لقد ساءني كما ساء باقي المسلمين فرادى وجماعات ما نشر بما يسئ لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وتأججت ثورة الغضب في داخلي كما هو الحال لباقي المسلمين، والتي وجهوها ضد المسئ المباشر، الذي لا يعتبرها إساءة بقدر ما يعتقد أنها حرية إبداء للرأي.
وحين فكرت في وجهة هذه الثورة على أساس من القرآن الكريم عن إخبارنا عما قيل في حق الرسول الكريم بأنه " شاعر أو كاهن أو مجنون"، وكيف كان توجيه القرآن لنا بالدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن، والجدال لا يكون إلا بين رؤى مختلفة، فمثلا نحن نعظم والآخر يسفه أو العكس، ومثل هذه الحالة لا يختلف كثيرا عما نحن بصدده.
وخاصة والقرآن الكريم أعطانا حرية إبداء الرأي لما نعتقده بداية من الإيمان والكفر، فما بالنا بما هو دون ذلك، لذا فمن حق كل إنسان الدعوة لما يعتقده. و إلا فليأتي من يدعي غير ذلك بالدليل، حقيقة يجب أن يحافظ كل منا على مشاعر الآخر، وكان يجب تحاشي هذه الإساءة بالقانون مثلما هو حادث مع المساس بالسامية، وقد تكون هذه الإساءة متعمدة داخل مخطط ما، وعليه يجب أن ننظر إلى مصالحنا في عالم يموج بالأطماع ويموج أيضا بالخيرات فكيف نتلاشى شره ونستفيد من خيره، وهذا لن يتأتى إلا بتغيير ما بأنفسنا حتى يغير الله ما بنا.
فماذا أفعل أمام ثورة الغضب هذه والتي اشتعلت بداخلي وفي أي اتجاه أوجهها، وادعوا غيري لما أرى.
هل أوجهها سلميا لفقهائنا الذين اصطنعوا وجها مشوها للإسلام نتيجة للفشل الذر يع الذي منيت به مؤسساتنا الدينية في بيان الوجه الجميل للإسلام ومن هنا وضعت نفسها في خدمة الساسة، أم أوجهه لحكامنا الذين أعانوا هؤلاء الفقهاء لاصطناعهم وللتعتيم على مشاكلنا الداخلية الجوهرية أم إلى الغرب الذي أساء وقد يكون في إطار مخطط للإجهاز علينا.
كما أود التأكيد على أن أي نقد أو إظهار للسلبيات أقدمه هو تعبير عن واقعنا ولا يلمس بأي حال الدين كدين، وإنما النقد للواقع الفكري للمسلمين، وحديثنا له سمتان:
الأولى هي تنقية معلوماتنا الخاطئة والغير دقيقة والتي هي غذاء لأفكارنا، والثانية محاولة تلمس الوسيلة المثلي لفهم الدين، وهذه وتلك انطلاقا من إيماننا بصحة هذا الدين.
ولم نكن نود التنبيه على ذلك، ولكن ليطمئن المذعورين على الدين، كما نود أن نخرجهم من الجمود الفكري الذي يعيشونه والذي يجذبونا إليه.
أما الغاية فهي تقديم الإسلام كأقرب إلى الصحة حتى يستنير بنوره العالم، وطموحنا أن يحكم العالم بالإسلام، ولقد وجدنا أن لدينا القدرة للحديث عن المسكوت عنه، لأن هذا هو العائق أمام انطلاق الأفكار حتى نخرج من الظلمات إلى النور.
وهذا ما أمرنا به المولى عز وجل ( ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ) .
هل بعد هذا يمكن لأحد أن يلوم من يجتهد " لا يضل ربي ولا ينسي " .
الإسلام لم يأتي إلا لسبب محدد، لولاه ما أنزل القرآن الكريم
وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ" الآية 64 النحل "
وهذا هو التفرد القرآني ، والذي تم التعتيم عليه حتى كاد أن ينكره الجميع وإذا سألت أحدهم عن هذا السبب جاءوا إليك بإجابات كثيرة جميعها موجودة في الأديان الأخرى وحسب هذه الإجابات لا تفرد وبالتالي لم تكن هناك ضرورة لإنزال القرآن .
والنتيجة كما لو أن حكم علينا أو على الأخص على فقهائنا بأنهم والكفرة سواء بسواء " أنظر الآية وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْ