حينما ننظر لمصر داخل مجموعة من الدوائر المتداخلة نجد
أولا الدائرة التاريخية
تنوع ثقافي غير متبلور ، واعتياد على التبعية سواء كانت لبشر أم لبشر إله .
ثانيا الدائرة العربية
بحكم اللسان وبالتالي الفكر ، وألفاظ العربية لا تساير المنطق العقلاني ، وبالتالي ارتباك ولا منطقية
ثالثا الدائرة الإسلامية
بحكم المعتقد والمنطلقات ، والإسلام مختلف فيه " فرق ومذاهب " ، ولا يجب القياس على المعتقدات الأخرى ، و إلا لا لزوم له لوجوب شئ يتفرد به .
رابعا الدائرة الأفريقية
بحكم الجغرافيا ، وهذه متشرذمة
خامسا الدائرة الشرق أوسطية
بحكم المناخ ، وفيها تباعد حضاري بين أقطاره
سادسا الدائرة العالمية
بحكم الإنسانية ، وفيها صراع ، ولم نجد لأنفسنا فيها مكان
وعليه لم نستطع تحديد الهوية المصرية ، لأننا لم نستطع تحديد هوية أي من هذه الدوائر .
وبالتالي مصر داخل مجموعة من الظلال المعتمة ، لذا فنحن نتخبط في الظلام .
فلا أمل أمامنا إلا أحد أمرين ، إما أن نتمسك بأهداب المتقدم ونسير في ركابه ونظل تابعين للأبد كخدم وهذا ما نسير فيه وللأسف بغير جدية ودون وعي لما نحن فيه ، وإما البحث الجاد داخل هذه الدوائر عسى أن نتعرف على الدائرة التي يمكن أن تستوعب كل هذه الدوائر ، وتكون منا بمنزلة القلب لنشارك بها في تقدم الحضارة الإنسانية .
وأنا على يقين من أن الدائرة الإسلامية يمكن أن تستوعب كل الدوائر ، وأيضا الهوية المصرية ، بل وكل الهويات على مستوى العالم يمكن استيعابها والتعامل معها إن كنا جادين .
نحن يا سادة نحتاج كما قال كوفي عنان إلى رؤية راديكالية جدا ، والتي تعني الفطرية والجذرية والأصلية والثورية على أخطاء الواقع المعاش .