أولا :
لا اريد أن أكلفك من أمرك عسرا .
طريقنا محفوف بالمخاطر لأنه جهاد سلمى يبتغى وجه الله تعالى فقط باصلاح المسلمين من داخل الاسلام ، وقد وعد الله تعالى الذين ينصرونه بالنصر ولكن بعد الصبر و التضحيات وتقبل كل المخاطر بما فيها الموت و التعذيب و سائر الصعاب الاقنصادية ، وهو ثمن قليل للجنة التى هى مرادنا حيث لا مطمع لنا فى أى جاه دنيوى.
لا استطيع حمايتك ولا أستطيع أن أعدك بما لا اقدر عليه ، ولكنه وعد الله تعالى القائل (إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا فى الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ) ونرجو أن نكون ممن تنطبق عليهم هذه الاية الكريمة ، ولكى تنطبق علينا لا بد من دفع الثمن ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ؟ ).
أنت يا ابنى العزيز الذى تختار لنفسك ،بالضبط كما كنت أنا الذى اخترت لنفسى هذا الطريق وأنا أقل منك فى العمر.وفى العادة فنحن لا نفرض أنفسنا على أحد ولا نفرض فكرنا على أحد ولا نطلب أجرا من أحد ، ونغفر لمن ظلمنا ونعفو عمن أساء لنا حتى نظفر بالنصر فى الدنيا وبالجنة فى الاخرة.
ثانيا :
ولتعلم أنه ما من قوة فى الأرض يمكن أن تصيبك إلا بما قدره الله تعالى لك سلفا ، ولا يمكن لأى قوة فى الأرض يمكن أن تنجيك من مصية قد قدرها الله تعالى لك سلفا.
الذى يحدث أننا نقوم بتخويف أنفسنا بأنفسنا ، و نصنع كابوسا من أوهامنا ثم نخاف منه ، بينما يكون الظالم هو الأكثر خوفا لأنه يعلم أنه لا بد من انتقام آت له مهما طال الزمان ـ ولذلك يترقب وصول هذا الانتقام هلعا منه.
أريدك أن تتذكر قوله جل وعلا ( سنلقى فى قلوب الذين كفروا الرعب ) .
كما أريدك أن تجعل هذه الاية ميزان حياتك ( إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تاخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين ) يعنى إنك إن خفت الله تعالى وحده واتقيته وحده وخشيته وحده فلا يمكن أن تخاف من مخلوق ـ أما إن لم تخف الله تعالى وارتكبت الظلم فستعيش مرعوبا خائفا من كل مخلوق.
والله تعالى خير حافظا وهو أرحم الراحمين ، ورحمته جل وعلا قريب من المحسنين فكن من المحسنين بعملك وايمانك.