من أول السطر

ابراهيم عيسى في الأربعاء ٢٥ - فبراير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

>
> حصل ثلاثة من الشباب المصري علي منحة للسفر والتدريب في الولايات المتحدة الأمريكية، وحين وصلوا هناك اكتشفوا المفاجأة الرائعة لقد كانت المنحة عبارة عن العمل كمساعدين عدة شهور في مكتب سيناتور بمجلس النواب الأمريكي، كانت فرصة مهمة لهؤلاء الشبان لمعرفة كيف تدار أهم مؤسسة لحكم أمريكا فضلا عن الاقتراب من مركز صناعة القرار في الكونجرس بكل تفاصيله واكتساب خبرات في التعامل مع السياسة التشريعية تلك التي تحدد مستقبل أشياء كثيرة في الl;لعالم، الشباب مصري جدا حيث لم يشاهدوا يومًا مجلس الشعب من الداخل وكل ما يعرفونه عن البرلمان المصري أنه يصفق طوال الوقت، دخل الشباب وتداخل في مكتب السيناتور الذي كان للمصادفة رئيسًا للجنة مهمة داخل مجلس النواب، وفجأة ظهر مصريون آخرون في الكونجرس، وفد مصري رفيع المستوي عريض المنكبين في زيارة خاصة للولايات المتحدة مهمته إجراء مباحثات مع هذه اللجنة ورئيسها في الكونجرس، وفي يوم الاجتماع وبمجرد دخول الوفد ورؤية شباب يبدو مصريًا ضمن طاقم مساعدي السيناتور، سألوا: من هؤلاء؟ فأجاب السيناتور بمنتهي الفخر: إنهم مصريون يعملون معي في مكتبي، فإذا بالعفاريت تتنطط في وشوش الوفد الحكومي وطالبوا السيناتور باستبعاد الشباب المصري من الاجتماع فورا، انذهل السيناتور وكبرت في دماغه أنهم لن يخرجوا وهم هنا زملائي ومساعدون لي ولن أسمح بخروجهم، فرد أعضاء الوفد بأن هذا الاجتماع سري وغير مسموح لمواطنين مصريين بلا صفة رسمية حضوره، قال لهم السيناتور هذا في بلدكم أما هنا فلا، تطورت الأزمة وكان حلها علي الطريقة المصرية تماما فقد سحب عضو في الوفد الرسمي شابًا من المصريين إلي خارج المكتب وأفهمه أن حضوره مع زملائه للاجتماع: سوف يصنع لكم أزمات حال عودتكم لمصر وبالراحة ومن غير شوشرة يا ابني لمصلحتك إنت وزملاؤك تستأذنوا من الراجل الأمريكاني المجنون ده وتمشوا، وقد كان!
>
> أحكي هذه الحكاية ولديَّ شهودها لأؤكد أننا لا نعرف ماذا يقول مسئولونا للأمريكان ولا نعرف حقيقة ما يدور بين الحكومة المصرية والبيت الأبيض أو حتي البيت الأسود، فكل شيء مخفي وسري وتحتي جدا، خذ عندك ما الذي جري بين وفد رئيس المخابرات ووزير الخارجية حين سافر الأسبوع قبل الماضي لواشنطن؟! وكيف رأينا بعده قرارات من الرئيس كان رجاله يقسمون بالله ثلاثًا وبالطلاق بائنا أنها لن تصدر؟! الرئيس مبارك اجتمع بالأمريكان كام مائة أو ألف مرة خلال 28عامًا، فهل عرفنا ماذا قال لهم وماذا قالوا له وإيه اللي حصل؟! ولا أي حاجة ولا كلمة ولا وثيقة ولا محضر اجتماع ولا نصوص مقابلات ثم لا أحد مشغول بمعرفة ذلك ولا طلبه ولا سأله، مصر كلها متسلمة ببابها ومفتاحها وقفلها للرئيس يفعل ما يشاء فيها وبها، ويتخذ القرارات التي يريدها في الوقت الذي يريده وبالشكل الذي يريده، فالرئيس يفعل ما يريد، وليس علينا إلا أن نريد ما يفعل، لذلك نترك الرئيس حرًا تمامًا في علاقته بالخارج وفي قراراته بالداخل، لا نعرف لماذا أقال وزيرًا ولماذا عين آخر ولماذا غضب علي شخص ولماذا رضي عن ثان ولا نعرف كيف يتفاوض الرئيس مع الخارج بنفسه أو بمندوبيه بلا مراجعة من جهة ولا مناقشة من برلمان ولا حد يقدر يقول بم !
>
> فلا تشغل بالك بتفاصيل ما جري في واشنطن، إلا أن نتيجة التفاصيل باتت معروفة.. الرئيس مسافر، ولكن لماذا يريد الرئيس السفر إلي واشنطن وزيارة البيت الأبيض، ما الذي ينقص مصر ويحتاجه الرئيس إلي هذه الدرجة وموجود في واشنطن؟
>
>

اجمالي القراءات 12695