القاهرة - محرر مصراوي - اعتبر شباب الإخوان أن تصريحات المرشد العام للجماعة مهدي عاكف أثناء أحداث غزة بأنه على استعداد لإرسال مليون شاب لتحريرها، تحريضاً للأمن لإلقاء القبض على المزيد من شباب الجماعة، التي أعلن محاميها عبد المنعم عبد المقصود الأسبوع الماضي أن عدد معتقليها بلغ خلال العام الماضي 7555 معتقلا.
وطالب المدونون الإخوانيون خاصة في مدونتي "أنا إخوان" و"الإخوان قادمون"، عاكف بالتنحي عن منصبه أو التوقف عن الإدلاء بتصريحات تلقي بهم في صدامات مباشرة مع الأمن المصري، واصفين تصريحاته بأنها «غير مسؤولة».
واعتبروا أن عاكف "يتم استدراجه إلى تصريحات تسيء للجماعة وتدخلها في قضايا لا طائل منها»، وطالبوا بتحديد متحدث رسمي باسم الجماعة للإدلاء بالتصريحات الصحافية والإعلامية بدلا من عاكف".
من جهته، نفى الدكتور محمد حبيب النائب الأول لمرشد الإخوان المسلمين وجود خلافات بين قيادات الجماعة وبين جيل الشباب، وقال" نحن حريصون على أن يدلي شباب الجماعة بأرائهم في كل ما يعن لهم وإذا كانت لديهم أسئلة أو استفسارات أو تحفظات نرحب بها.. لا يوجد لدينا مشكلة في ذلك، فنحن نقبل أي نقد يوجه لنا من داخل أو خارج الجماعة".
إلا أنه أضاف "شباب الجماعة الملتزمون إذا كان لديهم أي تحفظات أو انتقادات يجب أن يتوجهوا بها لنا بدلا من نشرها على الرأي العام".
واعتبر حبيب أن هؤلاء الشباب ينقصهم الكثير من المعلومات والخبايا التي تبني عليها خطوة اتخاذ القرارات داخل الجماعة، وبعضهم يكون تصوراته غير دقيقة أو غير صحيحة.
وقال "لم تصلني بشكل رسمي أي تعليقات أو انتقادات من الشباب حول أداء قيادات الإخوان المسلمين إلا أني من حين لآخر يرد لي تعليق من هنا أو هناك وأقوم على الفور بتوضيحه والإجابة عليه".
ورفض حبيب التعليق حول ما تردد أخيرا من أنه تدخل لحذف بعض الأجزاء من حديث أدلى به مهدي عاكف مرشد الجماعة لصحيفة صوت الأمة الخاصة بسبب ما اعتبره تصريحات تضر بالجماعة، وقال "لا تعليق لدي حول هذا الأمر".
وأوضح أن جماعة الإخوان المسلمين ليست عبارة عن قيادات وشباب وبينهما فجوة، مؤكدا وجود تواصل تام بين كل الأجيال داخل الجماعة، وقال "هناك دائما خلطة داخل الجماعة تجمع بين الشيوخ وجيل الوسط والشباب على كل المستويات، وهذه الخلطة هي السر في وسطية «الإخوان المسلمين» واعتدالها"، مضيفا "لا توجد فجوة أو هوة بين أجيال الجماعة".
وأقر حبيب بوجود بعض الاختلافات في وجهات النظر داخل الجماعة، مؤكدا أنها لم ترق إلى مستوى الخلافات، معتبرا أنها علامة على الصحة والحيوية والنشاط داخل الجماعة.
وقال "هذه الاختلافات تظهر عند اتخاذ القرارات داخل الجماعة، لذلك نأخذ بمبدأ الشورى، وقد يصل الأمر إلى درجة إجراء تصويت قبل اتخاذ القرار، وفي هذه الحالة ينفذ رأي الأغلبية المطلقة ويكون ملزما للجميع"، مضيفا "نحن لا نكتفي بالشورى فقط بل لدينا أيضا حرية الشورى وحرية الاختيار بين بدائل".
من جانبه، استبعد الدكتور ضياء رشوان الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية حدوث انشقاق داخلي بين جماعة الإخوان المسلمين، وقال "فكر الإخوان منظم ومرتب تماما، لم ولن يحدث بين صفوفهم حالة انشقاق داخلي مهما كانت الظروف".
وأوضح أنه على مدار 80 عاما من عمر الجماعة وعلى مدار 4 أجيال لم يحدث أن انفصلت مجموعة عن الإخوان، مشيرا إلى أن الجماعة دائما ما كانت تحوي كل الجموح الذين كان يحدث بين أعضائها في بعض الأحيان.