مخاض ولادة أم ولادة متعسرة
مخاض ولادة أم ولادة متعسرة

احمد شعبان في الثلاثاء ٣١ - أكتوبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً

بعد كل الأحداث التي تجري ، وبعد أن جمدت حكوماتنا ورؤسائنا بنا وبالمنطقة وتمترست فوق كراسيها وأبقيت الأوضاع على ما هي عليه ، ورأى الغرب في هذا الجمود إضرار بهم في جانبين ، تصدير ما يطلقون عليه الإرهاب وخاصة بعد أحداث سبتمبر 2001 وقبلها ، وتصدير العمالة غير الشرعية للغرب مما يضر بمصالحهم ، وبسبب ما يقدمه حكامنا للغرب من مكاسب آنية فقد فشل هذا الغرب في الضغط على هذه الحكومات في عمل إصلاحات سياسية ، وتكريس حقوق الإنسان ونشر ثقافة الديمقراطية ، وتمسكهم برفض أي رؤى إصلاحية تقدم إليهم ليس هذا فحسب ولكنها جعلت أيضا مجتمعاتنا غير متقبلة لمثل هذه الرؤى نتيجة المناخ الثقافي المعاش
ومن هنا فكل من يتابع ما يجري في منطقة ( الشرق الأوسط ) كإقليم من إراقة للدماء ودمار وتشريد ، سواء في أفغانستان أو العراق ، وأخيرا وليس آخرا في لبنان .
وأيضا رد فعل حكومات المنطقة وحكامها من عجز وارتباك وفشل بل وتبعية معظمهم للغرب ، ورد فعل شعوب المنطقة والعالم من غضب واستنفار ، وحوارات المحللين السياسيين ورؤاهم لما يجري .
فيجد أنه يكاد يكون هناك اتفاقا بين الجميع على أن هدف الغرب الذي لن يحيد عنه هو القضاء على المقاومة ( مقاومة إرادة الغرب ) للوصول إلى سلام دائم في المنطقة " استسلام " ، وإلا كان مصيرنا كالهنود الحمر للعصر الحديث ، وهذا لايبتعد كثيرا عن أدبيات الغرب ، حيث جاء المهاجرون الأوربيون وأبادوا أصحاب الأرض بسبب مقاومتهم واغتصبوا أرضهم ، والآن جاء المهاجرون اليهود إلى فلسطين ويحاولوا إبادة شعوب المنطقة بسبب مقاومتهم أو يستسلموا ويعيشوا كالعبيد وتنهب ثرواتهم وتباد حضارتهم ، وهذا ما نبهت إليه من عشرين عاما .
وبالمتابعة لموقف المجتمع الدولي الرسمي وعدم رغبته في إيقاف إطلاق النار في لبنان وفقا لما يريده الغرب والغير مفهوم أسبابه للكثيرين .
ولكن حين النظر إلى تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية بأن ما يجري هو آلام مخاض ولادة شرق أوسط جديد " وطبعا كما يراه الغرب وكأني أسمع إجابة الدكتور الذي سأل عن سلامة عملية الولادة بقوله " ضحينا بالأم حرصا على سلامة المولود " والذي يريدون تربيته كما يريدون .
وقبلها بثلاث سنوات رسالة من الأمين العام للأمم المتحدة تقول بأن هذه المنطقة تحتاج إلى رؤية راديكالية جدا والتي قدمت في إطار تهنئته بإعادة افتتاح مركز ابن خلدون ، يقول بأن هناك اتفاق مسبق بين المجتمع الدولي والولايات المتحدة الأمريكية حول نفس الأسباب .
وقد نبهت إلي ذلك أيضا منذ ذلك الحين مرارا وتكرارا دون أن ينتبه أحد.
ومن أجل ذلك قد أكون غير مخطئ بأن أعتقد بأن ما نراه وما يجري الآن هو تنفيذ لرؤية الأمين العام والتي تعبر عن رؤية المجتمع الدولي التي تتطابق مع الرؤية الأمريكية.
ولكن ماذا بعد أن أصبح المجتمع الدولي يصر على الاستمرار في كسر شوكة المقاومة الإسلامية، وحكامنا مستسلمون لذلك ، والشعوب العربية والإسلامية تقاوم بالغضب المكبوت ، وشعوب العالم اهتزت ضمائرها من حجم العنف ضد المدنيين ، وهو ما يقال عنه ( الاستخدام المفرط للقوة ) .
فهل سيستمر الحال حتى يحقق المجتمع الدولي أغراضه وعلى رأسه أمريكا ، وتقدم إليه المنطقة صاغرة مستسلمة تصبغها كما يشاء غير آبه بخصوصيتنا وعقيدتنا ، وقد نبهت أيضا إلى ذلك في إجابة عن سؤال مفاده ماذا يراد بنا في صورة معادلة على النحو التالي : يراد بنا الاستغلال وفرض الوصاية وإبادة الضار بهم ، بصفتنا أمة متخلفة ضعيفة وضارة ، بسبب فرقتنا وتشتتنا ، الناشئ عن تديننا الخاطئ .
فأعتقد أنه لا سبيل أمامنا إلا أن تنتصر القوى العاقلة وتقدم رؤية لإصلاح الفكر الديني وال
اجمالي القراءات 16782