هل نزل القرآن مكتوبا فى قلب النبى؟

رضا البطاوى البطاوى في الخميس ٠٥ - فبراير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

هل نزل القرآن مكتوبا فى قلب النبى (ص)
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على من اتبع الهدى وبعد :
الإخوة الأفاضل السلام عليكم أعتذر لكم عن عدم ذكر صاحب القول الذى أرد عليه بسبب أننى أنقل المقالات من الموقع وغيره من المواقع فى الساعات القليلة التى أدخل فيها على شبكة الإنترنت أسبوعيا بسبب عدم وجود خطوط هاتف أو خطوط نت مباشر فى المنطقة التى أوجد بها ومن ثم فأنقلها على الذاكرة الصغيرة (الفلاشه)وأحيانا كثيرا أنسى نقل اسم صاحب المقال وبعد هذا أقوم بقراءتها على الحاسوlig;ب عندى
قال البعض " إن القرآن الكريم يؤكد على أن وحى القرآن نزل مكتوبا على قلب النبى محمد مرة واحدة ودفعة واحدة فى ليلة القدر "
الخطأ الأول فى القول هو نزول القرآن مرة واحدة على محمد(ص) ولو كان هذا صحيحا ما قال الكفار " وقال الذين كفروا لو نزل عليه القرآن جملة واحدة "فهم كانوا يريدون نزوله مرة واحدة حتى يبحثوا فيه عما لم ينزل فيطلبوه منه فيثبتوا كذبه كما يزعمون فجاء الرد " كذلك " أى مفرقا ينزل القرآن والسبب " لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا " وهو ما يوافق قوله تعالى " وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا "
الخطأ الثانى نزوله فى ليلة القدر على محمد(ص) ولا يوجد فى سورتى الدخان والقدر ما يشير لنزول القرآن على محمد(ص) وإنما تشير لنزول القرآن فى تلك الليلة بواسطة الروح والملائكة مفرقا حيث يفرق كل أمر حكيم كما قال تعالى "إنا أنزلناه فى ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم أمرا من عندنا إنا كنا مرسلين "و"ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر" ولا يوجد ذكر لمحمد(ص) لا فى ليلة القدر ولا فى الليلة المباركة .
وقال البعض " وهذا الازدواج فى نزول القرآن كتابا مطبوعا فى قلب النبى مرة واحدة ثم فى نزوله متفرقا على ذاكرته كان يؤثر على كيفية تلقى النبى لوحى القرآن فى آياته المتفرقة "
لا ندرى كيف يؤثر هذا على ذاك فلو كان مطبوعا فى قلبه كما يقول الأخ فليس الرجل بحاجة لنزوله مرة أخرى لأنه يحفظه ولا كان يقعد يردد خلف جبريل بسرعة خوفا من النسيان فلو كان محفوظا فى قلبه كما يدعى الأخ ما قال الله له "إنا علينا جمعه وقرآنه " وقال له " لا تحرك به لسانك لتعجل به " وقال " ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه " فهنا الله جامع القرآن وهو يطالبه ألا يستعجل فى الترديد قبل أن ينتهى جبريل(ص) من كلامه
قال البعض "أن الآيات الكريمة تتحدث عن نزول الكتاب القرآنى مكتوبا على قلب النبى "
ولا يوجد فى الآيات الكريمة المقصودة وهى " نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين " و "قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك " أى شىء يشير للكتابة فى قلبه من قريب أو من بعيد ولو اعتبرنا القول صحيح وما هو بصحيح فإن القرآن مكتوب فى قلوب المؤمنين كلهم لقوله تعالى " أولئك كتب فى قلوبهم الإيمان " وقوله " هو الذى أنزل السكينة فى قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا" والإيمان والسكينة يأتيان فى القرآن أحيانا بمعنى القرآن بدليل أن كلما نزلت سورة تزيد الذين أمنوا إيمانا فى قوله تعالى "وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين أمنوا فزادتهم إيمانا "فزيادة الإيمان تعنى زيادة القرآن المصدق به
زد على هذا أن القرآن طبقا للمصحف الحالى نزل على الكفار بدليل قوله وقوله "قد أنزل الله إليكم ذكرا " وقوله " يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا " فهنا النور المبين نزل على الناس

اجمالي القراءات 38535