العقل

رضا البطاوى البطاوى في الجمعة ٢٧ - فبراير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

العقل
يقولون العقل سيد الحكماء ويقولون لا حكم إلا للعقل ويقولون العقل لولاه لم نعرف أى شىء والحق هو أن الوضع الطبيعى للعقل هو إتباع الشريعة أى الوحى الإلهى وللتدليل على أن العقل لا يمثل أى قيمة دون الإعتماد الكلى على الوحى الإلهى نقول بماذا كان يفكر العقل الإنسانى لو لم يوحى الله له الكلام سواء كان لغات أو إشارات ؟قطعا كان سيصبح كالحجر الملقى على الأرض ،إن العقل هو عقل الطفل المولود فماذا لو لم نعلم الطفل أى شىء ؟قطعا سيموت وعقل الإنسان الأول كان سيحدث له نuml;فس الموت لو لم يوحى الله له اللغات والإشارات ويعلمه العلم وحتى لو فرضنا أن العقل يعلم نفسه فماذا يحدث لو أعمينا العيون وألغينا حواس الشم واللمس والسمع والذوق ؟قطعا لن يصل للعقل أى شىء لأن كل العلم ينتقل عبر هذه الوسائل وحتى هذه الوسائل مضللة فمثلا ظاهرة السراب تحسبها العيون ماء وهذا دليل على أن العين لا تنقل معلومات صحيحة دوما ومثلا حاسة الذوق تشعر الإنسان فى أحيان – هى المرض- بأن الحلو مر وهذا دليل على أن الذوق كحاسة لا ينقل معلومات صحيحة دوما إذا فاعتماد العقل على الحواس يجعل حكمه خطأ فى أحيان ثم كيف يحكم العقل وهو فارغ- وهو عقل الوليد- ليس فيه شىء ؟لو كان العقل حكما عدلا إذا ما احتجنا لتربية الأطفال لأن الأطفال لديهم عقول عادلة يفهمون بها ،العقل إذا لا يمكن أن يحكم إلا إذا كان معتمدا على مبادىء استقاها من قوة غيره
حتى ولو فرضنا أن الله خلق العقل الإنسانى وتركه ليتعلم بنفسه دون أن يوحى إليه حتى اللغة فإن العقل عند ذلك لن يقدر على أن يقدم لنفسه الصواب فمثلا سيشعر بالعطش وعند ذلك سيضطر إلى أن يجرب كل الأشياء حوله ليعرف ما يذهب العطش وقد يموت عطشا قبل أن يروى عطشه لأنه سيجرب الأحجار والتراب والثمار والمياه وكل ما يقابله ومثلا سيشعر بالبرودة فكيف سيعرف النار ؟إنه سيظل يبحث ويبحث ولن يصل لشىء ،إن هذه الأمثلة التى أضربها ليست صحيحة من حيث التجريب لأن ذلك مبنى على مبدأ سابق تعلمه العقل وهو التجربة والخطأ والعقل أصلا فارغ لا يعرف التجربة والخطأ ولو عقل من ينادون لتحكيم العقل لعرفوا أن كل المبادىء التى يعتمدون عليها تقريبا أو أكثرها مستمدة من الرسالات السماوية وأما الأقلية فهى مستمدة من الجهل الناتج من تحكيم الشهوات فمثلا مبدأ الثواب والعقاب من أين استمدوه ؟مبدأ الحكام والرعية من أين استمدوه ؟مبدأ المساواة من أين استمدوه ؟إن العقل لا يمكن أن يأتى بمثل هذه المبادىء وإلا كان الطفل المولود بعقل يعرفها ويفهمها ويطبق ما يقدر منها ثم ما فائدة بعث الله للرسل (ص)إذا كان العقل – الذى هو الحكم العدل- موجود بإستمرار ؟ ثم لماذا تختلف آراء الناس فى المسألة الواحدة فيما إذا كان العقل فيهم واحد؟
وبمناسبة الحديث عن العقل نذكر أهل النحو بأمر لا سند له فى العقل وهو كيف خصوا أداتى الإستفهام ما وماذا بما يسمونه غير العاقل – وهو عندى عاقل- وخصوا من بما يسمونه العاقل ولماذا ؟قطعا لا جواب بدليل أن القرآن استعمل كل الأدوات بمعنى واحد فمثلا تم السؤال عن الله ولاشك أنه الحكيم وهو الاسم المقابل لكلمة العاقل بأداة الإستفهام ما فى قوله تعالى بسورة الشعراء "قال فرعون وما رب العالمين "وتم السؤال بمن فى قوله بسورة طه"قال فمن ربكما يا موسى "

اجمالي القراءات 11103