قال مسؤول في العاصمة الليبية طرابلس، الخميس 26 ديسمبر/كانون الأول 2019، إن الحكومة المعترف بها دولياً طلبت رسمياً من تركيا الحصول على دعم عسكري جوي وبري وبحري؛ لصد هجوم تشنه قوات شرقي ليبيا، التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الذي يسعى للسيطرة على طرابلس.
تصريحات المسؤول الليبي تأتي بعد ساعات من إعلان وزير الداخلية في حكومة الوفاق المعترف بها دولياً، فتحي باشاغا، الخميس، أن حكومته «ستطلب من تركيا رسمياً دعمها عسكرياً، وهذا سيكون لمواجهة القوات المرتزقة التابعة لخليفة حفتر، والتي قدَّمت قواعد ومطارات لدول أجنبية».
كما شدَّد باشاغا على أنه سيكون «هناك تعاون كبير مع تركيا وتونس والجزائر، وسنكون في حلف واحد، وهذا سيخدم شعوبنا واستقرارنا الأمني».
بخصوص اللقاء الذي جمع الأربعاء، 25 ديسمبر/كانون الأول، الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والتونسي قيس سعيّد، وتأكيدهما دعم حكومة الوفاق (المعترف بها دولياً)، قال باشاغا: «نحن نرحب بأي مبادرة تكون جامعة لكل الليبيين، وكذلك أي مبادرة لا بد أن تكون تحت رعاية الأمم المتحدة». وتابع قائلاً: «يجب توحيد الجهود من أجل إطلاق عملية سياسية لوقف إطلاق النار بليبيا».
أردوغان في انتظار تفويض برلماني تركي لإرسال الجنود إلى ليبيا
توقع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، حصول حكومته على تفويض من البرلمان التركي في 8-9 يناير/كانون الثاني؛ من أجل إرسال جنود إلى ليبيا تلبية لدعوة الحكومة الشرعية.
أردوغان قال في كلمة ألقاها الخميس، خلال اجتماع لحزب العدالة والتنمية الحاكم بالعاصمة أنقرة: «يسألوننا عمّا إذا كنا سنرسل الجنود إلى ليبيا.. نحن نتجه إلى المكان الذي نُدعى إليه». وتابع: «سنلبي دعوة ليبيا (لإرسال الجنود) بعد تمرير مذكرة التفويض من البرلمان فور افتتاح جلساته».
الرئيس التركي أردف: «من المتوقع أن نمرر تفويض إرسال جنود إلى ليبيا من البرلمان في 8-9 يناير/كانون الثاني، لكي نلبي دعوة حكومة الوفاق الوطنية الليبية». ومضى يقول: «هؤلاء يدعمون بارون الحرب، ونحن نلبي دعوة الحكومة الشرعية في ليبيا، هذا هو الفارق بيننا».
كما أشار أردوغان إلى أن تركيا تصر على مشاركة تونس وقطر والجزائر في مؤتمر برلين المزمع عقده حول ليبيا. وأضاف: «قررنا مع تونس إقامة تعاون؛ من أجل تقديم الدعم السياسي للحكومة الشرعية في ليبيا».
فجر الخميس، دخلت مذكرة التفاهم الخاصة بالتعاون الأمني والعسكري بين تركيا وليبيا حيز التنفيذ، بعد نشرها في الجريدة الرسمية التركية.
موسكو قلقة وتونس لن تنضم لأي تحالف
تلوح أنقرة منذ أسابيع باحتمال القيام بمهمة عسكرية في ليبيا، بعد مرور أقل من ثلاثة أشهر على بدء الجيش التركي توغلا في شمال شرق سوريا مستهدفا المقاتلين الأكراد.
زار الرئيس التركي تونس، الأربعاء لبحث التعاون بشأن إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار في ليبيا. وقال اليوم إن تركيا وتونس اتفقتا على دعم حكومة الوفاق الوطني.
قالت الرئاسة التونسية الخميس إن البلاد لن تنضم أبدا لأي حلف أو تحالف وستحافظ على سيادتها كل أراضيها في رد فيما يبدو على تصريحات أردوغان. وجاء في البيان «تؤكد رئاسة الجمهورية أن تونس لن تقبل بأن تكون عضوا في أي تحالف أو اصطفاف على الإطلاق، ولن تقبل أبدا بأن يكون أي شبر من ترابها إلا تحت السيادة التونسية وحدها».
أبدت موسكو قلقها من احتمال نشر تركيا قوات في ليبيا لدعم حكومة السراج. وقال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي اتفقا اليوم الخميس على أن الموقف في ليبيا يجب أن يحل بطريقة سلمية.
قال أردوغان الأسبوع الماضي إن تركيا لن تلزم الصمت إزاء وجود مرتزقة من مجموعة فاجنر المرتبطة بالكرملين لمساندة حفتر.
كما أضاف الخميس «روسيا موجودة هناك بألفي (مقاتل) من فاجنر». وأشار أيضا إلى وجود نحو خمسة آلاف مقاتل من السودان في ليبيا. وتساءل «هل دعتهم الحكومة الرسمية للحضور؟ لا». وقال «كلهم يساعدون بارون حرب (حفتر)، بينما نقبل نحن دعوة من الحكومة الشرعية للدولة. هذا هو اختلافنا».
يحاول حفتر منذ أبريل/نيسان 2019 انتزاع السيطرة على طرابلس من حكومة الوفاق الوطني التي تشكلت في 2016 بعد اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة. وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن الإمارات ومصر قدمتا لسنوات دعما عسكريا لقوات حفتر.