بدأ المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأمريكية جو بايدن مغازلة المسلمين، مع اقتراب الاقتراع على منصب الرئيس في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، فأطلق خطة تستهدف حماية الحقوق المدنية للأمريكيين المسلمين، وإبطال بعض القوانين المعادية للإسلام التي سنّها دونالد ترامب، في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية.
تتعهد الخطة التي أُطلق عليها "أجندة جو بايدن للمجتمعات الأمريكية المسلمة"، بإلغاء الحظر الذي فرضه ترامب على دخول المسلمين القادمين من بعض الدول، والذي أعلن ترامب خلال حملته أنه سيفرضه في "أول يوم" له في الرئاسة، ومواجهة "السياسات التمييزية" التي أثرت على المجتمع المتنامي، وذلك وفق تقرير نشره موقع Middle East Eye البريطاني، الأربعاء 13 مايو/أيار 2020.
بداية جديدة: وعلى الرغم من أن خطة جو بايدن تفتقد إلى تفاصيل محددة ويشوبها قصور حول السياسة الخارجية، يقول المؤيدون إن إعلان نائب الرئيس السابق يمثل "بداية جيدة" وتغييراً إيجابياً عن الخطاب المتعصب للبيت الأبيض.
حيث رحّب عابد أيوب، مدير الشؤون القانونية للجنة مكافحة التمييز الأمريكية العربية (ADC)، بالبيان، لكنه انتقد "غموضه الشديد".
قال أيوب، في حديثه مع موقع Middle East Eye: "المهم حقاً هو التفاصيل والفروق الدقيقة. إنه يحتاج إلى إجراء محادثات مع أعضاء الجالية بشأن كيفية تطبيق بعض من نقاط الحوار هذه، وما يمكن أن تبدو عليه".
خطة جو بايدن: وبدا بايدن في خطته مُقرّاً بالموضوعات الإشكالية في العلاقة بين الحكومة والأمريكيين المسلمين.
فقد ورد في الوثيقة: "سوف تواجه إدارة جو بايدن السياسات التمييزية التي تميز ضد الأمريكيين المسلمين وتجعل مجتمعات بأكملها موضع شبهة، وسوف يضمن ألا يُنظر إلى مشاركة حكوماتنا مع المسلمين عبر عدسة أمنية".
أضاف أيوب: "تلك بداية ملموسة جداً. والآن، ما الذي يعنيه ذلك حقاً؟ كيف ستنفذ ذلك؟ ذلك هو ما يريد كثيرون منا أن يسمعوه ويناقشوه".
السياسة الخارجية: كذلك تضمنت خطة بايدن جزءاً يتعلق بالسياسة الخارجية، حيث تعهد فيه بإبداء الاعتراض على انتهاكات الصين ضد الإيغور المسلمين والفظائع التي تُرتكب في ميانمار بحق الروهينغا.
يذكر البيان كذلك الهند لخططها الحديثة ضد المسلمين، داعياً إلى إعادة كامل الحقوق المدنية وخدمات الإنترنت إلى أهل كشمير.
وعلى صعيد الشرق الأوسط، قال بايدن إنه سوف يعود إلى "الدبلوماسية الأمريكية القائمة على المبادئ"، لمساعدة أبناء جميع العقائد على "أن يجدوا الكرامة، والازدهار، والسلام".
فيما يذكر البيان: "يتضمن هذا إنهاء "الشيك على بياض" الذي منحه دونالد ترامب لانتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها السعودية في الداخل والخارج، وإنهاء الحرب في اليمن".
حل الدولتين: ويواصل البيان ليردد سطراً مألوفاً حول فلسطين، يروّج لحل الدولتين بدون انتقاد إسرائيل أو ذكر كلمة احتلال.
إذ تقول الخطة: "عندما يصير الرئيس، سوف يخاطب جو الإسرائيليين والفلسطينيين على السواء للمساعدة في العثور على طريقة ليعيشوا معاً في سلام وحرية وأمن وازدهار، وتأييد حل الدولتين".
تضيف: "سوف يواصل معارضة توسع المستوطنات الإسرائيلية، وقد عارض علناً ضم الضفة الغربية. وسوف يعيد افتتاح القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية، ويعيد المساعدة الإنسانية والاقتصادية إلى الفلسطينيين".
قضية فلسطين: غير أن أيوب تساءل عن سبب ذكر جزء فلسطين في الرسالة الموجهة إلى الأمريكيين المسلمين، بينما تعد فلسطين "القضية العربية الأولى".
وقال: "الفلسطينيون -المسلمين والمسيحيين على السواء- يجب أن يتحدثوا باسم فلسطين".
من جانبها، انتقدت بيث ميلر، مديرة شؤون الحكومة في مجموعة "الصوت اليهودي للسلام"، بيان بايدن حول الصراع، ووصفته بأنه "خطاب فارغ".
دعم إسرائيل: فيما رفض نائب الرئيس السابق، الذي يصف نفسه بأنه صهيوني و"مؤيد قوي لإسرائيل"، رفضاً قاطعاً مقترح وضع شرط أمام السماح بإرسال المساعدات إلى إسرائيل، بعد أن طرح خصمه الرئيسي بيرني ساندرز الفكرة.
إذ قال في وقت سابق من عام 2019: "الفكرة التي تشير إلى أنني من الممكن أن أسحب الدعم العسكري من إسرائيل، مثلما اقترح آخرون، هي فكرة غريبة. لن أفعل ذلك. إنه كما لو أنني أقول لفرنسا: "لأنكم لا تتفقون معنا، فسوف نطردكم من تحالف الناتو"".
أما بيث ميلر، مديرة شؤون الحكومة في مجموعة "الصوت اليهودي للسلام" فقد قالت: "لعقود من الزمان، كانت إسرائيل تنفذ ضماً بحكم الواقع للضفة الغربية. ليس هذا جديداً، وبايدن رفض باستمرار التحرك من أجل هذا الشأن".