مؤتمر «هرتسليا» الإسرائيلى يطالب بـ«تعويضات» عن أملاك اليهود فى الدول العربية
كتب محمد عبود ٥/ ٢/ ٢٠٠٩
طالب باحثون ومسؤولون إسرائيليون، بمتابعة استرداد الأملاك اليهودية فى العالم، وبتشكيل لجنة دولية لتعويض اللاجئين اليهود والفلسطينيين، فى الشرق الأوسط، وأكدوا التزام إسرائيل بتسديد نصيبها فى الصندوق الدولى، الذى سيتم تأسيسه لسداد التعويضات، موضحين أن إسرائيل ستدفع التعويضات للاجئين الفلسطينيين، دون السماح لهم بتطبيق حق العودة. وقال المشاركون فى مؤتمر هرتسليا السنوى ـ الذى عقده معهد الدراسات السياسية والاستراتيجية الإسرائيلى، فى جلسة خاصة لمناقشة قضية أملاك اليهود، فى الدول العربية، والذى شارك فى جلسته المغلقة ضابط الموساد السابق رافى إيتان، ووزير شؤون القدس فى حكومة أولمرت، والبروفيسور آفى بيتسور، وكيل وزارة شؤون القدس، وراحيل كاتينجر، الباحثة بمعهد هرتسليا، ومدير منظمة «بنى تسفى» للحفاظ على التراث اليهودى، وادوين شوكير، رئيس رابطة استعادة حقوق يهود الدول العربية ـ إن اليهود تعرضوا لمذابح وحشية فى ظل الحكم الإسلامى. شهدت الجلسة التى عقدت تحت عنوان: «عدالة التاريخ ـ اللاجئون اليهود المهجرون من الدول العربية» مطالبات رسمية إسرائيلية بالحصول على تعويضات عن أملاك اليهود فى الدول العربية، وعدم الخوف من طرح مطالب مماثلة بالنسبة للاجئين الفلسطينيين. على خلفية الفارق الضخم فى مبلغ التعويضات لصالح اليهود. وقال الوزير رافى إيتان، المتحدث الرئيسى فى الندوة إن الحكومة أوكلت إليه مهمة متابعة عملية استرداد الأملاك اليهودية فى دول العالم المختلفة، والحفاظ عليها. وأضاف «هناك ضرورة لتشكيل لجنة دولية لتعويض اللاجئين اليهود والفلسطينيين فى الشرق الأوسط، وذلك تماشياً مع الاقتراح الذى قدمه من قبل الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون، وستلتزم إسرائيل بتسديد نصيبها فى الصندوق الدولى، الذى سيتم تأسيسه لدفع التعويضات. لكن إسرائيل ستدفع التعويضات للاجئين الفلسطينيين، دون السماح لهم بتطبيق حق العودة. وتابع الوزير الإسرائيلى، فى كلمته، التى نشرتها «يديعوت أحرونوت»، أن أملاك الفلسطينيين تقدر بحوالى ٦٥٠ مليون دولار فقط، مقابل ٢ مليار جنيه إسترلينى، هى قيمة الأملاك المصادرة من اليهود العراقيين فقط. وشن إيتان هجوماً على رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت لتقاعسه عن دعم فكرة المطالبة بتعويضات عن الأملاك التى خلفها اليهود وراءهم فى الدول العربية، وفى شرق أوروبا أيضاً. أضاف إيتان: يحتفل الفلسطينيون سنوياً بمأساتهم، فيما يسمى ذكرى النكبة، ولا أحد يتذكر النكبة التى حدثت ليهود الدول العربية. لقد تعرض حوالى ٨٥٦ ألف يهودى للطرد من الدول العربية فى الفترة من ١٩٤٨ ـ ١٩٥١ فى مقابل ٧٠٠ ألف فلسطينى تم ترحيلهم بعد إعلان دولة إسرائيل. وقالت راحيل كاتينجر، الباحثة بالمعهد: إن «قضية اللاجئين اليهود وأملاكهم فى الدول العربية تعرضت لحالة من التجاهل الدولى، والإهمال الإسرائيلى بفضل الأسطورة السائدة التى تدعى أن اليهود عاشوا «فى سلام وأمن داخل الدول العربية والواقع أنهم عانوا الاضطهاد والمذابح الوحشية فى ظل الحكم الإسلامى». يذكر أن مؤتمر هرتسليا الذى اختتم أعماله أمس، تنعقد فعالياته سنوياً فى إسرائيل منذ عام ٢٠٠٠ حتى الآن ويعد من أكبر وأهم الفعاليات اليهودية، التى تتصدى لقضايا الأمن القومى الإسرائيلى ولصناعة القرار، وتقديم المقترحات للحكومة الإسرائيلية والمنظمات اليهودية داخل إسرائيل وخارجها، ويشارك فى المؤتمر عادة مفكرون وباحثون وسياسيون ورجال أعمال وعسكريون كبار وأكاديميون وصحفيون، إضافة إلى رؤساء الحكومات والوزراء وكبار المسؤولين بهدف الوصول إلى استراتيجية شاملة للأمن القومى الإسرائيلى. |