حرض اليهود على المطالبة بأملاكهم "الضائعة".. كاتب إيراني يدعي أن 30 ألف يهودي شاركوا عمرو بن العاص في فتح مصر
كتب حسين البربري (المصريون): : بتاريخ 1 - 2 - 2009
زعم أكاديمي إيراني، أن لليهود فضلا على مصر والمصريين منذ فتح الصحابي الجليل عمرو بن العاص مصر عام (20 هـ - 693م) وحتى الآن، مدعيا أن 30 ألف يهودي حاربوا معه ضد الرومان عند دخوله مصر، وكان لمشاركتهم في الجيش الإسلامي دور كبير في إنهاء المعركة لصالح المسلمين.
وفي مقال نشرته صحيفة "همشري" الإيرانية- الطبعة الإنجليزية- أمس الأول، حرض عبد الحسين تسخيري أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة طهران، اليهود على المطالبة بممتلكاتهم وحقوقهم الضائعة في مصر لأنها حق أصيل لهم ولأبنائهم.
وأضاف: لابد من مطالبة اليهود لها وهذه الأراضي كان مقام عليها معابد ومنازل اشتروها من المصريين في عهد الأمويين والفاطميين، وتقع في حارة "الجودرية" وحارة "زويلة" ودار بن "فرقة" ودار بن جميع وحارة الوزيرية، بالإضافة إلى أراضي المعابد اليهودية كمعبد "المصاحة" و"الشاميد" والعرافين، وهذه الأراضي بجوار الكنيسة المعلقة، ومعابد القرائين و"بن شميخ" و"الربانيين" والسامرة في المنطقة الفاطمية بالقاهرة.
وأشار إلى أن لليهود فضلا على المصريين خلال سنوات الجفاف التي مرت بها البلاد عندما أدخل اليهود تجارة التجزئة، وتركزت في الطعام، ومتطلبات المنزل، وكان أشهر التجار اليهود في ذلك الوقت يعقوب بن كلس، وأبو سعيد إبراهيم التستري، وأبو نصر هارون التستري، وهم من أصل إيراني وكانوا يعملون في الصرافة والتجارة المستوردة، ويوسف بن عوكل الفارسي الأصل، الذي كان يتاجر في الكتان والفلفل، ونهري بن نسيم وموسى بن أبى الحق، وبن يوسف وأبو علي حزقيال، وموسى كوهين، وإسحاق النسياجوري، وموردخاي بن موسى.
وادعى أيضا أن أطباء اليهود لهم الفضل في تطوير الطلب المصري وهم الذين اختلقوا نظام اللجنة الطبية وابتكروا بعض الأدوية ومن أشهرهم موسى بن إليعازر الإسرائيلي والأسعد المحلي وبن جميع اليهودي والموفق بن شوعة الإسرائيلي وموسى بن ميمون.
وفند الدكتور أحمد عبد التواب أستاذ التاريخ بجامعة عين شمس، تلك المزاعم التي وصفها بالسخيفة، وقال إنها لا أساس له من الصحة، وتنم عن جهل كاتبها وعدم معرفته بالتاريخ، نافيا أن يكون اليهود شاركوا عمرو بن العاص حربه ضد الرومان؛ فالتاريخ الإسلامي لا يشير إطلاقا إلى موقف واضح لليهود من الفتح الإسلامي لمصر، والسبب يرجع إلى وقوفهم موقفا سلبيا تجاه ذلك.
وفسر هذا الموقف بحرصهم على عدم إقحام أنفسهم في نزاع بين العرب والرومان، لأنهم خشوا النتائج التي ترتب على مساعدتهم السلطات الرومانية الحاكمة في حال تحقق النصر للعرب، وفي الوقت نفسه خشوا من تأييد الفتح الإسلامي، خوفا من أن يكون النصر للرومان فيتعرضون للاضطهاد، وأضاف أن عدد اليهود ظل ضئيلا في مصر على امتداد تاريخ مصر الإسلامي، مقارنة بعدد الأقباط، فقد كان عد اليهود لا يتجاوز 23 ألف.
أما عن حقوق اليهود في المعابد والأراضي التي ادعى الكاتب أنها أراضي يهودية؛ فقال إن هذا الكلام باطل، لأن الحكام المسلمين كانوا يهدون اليهود أراضي يقيمون عليها معابد، كما كانوا يعطون للأقباط أراضي لبناء الكنائس عليها، وذلك تقديرا من الحكام المسلمين لخدماتهم التي يقدمونها في بلاط الخلافة الإسلامية وكانت عبارة عن مكافآت.
ورفض ما ذهب إليه الأكاديمي الإيراني من اعتبار التجار اليهود الذين لهم الفضل على مصر، وقال إن الفضل يرجع إلى مصر التي تتميز بموقعها بين الشرق والغرب، ما جعل التجار اليهود يتحركون بحرية في البيع والشراء بالداخل والخارج، وأشار إلى الثقة التي أولاه الحكام المسلمون لليهود، لأنهم أهل ذمة ولهم حقوق كفلها لهم الدين الإسلامي.
ورد على قوله، إن الأطباء اليهود كان لهم الفضل في تطوير الطلب المصري، وقال إن الأطباء المسلمين كانوا أكثر تفوقا ونبوغًا وليس للأطباء اليهود دور رائد كما ادعى الأكاديمي الإيراني.
ورأى أن هذا المقال ليس إلا حقدا على مصر والتشكيك في تاريخها الكبير، وطالب من كاتب المقال الذي يدعى أنه أستاذ تاريخ بالبحث له عن مهنة أخرى غير التدريس.