رد على مقال محمود دويكات عن الخلق

رضا البطاوى البطاوى في الثلاثاء ٠٣ - فبراير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

رد على مقال للأخ محمود دويكات عن الخلق

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على من اتبع الهدى وبعد :
قال الأخ "لقد طرح العلماء عدة فرضيات لتفسير نشوء الكون.. كلها لم تصمد أمام القياسات التجريبية خلا فرضية الانفجار الكبير (Big Bang) التي وجدت نظريا منذ 1924 كوليد شرعي لنظرية أينشتاين العامة و أثبتت تطبيقيا في الستينات. والملخص لهذه النظرية أن الكون نشأ من نقطة لانهائية و وحيدة (Singularity) كان فيها جميع الطاقة و المادة التي نعرفها الان في الكون .. وكان حجمها قبيل الانفجار مساويا للصفر (&a (نظريا) لكن حجمها الان هو بحجم الكون الموجود .."
الخطأ الأول فى النظرية هو أن النقطة لا نهائية فكيف تكون نقطة أى شىء محدد صغير ثم تكون لا نهائية ؟ إن اللانهائية هى تعنى أن حجمها لا يعرف لكونه يزداد أضف لهذا أن معنى ازديادها هو وجود شىء مخلوق قبلها هو الفراغ الذى تتزايد فيها
الخطأ الثانى فى النظرية أن حجم النقطة صفر مع أنها كما قالوا لا نهائية فكيف تكون صفر وهى لا نهائية ؟ إنه تناقض وجنون
"القرءان يذكر لنا ءاية من أجمل ما قيل في وصف ما حدث ـ قوله تعالى (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ)أنبياء/30 و المدهش في هذه الاية ربط العملية (التي وصفت وصفا موجزا جدا) بالماء و الحياة.. ليس هذا فقط ..بل ذكر لنا أن الذين سوف "يرون!!" دليل ذلك هم الذين كفروا (بالله) ... و فعلا فالأدلة المباشرة على صحة نظرية الانفجار الكبير كانت في ستينات القرن الماضي وكلها تم رؤيتها (كلها عبارة عن أمواج كهرومغناطيسية مثل الضوء)
الخطأ هنا هو أن من رأوا دليل خلق السموات والأرض هم الكفار فى ستينات القرن العشرين وهو تخريف فالرؤية فى الآية تعنى المعرفة وليس الرؤية البصرية لأن الله نفى أن يكون أحد شاهد خلق السموات والأرض فقال " ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا" ومن ثم فتفسير الأخ هنا خطأ
... فاستقرار الكون أهم و أخطر من استقرار الارض رغم أن الارض يسكنها عباده.
الخطأ هنا هو أن استقرار الكون أهم من استقرار الأرض
قطعا هذا خطأ لأن الأرض جزء من الكون وهى الجزء الأساسى الذى خلق منه الكون ولهذا سماها فى القرآن القرار والمقر وقد بنى السموات فوقها فقال " وبنينا فوقكم سبع شداد "ومن ثم فالأرض أساس الكون وأما السماء فهى السقف المحفوظ والأدوار السبعة مبينة فوق الأرض وفى هذا قال تعالى " وجعلنا السماء سقفا محفوظا "
والخطأ الأخر فى العبارة هو أن الأرض يسكنها عباده أى عباد الله وقطعا كل ما فى السموات والأرض عباد له وفى هذا قال تعالى " إن كل من فى السموات والأرض إلا أتى الرحمن عبدا"
و الخطورة تكمن أن ثبات الكون يعني بالضرورة ثبات كل شيء فإن انهيار الكون يكون كارثيا على كل ما بداخله ـ أما الارض فإن أثر انهيار الارض محدود في جوارها وذلك لصغرها مقارنة بالكون أجمع"
نفس الخطأ السابق وهو أن إنهيار الأرض محدود لصغرها والسؤال للأخ الكريم ما هو الأخطر إنهيار الأساس وهو الأرض أو إنهيار السقف وهو السماء ؟ قطعا إذا إنهار الأساس إنهار البناء كله بينما السقف لو إنهار فإن إنهياره قد يكون إنهيار للكل وقد يكون إنهيارا جزئيا وإن كان الله قد حفظ الأرض بألا تقع عليها السماء فقال " ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه" ووقوع السماء على الأرض يعنى أن الأرض تحت السموات كلها وليست السموات محيطة بها كما يزعم البعض لأن السموات مبنية فوق الأرض وقد بين الله أن القيامة تبدأ بالراجفة أى المزلزلة ثم تتبعها أى الرادفة أى التالية فقال "يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة " والمزلزلة هى الأرض لقوله تعالى "إذا زلزلت الأرض زلزالها "
الحقيقة أن الموضوع مازال يطبخ في ذهني و ما زلت أميل الى القول أن عرش الرحمن الحقيقة هو كامل الوجود الذي خلقه لنا .
توضيح للأخ الكريم العرش الإلهى كلمة تطلق على شيئين:
الأول كامل الوجود كما فى قوله "وكان عرشه على الماء" والمراد وكان كونه من ماء لقوله تعالى " وجعلنا من الماء كل شىء حى "
الثانى كرسى العرش وهو فى السماء وهو ما تحفه الملائكة وتحمله كما فى قوله تعالى " وترى الملائكة حافين من العرش " ولو كان هنا العرش كامل الوجود ما وقفت الملائكة وهى من الخلق خارجه

اجمالي القراءات 13680