آحمد صبحي منصور
في
الخميس ١٠ - يوليو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
ومرحبا بك فى موقعنا (أهل القرآن ) الذى أثق أنه سيوسع آفاق معرفتك بالاسلاميات و القرآن الكريم و تراث المسلمين السنى .. وتاريخهم ..الخ .
هناك حقيقة فى تاريخ علم النحو تؤكد عزوف النحويين عن جمع مفردات اللغة العربية الأولى و استنباط قواعد النحو ـ مما كان مشاعا من أحاديث متداولة . تم فى العصر العباسى الأول المرحلة الأولى من جمع مفردات اللغة العربية من البوادى العربية ، واستخلاص قواعد اللغة العربية منها . وهذا ما قام به الرواد الأوائل بعد عهد الخليل بن أحمد الفراهيدى المتوفى فى أواخر العصر الأموى أو أوائل العصر العباسى ( على اختلاف الروايات فى سنة وفاته . ) .مرحلة الازدهار فى علم النحو فى العصر العباسى الثانى كانت هى مرحلة الازدهار فى صناعة الأحاديث ونسبتها للنبى محمد عليه السلام مشفوعة باختراع (إسناد ) يصلها بالنبى محمد بعد قرنين من وفاته . ولأن ثقافة العصر كانت لا تعترف ـ كثيرا ـ بالتخصص فقد كان من العادة أن تجد الفقيه محدثا ومؤرخا وعالم لغة فى نفس الوقت ، وكان يؤلف فى ذلك جميعا ، وهذا واضح من مراجعة تصانيفهم . وبالتالى لا ننتظر منهم أن يثقوا بالأحاديث الرائجة منبعا لفهم اللغة العربية الأصلية واستخلاص قواعدها ، لأنهم هم أنفسهم الذين صاغوا تلك الأحاديث ، وهم أنفسهم الذين وضعوها على لسان النبى محمد زورا وبهتانا ..لذا فهم الأعرف من غيرهم بان تلك الأحاديث تعكس عصرهم العباسى فى مصطلحاته وثقافته وليس عصر النبى محمد فى بساطته ولغته القرآنية ..
هذا الموضوع ـ حسب علمى ـ لم يكتب فيه أحد من قبل كتابة علمية سوى بعض إشارات فى كتابات احمد أمين فى فجر الاسلام وضحى الاسلام وظهر الاسلام ـ وهى منشورة فى مكتبة النهضة المصرية ، ومهم أن تراجعيها كلها لأنها تعطى خلفية هامة فى موضوع بحثك.
ولكن ربما لانقطاعى عن متابعة الحركة الفكرية الدينية ( الراكدة أصلا ) فى مصر ـ أقول ربما توجد بعض دراسات عن حجية الحديث للنحويين ، فى الرسائل العلمية فى جامعة الأزهر كليتى اللغة العربية و أصول الدين ـ وربما أيضا فى كلية دار العلوم جامعة القاهرة..