الروهينغا يتضرعون بالدعاء طلباً للعدالة قُبيل مساءلة زعيمة ميانمار في «الإبادة الجماعية»

في الثلاثاء ١٠ - ديسمبر - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

لم يعد أمام أقلية الروهينغا إلا الدعاء طلباً للعدالة قبيل ساعات من بدء جلسات في محكمة العدل الدولية تدافع خلالها أونج سان سو كي، زعيمة ميانمار، عن بلادها في وجه اتهامات بالإبادة الجماعية للأقلية المسلمة.

كانت جامبيا قد أقامت دعوى قضائية ضد ميانمار ذات الأغلبية البوذية في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، متهمة إياها بمخالفة التزاماتها المنصوص عليها في اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها الصادرة عام 1948. في ثالث دعوى قضائية تخص الإبادة الجماعية وتقام في المحكمة منذ الحرب العالمية الثانية.

لكن من المتوقع أن تكرر سو كي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، نفيها وقوع إبادة جماعية بحق الروهينغا خلال جلسات المحكمة التي تستمر ثلاثة أيام، بدءاً من يوم الثلاثاء 10 ديسمبر/كانون الأول، كما ستقول إن عمليات الجيش الواردة في الاتهامات كانت رداً مشروعاً لمكافحة الإرهاب بعد هجمات شنها مسلحون من الروهينغا.

كما ستدافع جامبيا عن اتهامات قوات ميانمار بارتكاب فظائع ممنهجة على نطاق واسع في إطار حملة تعرف باسم «عملية التصفية» اعتباراً من أغسطس/آب 2017 بما يصل إلى حد الإبادة الجماعية.

وقتها، فر ما يربو على 730 ألفاً من الروهينغا من ميانمار بعد الحملة التي قادها الجيش، واضطروا للعيش في ظروف بائسة داخل مخيمات على الجانب الآخر من الحدود مع بنغلاديش.

إلا أن الفريق القانوني التابع لجامبيا من لجنة قضاة الأمم المتحدة المؤلفة من 16 عضواً سيطلب اتخاذ «تدابير مؤقتة» لحماية الروهينغا قبل النظر في القضية بشكل كامل.

لذا، ليس أمام الروهينغا سوى الدعاء طلباً للعدالة

قالت حسينة بيجوم (22 عاماً) إنها كانت واحدة من نساء كثيرات اغتصبهن جنود ميانمار الذين أحرقوا قريتها أيضاً، إذ أكدت في حديث مع «رويترز»: «فعلوا هذه الأشياء بي وبأقاربي وبأصدقائي. ويمكنني قول ذلك في وجوههم وبالنظر في أعينهم، لأنني لا أكذب».

وبعد أن غادرت مخيم اللاجئين في بنغلاديش للمرة الأولى منذ الفرار من ميانمار، وصلت حسينة إلى لاهاي، الإثنين 9 ديسمبر/كانون الأول، مع اثنتين من الضحايا ومترجم.

فمن المتوقع أن تشهد مدينة أمستردام الهولندية، حيث تقام المحاكمة، عدداً من المظاهرات في الأيام المقبلة لجماعات تضم ناجين من الروهينغا وأخرى ينظمها مؤيدون لحكومة ميانمار.

بينما قال نور العالم، البالغ من العمر 65 عاماً، والذي قال إن جنود ميانمار قتلوا ابنه بالرصاص خلال الحملة: «يوماً ما كانت أونج سان سو كي أيقونة للسلام وكانت لدينا آمال عريضة في أن الأمور ستتغير عندما تصل إلى السلطة. دعونا لها لكنها أصبحت الآن أيقونة للإبادة الجماعية… عار عليها».

فيما ذرفت لاجئة تدعى ممتاز بيجوم وتبلغ من العمر 31 عاماً الدموع في خيمتها وهي تسترجع ذكريات حبس الجنود لها في منزلها بولاية راخين الشمالية وإشعالهم النار في السقف، وتقول إنها تمكنت من الهرب، لكن أبناءها الثلاثة قُتلوا، فيما ضُربت ابنتها.

أما في المخيم، فقال بعض الروهينغا إنهم يتوجهون بالدعاء حتى تتحقق العدالة، كما كتب آخرون على تويتر إنهم يعتزمون الصوم بهذه المناسبة. 

رغم أن محكمة العدل الدولية لا تملك سلطات تنفيذية، لكن أحكامها نهائية ولها وزن كبير من الناحية القانونية.

فيما يعمل الحقوقيون في اتجاه آخر: حملة لمقاطعة ميانمار

عبر نشطاء في جماعات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان عن دعمهم لأقلية الروهينغا، ودعوا، الإثنين 9 ديسمبر/كانون الأول، إلى مقاطعة عالمية للبلد الآسيوي قبل يوم من بدء جلسات محكمة العدل الدولية في قضية الإبادة الجماعية.

تضم حملة مقاطعة ميانمار 30 منظمة في عشر دول، ويدعو تحالف الروهينغا المنظم لها الشركات والمستثمرين الأجانب والمنظمات المهنية والثقافية إلى قطع علاقاتها المؤسسية مع ميانمار.

زعيمة ميانمار وصلت هولندا للمحاكمة

وصلت زعيمة ميانمار أونج سان سو كي، الأحد 8 ديسمبر/كانون الأول، إلى هولندا للدفاع عن بلادها، إذ نشر مكتبها صورة لها لدى وصولها لمطار سخيبول في أمستردام، حيث كان سفير بلادها في هولندا في استقبالها ثم اتجهت إلى لاهاي حيث مقر المحكمة.

كانت جامبيا، وهي دولة صغيرة تسكنها أغلبية مسلمة في غرب إفريقيا، قد أقامت الدعوى التي تتهم ميانمار ذات الأغلبية البوذية بارتكاب الإبادة الجماعية بحق أقلية الروهينغا المسلمة. والإبادة الجماعية هي أخطر الجرائم الدولية.

اجمالي القراءات 2378