هذه الآيات الكريمة :

1 ـ (  مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ﴿فصلت: ٤٦﴾

2 ـ  (   مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ﴿الجاثية: ١٥﴾

3 ـ  (  مَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ ۖ ) ﴿٤٤﴾) الروم )

4 ـ  (  قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا ۚ وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ ﴿١٠٤﴾ الانعام )

5 ـ (  هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ ۚ فَمَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ ۖ وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِلَّا مَقْتًا ۖ وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلَّا خَسَارًا ﴿٣٩﴾) فاطر ).

وقبل أن ترد بأنك لا تؤمن بالقرآن أقول لك مقدما إنه سينتهى بك العمر الى الموت ، وأنت لا تستطيع إنكار الموت . عند الموت ( الإحتضار ) ستندم وستصرخ تطلب الرجوع الى الدنيا لتؤمن وتعمل عملا صالحا .

يمكن لك أن تسخر من هذا . ولكن أتمنى لك أن تراجع نفسك وتتعقل وتتوب ، فيعزّ علىّ أن تموت ملحدا . 

اجمالي القراءات 4179