التواتر والقرآن

رضا البطاوى البطاوى في الخميس ٠٥ - فبراير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

رد على كتابة وتواتر القرآن
الأخ الكريم شريف هادى السلام عليكم وبعد :
قلت "
أولا:الكتابة
كتب القرآن بيد رسول الله وقت التنزيل والدليل على ذلك قوله سبحانه وتعالى"وقالوا اساطير الاولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة واصيلا" الفرقان 5 ، ولو لم يكتبها رسول الله بيديه ما قال الكفار أكتتبها ، بل كتابة رسول الله للقرآن معجزة في حد ذاتها وإثبات لنبوته"انتهى
والخطأ هنا هو الاستشهاد بقول الكفار على صحة القول كتابة الرسول له بيده
فى القرآن يجب أن نفرق بين أمري&aumن أقوال الخلق كالكفار وقول الله فلو استشهدنا بقول الكفار لأثبتنا أن لله شريك وأولاد وبنات وغير ذلك من خلال أقوال الكفار زد على هذا لو كان قولهم صحيحا لكان قولهم أنهم أن القرآن أساطير الأولين صحيح
زد على هذا أن كلمة اكتتبها تعنى طلب كتابتها وليس أنه كتبها بنفسه لأن الكفار كانوا يعلمون أنه لا يخط شىء بيمينه
وقلت يا أخى "ولا يمنع كون رسول الله صلى الله عليه وسلم كتبه أن تكون الصحابة أو بعضهم كتبه أيضا وتعد كتاباتهم نسخة من الأصل ، ما حدث في عهد أبو بكر أنهم أستنسخوا عدة نسخ من الأصل ، وما حدث في عهد عثمان أنه جمع كل هذه النسخ وحرقها وأبقى على نسخة واحدة برسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونسخ من هذه النسخة عدد نسخ مطابقة بنفس الرسم ووزعها على الأمصار على أن ينسخ النساخون نسخ مماثلة وتكون طبق الأصل من النسخة الأصلية ، وقد أقترنت الكتابة بالحفظ ، فتواتر نسخه وتواتر حفظه في نفس الوقت."انتهى
الخطأ هنا هو تصديق أن أبو بكر وعثمان كتبوا نسخ من الأصل وأن عثمان حرق كل النسخ وأبقى على نسخة واحدة برسم الرسول
قطعا هذا تصديق إما لما جاء فى كتب الحديث وإما لكتب التاريخ وكلاهما لا نصدق به لأن كل منهم يخالف القرآن غالبا
أضف أن كتب الحديث وكتب التاريخ لا يوجد فيها نص يبين أن الرسول(ص) كتب نسخة من القرآن بيده
زد على هذا أن جامع القرآن وحافظه أى كاتبه هو الله وفى هذا قال تعالى "إن علينا جمعه وقرآنه "وقال "إنا أنزلنا الذكر وإنا له لحافظون "
وقلت "أما الحديث فقد كان النهي عن كتابته على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يكتب ولم ينسخ ، وحتى بعض الروايات التي قالت على استحياء أن عبد الله بن عمرو كانت لديه صحيفة بها أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن كذب هذه الرواية في عدم وصول الصحيفة إلينا أو أي من نسخها ، كما أن أحدا لم يدعي أنه رأها ، وقد أختلفت الروايات فيها أختلافا شديدا ، وقد بدأ عصر تدوين الحديث في أوائل الدولة العباسية ولم يكن قد دون من قبل."انتهى
الخطأ هنا هو أن الحديث نهى عن كتابته فى عهد النبى (ص)
طبعا أن لا أصدق بأن للنبى(ص)حديث ولكن طبقا لدراستى للحديث سنوات طوال فهناك أحاديث نهت عن الكتابة وأحاديث طلبت الكتابة كحديث أبى شاة وهذا نقدى لبعض أحاديث النهى :
أن أحاديث النهى عن الكتابة كلها متناقضة ومخالفة للقرآن وسوف نناقشها هنا :
روى مسلم بسنده عن أبى سعيد الخدرى أن رسول الله (ص)قال لا تكتبوا عنى ومن كتب عنى غير القرآن فليمحه وحدثوا عنى ولا حرج ومن كذب على –قال همام أحسبه قال- متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ".
