تساؤلات من القرآن لأهل القرآن (4)

فوزى فراج في الأربعاء ٠١ - نوفمبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً

فى تساؤلات اليوم سوف اتصدى لموضوع هام ويجب علينا نحن المسلمين ان نواجه الواقع وان تكون لدينا الشجاعه والامانه على التحدث عنه وعلى محاولة الاجابه دون التحيز او المكابره وان نكون واقعيين .

الموضوع هو موضوع تجارة الرقيق. وأحقاقا للحق, لم يكن العرب هم رواد تلك التجاره بل كانت مما مارسه العالم اجمع قبل الاسلام ومنذ فجر التاريخ ولايمكن لأحد ان يوجه اللوم للاسلام او المسلمين فى ممارسة ذلك النوع من التجاره. بل ان تلك التجاره من بعض الادميين فى بعض اخر من الادميين استمرت حتى اقل من ثمانون عام من تاريخنا هذا قبل ان تمنع نهائيا بقرار من عصبة الامم فى عام 1926 , كما تبنت الامم المتحده فى 1948 ذلك ضمن قرار حقوق الانسان, وفى علام 1956 تبنت الامم المتحده قرارا اضافيا بمنع تجارة الرقيق عالميا نهائيا, اى انه حتى عام 1956 كانت هناك بعض الممارسات للمتاجره فى الرجال والنساء كأحدى السلع المباحه.

لم تحرم الاديان التى سبقت الاسلام تلك التجاره, سواء المسيحيه او اليهوديه, كما حسب معلوماتى المتواضعة, لم تحرم اى من الاديان الاخرى تلك التجاره, ولايمكن لأى من تلك الاديان ان تدعى سبقها للأسلام فى هذا الشأن. ولكن الاسلام ايضا والذى نقول ونؤمن بأنه دين لكل العصور وكل الاماكن لم يحرمها .

ربما لايدرى او يدرك احد منا معنى تلك التجاره ادراكا كاملا, ولكن تخيل بأمانه انك انت تلك السلعه, انك عبدا مملوكا لشخص اخر, يملكك كما يملك سيارته او حذاءه, يفعل بك ما يشاء وقتما يشاء واينما يشاء, ولاتملك من امرك انت شيئا, ولاتستطيع ان تقول لا, هذا الشخص الاخر يستطيع ان يعذبك اويقتلك او يهتك عرضك وليس هناك قانونا يحميك, او ينقذك من بين يديه. ولا اريد ان استفيض بل اترك الامر لخيال سيادتك, فهل تخيلت بعد؟ كان هناك الملايين من البشر, وهم بشر مثلك ومثلى تماما , لايقل احدا منهم عنى وعنك فى شيئ واحد سوى انه او انها تم تصنيفه الى عبد او جاريه, يملكه او يملكها انسان اخر, فكيف اغفل القرآن ذلك, لقد جاء بكل ما نود ان نرى فيه ومنه من مكارم الاخلاق ومن حسن التوجيه للعلاقات بين الانسان واخيه الانسان, وبين الانسان وخالقه بل حتى انه ذكر ما للانسان على الخالق من حقوق, فكيف غفل او تغافل عن تلك الجريمه اللاانسانيه فى حق الملايين من من اطلق عليهم العبيد.

لقد حرم الله القتل وشمل به الجميع من كان حرا ومن كان عبدا, وقد وصفنا سبحانه وتعالى بالعبيد له, ولكنه فى نفس الوقت لم يحرم علينا ان نتخذ لأنفسنا من انفسنا عبيدا, فهل كانت تلك موافقه من الله عز وجل على عبودية البعض للبعض؟

لقد كانت ملكية البعض للعبيد تشكل مصدرا للتجاره وتضع البعض فى قوالب اجتماعيه خاصة وربما كان من الصعب ان يحرمها الله دفعة واحده, ولكنه عندما حرم الخمرالتى كانت ادمانا بالنسبه للبعض لم يحرمها دفعة واحده بل حرمها على مراحل , وبعض الناس لايعتقدون بهذا التحريم , غير انى اختلف معهم و ليس هذا مجال ذلك الموضوع الآن , وربما نعود اليه, ولكن النقطه التى اود ان اقولها انه كان من الممكن لصعوبه التحريم ان يكون كالخمر مثلا على مراحل مختلفه.

اننى اعرف ان من ايات القرآن مايدعو الى تحرير رقبة, كنوع من التكفير لبعض الذنوب, وقد يقرأ البعض ذلك على انه اشارة غير مباشرة من الله سبحانه على ان امتلاك العبيد شيئا
ليس مستحبا, وقد يقرأه البعض على انه مستحب , ففيه ومنه طريقا الى التكفير عن الذنب.


ختاما, لو ان تجاره الرقيق هى من الاشياء التى لاتدخل فى نطاق ما حرم الله, فتكون قرارات المجتمع الدولى مخالفه لما حلله الله وهم يريدون بذلك ان يحرموا ما حلله الله عز وجل, وان كانت تلك القرارات لاتتعارض مع ما حرمه الله, فلماذا لم يحرم الله صراحة وبشكل مباشر تلك الممارسه.

تحياتى للجميع
فوزى فراج

اجمالي القراءات 23725