حول سؤال عن أبي هريرة الذي احتل جزء كبير في كتابه السابق قال مصطفى بوهندي "أبو هريرة ليس صحابيا كي يتم التعاطى مع كلامه بهذه القداسة المطلقة ... أبو هريرة لم يصاحب الرسول، لقد بحثت عن سنة ميلاده وسنة إسلامه ووفاقته فوجدت أنه أسلم ما بين السنة 12 و 20 هجرية، بمعنى أنه أسلم بعد وفاة الرسول، أي في عهد عمر بن الخطاب !!". وأشار إلى أنه تناول أحاديث أبو هريرة لأجل الدخول في فكر معرفي جاد وناضج حرصا منه على مد جسور حوار عقلاني يمسح به كل المسلمات القديمة البالية حسب تعبيره. وفي إجابته على سؤال حول كيف لم يكتشف الباحثون الإسلاميون هذه القضية الخطيرة قال بوهندي "ثمة مجالات من اللا مُفكر فيه في طريقة تعاطي المسلمين مع ما يرونه من المسلّمات، وكثيرا ما تم تداول مفاهيم شائعة وجاهزة مثل القول أن الصحابة كلهم عدول، والسؤال الذي طرحته ـ يقول بوهندي ـ هو إذا كان أبو هريرة ليس صحابيا فأي عدل يمكن أن نتحدث عنه في هذا السياق حول شخص لم يصاحب الرسول؟". وأضاف "نحن المسلمين في حديثنا عن الصحابة، نذكر إيجابياتهم ونغمض أعيننا عن سلبياتهم، فكيف بمن ليسوا صحابة؟ وتابع "يمكنني القول أكثر من هذا: إن ابن كثير انتهى زمانه، والإمام مالك فقدت صلاحية كلامه، حيث إنه لو كان حيا لقال لنا إن المناهج التي كانوا يعالجون بها في القرن الثالث قد تُجوزت ولم تعد لها صلاحية، فالأمر يشبه سيارة "مرسيدس" حديثة الصنع إذا وُضعت فيها قطع غيار لسيارة قديمة فهل ستشتغل.. وكذلك الأنظمة الفكرية، فالفقهاء ورجال الدين في القرون الماضية كانوا يفكرون في قضايا جزئية عكس اليوم حيث يقتضي التفكير البحث في مسائل كلية ومنظومات شاملة..".