روى الترمذى بسنده عن أبى سعيد الخدرى قال :استأذنا رسول الله (ص)فى الكتابة فلم يأذن لنا ".
روى أحمد فى مسنده بسنده إلى أبى سعيد الخدرى قال :كنا قعودا نكتب ما نسمع من النبى (ص)فخرج علينا فقال ماذا تكتبون ؟فقلنا ما نسمع منك فقال أكتاب مع كتاب الله ؟محضوا كتاب الله وخلصوه قال فجمعنا ما كتبناه فى صعيد واحد ثم أحرقناه قلنا أى رسول الله أنتحدث عنك ؟قال نعم حدثوا عنى ولا حرج ومن كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار "
أحاديث النهى كلها جاءت من طريق واحد والمشترك فيها هو همام وهو أحد الوضاعين الكبار أو هكذا أرادنا أن نعتقد محرفوا الأحاديث وهى أحاديث آحاد وتنتمى لما يسمونه الحديث الغريب فقد جاءت عن أبى سعيد الخدرى فقط والوحى لا يبلغ لواحد وإنما للكل والتناقض فى الروايات الثلاثة واضح فالأولى جعلت النهى عن الكتابة صادر عن الرسول (ص)دون أن يرى من يكتب حديثه والثانية بينت أن النهى صدر بناء على سؤال من يطلب الكتابة والثالثة بينت أن النهى صدر بناء على رؤية الرسول (ص)للكتابة وسؤاله عما يكتبون وبالطبع كل واحد من النواهى يتناقض مع الأخر ولو كانت الروايات صحيحة لأجمعت على أمر واحد خاصة أن راويها واحد وليس معقولا أن تصدر ثلاثة أقوال مختلفة من إنسان فى مسألة واحدة ،زد على هذا أن الرواية الثانية لا تدل على النهى عن كتابة الحديث وإنما تدل على النهى عن الكتابة كلها سواء قرآن أو حديث والدليل قول القائل "فى الكتابة "فهو غير محدد والرواية الثالثة بها تناقض فقول القائل "كنا قعودا نكتب ما نسمع من النبى (ص)"يدل على أن الرسول(ص)كان جالسا يتكلم والناس يسمعون وقوله "فخرج علينا"يدل على أنه لم يكن جالس معهم والروايات الأولى والثالثة بهما جنون هو أن الكاذب عليه أن يبوء نفسه مقعده من النار وبالطبع لا يمكن أن يدخل أحد نفسه النار وهو فى الدنيا وحتى فى الأخرة لا يدخل بنفسه وإنما تسوقه الملائكة للنار كما قال تعالى بسورة الزمر "وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا ".
وقلت "فالفرق بين تواتر مبني على الكتابة منذ لحظة نزوله ، وبين تواتر مبني على الظن والتخمين والمسافة الزمنية بين كتابته وبين عصر الرسالة أكثر من مائتي سنة فرق كبير ، كالفرق بين المشرق والمغرب
الخطأ هنا هو أن تواتر القرآن مبنى على الكتابة وتواتر الحديث المزور مبنى على الظن ووجود فاصل زمنى كبير بين كتابته وعصر النبوة " انتهى
نقول لا يوجد نص يبين أن الرسول (ص) أو المؤمنين كتبوا القرآن فى المصحف الحالى بأيديهم وما فيه هو القسم بالكتابة أى ما يسطرون وهو ما يكتبون دون بيان المكتوب الذى يحتمل أن يكون القرآن وغيره من الوحى السابق وأى كلام حق مثل بيان أخطاء الأديان الأخرى
وما فى المصحف الحالى هو أن القرآن مكتوب فى زبر وهى كتب الأولين وهم السابقين من الرسل وفى هذا قال تعالى " وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربى مبين وإنه لفى زبر الأولين" وأيضا أنها موجود فى اللوح المحفوظ أى المكنون مصداق لقوله تعالى " إنه لقرآن كريم فى كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون تنزيل من رب العالمين"وأيضا نجد أن الناس مؤمنين وغير مؤمنين كانوا يكتبون القرآن فمنهم المؤمنون الذين كانوا حريصين على عدم تحريفهم له ومنهم الكفار الذين كانوا يكتبون فيه كلام من عندهم ثم ينسبونه لله وفى هذا قال تعالى "فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون"فلو قلنا أن القرآن نؤمن به لكونه متواتر كتابيا بخطوط الكتبة فنحن مخطئون لأن الكتبة كان منهم كفرة يزيدون فيه مصداق لقوله تعالى " وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل من ربك طغيانا وكفرا"ومن ثم فالكتابة الإنسانية لا تثبت صحته وإنما ما يثبته هو الكتابة الآلهية أى تحكيم الآيات وهو كتابتها فى الألواح مثل التوراة وفى هذا قال تعالى " وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبى إلا إذا تمنى ألقى الشيطان فى أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم"
وقلت "فالتواتر هنا ليس تواتر إسناد ولكنه تواتر قائم على الفعل (فعل الحفظ) ، فالقرآن لا يحتاج أن تقول عن فلان أخبرنا فلان حدثنا فلان ، ولكن يكفيك أن تبدأ بالاستعاذة والبسملة ثم تتلوا الآية تلو الآية وهكذا" انتهى
الخطأ هنا هو أن تواتر القرآن تواتر حفظ وليس تواتر إسناد
والرد كان هناك من يحفظ الأحاديث وما زال وكل كتب الحديث المحرفة كانت الأحاديث تروى غالبا فيها من الحفظ فكلمة حدثنا وما ماثلها دلالة على الحفظ الذى يلقى
وقلت "أنقسمت الأمة الإسلامية بعد عصر الرسالة ببضع سنين إلي ثلاثة فرق ، فريق معاوية (الفئة الباغية) وفريق علي (أمير المؤمنين الشرعي) والخوارج (خرجوا على علي ولم ينضموا لمعاوية) ثم أنقسمت كل فرقة إلي طوائف عديدة ، ففريق معاوية ومنهم عصب أهل السنة وأهل السنة أنقسمت فيما بينها فرق كثيرة أشعرية و سنة ومعتزلة وماتريدية وكرامية ثم صوفية وووو ، ثم فريق علي وهم عصب الشيعة فقد أنقسموا إلي أثني عشرية وزيدية وجعفرية وموسوية واسماعيلية وسبعوية وعلوية وفاطميه ووووو ، ثم الخوارج أنقسموا إلي أزارقة وأباضية وووو ، ورغم كل هذه الاختلافات فإن الجميع يتعبدون بقرآن واحد فقط ، كما أنهم يؤدون الصلاة خمسا بشكلها الحالي اللهم إلا من أختلافات بسيطة بينهم لا تؤثر على فرض الصلاة وأتفاق الغرماء هذا فيه إجابة على السؤال: فما المانع إذا أن قام هؤلاء المدلسين حملة القرآن بإخفاء آيات تكرم هذا وذاك داخل القرآن."انتهى
توجد فى الفقرة عدة أخطاء هى :
الأول انقسام الأمة بعد موت الرسول ببضع سنين لفريق على وفريق معاوية وفريق الخوارج ومن الكل خرجت الفرق المعروفة
هذا قول مأخوذ من كتب الحديث والتاريخ ونحن نقول القرآن وكفى وهو يخالف القرآن الحالى فالأمة لا تنقسم وتكفر فى عهد المؤمنين بالنبى(ص)وإنما تكفر فى عهد الخلف وهم من أتوا بعدهم بجيل أو أكثر حيث يتبعون الشهوات ويضيعون الصلاة وهى الدين وفى هذا قال تعالى ""أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذ تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا"
الخطأ الثانى أن الفرقاء اتفقوا على التعبد بقرآن واحد وصلاة واحدة
يا أخى لو درست كتب الفرق لوجدت القوم لم يتفقوا على قرآن واحد فالشيعة يوجد عندهم حسب كتبهم مصحف فاطمة والجفر ومصحف على والصلوات تختلف فى كثير من الأمور حتى لو اتفقت على القيام والركوع والسجود فأبواب الصلاة فى كتب الفرق بها مئات الفروق فى أشياء كثيرة فهم لم يتفقوا وحتى النصوص داخل الفرقة الواحدة تجد بها اختلافات بينة ففى كتاب كالبخارى نجد الصلوات المفروضة تزيد على العشرة ونجد فيها أحاديث تدل على أن الصلاة كلها رباعية وأخرى تدل على النظام المشهور 2-4-4-3-4 وأخرى تدل على أن صلاة الصبح 20 ركعة فأين الإتفاق ؟

اجمالي القراءات 13842