المسجد الضرار فى عصرنا هو الذى يجهر بما يخالف عقائد الاسلام ، من تقديس للبشر و الحجر ، ومن نشر واذاعة الأكاذيب ونسبتها لله تعالى تحت مسمى الحديث القدسى أو نسبتها للنبى محمد تحت اسم الحديث النبوى ، وهو الذى يصد عن سبيل الله تعالى ويتخذها عوجا مستعملا أساليب الترهيب و التكفير ضد من يقول كلمة حق مستمدة من القرآن الحكيم ، بحيث إذا دخله أحدنا شعر بالخوف ( البقرة 114 ).
التعامل مع هذه الحالة هى الابتعاد عن ذلك المسجد مع احترام حرية أصحابه فى عقائدهم التى اختاروها لنفسهم تمسكا بقوله جل وعلا : (وَقُل لِّلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ .وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ .) ( هود 121 ـ )
لقد نهى الله جل وعلا خاتم النبيين عن دخول مسجد الضرار وقال له (لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا ) ( التوبة 108 ) ونهاه ونهى أصحابه مرارا عن حضور مجالس الخوض فى آيات الله جل وعلا ، فقال تعالى للنبى عليه السلام : (وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) ( الأنعام 68 ) وقال لأصحابه محذرا : (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا) ( النساء 140 )
والذى يحدث فى مساجد الضرار اليوم دعوة تناقض الاسلام فى عقائده وتشريعاته ، بحيث تنتهى تلك المساجد الى أن تكون مراكز قيادة للحرب الأهلية كما يحدث فى العراق مثلا . وهذه القواعد الحربية تسهم فى قتل عشرات الألوف من الأبرياء من العراقيين حسب انتمائهم المذهبى. وتلك هى الدرجة السفلى التى يصل فيها مسجد الضرار الى درك الافساد فى الأرض مستخدما اسم الاسلام... والمسجد الحمر فى باكستان كان فى طريقه للوصول الى هذه الدرجة ..
قبل ذلك يظل مسجد الضرارفى دعوته التحريضية الى ان يفسد البلاد والعباد وفتشتعل الحرب الأهلية قيصبح هو المقر لادارتها ، ولذلك تتعرض تلك المقرات ( المساجد ) للهجوم شأن أى معسكر حربى ..
يبقى أن نقول إن صلاة الجمعة مرتبطة بشرطين : سماع الأذان للصلاة ، وان يكون هذا الأذان فيه ذكر اسم الله تعالى وحده ، فلو سمعت أذانا فيه يعلو إسم بشرى مع الله تعالى فهو مسجد ضرار لأنه يناقض قوله تعالى (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ) ( الجن 18 ) .
والدليل أنك لو ذهبت الى هناك وتلوت عليهم تلك الآية الكريم واعظا لهم شارحا لهم معنى قوله تعالى (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ) لتجمعوا حولك يريدون الفتك بك ،وهو نفس ما كان يحدث من قريش المشركة مع خاتم النبيين عليه السلام ، وذكره الله تعالى فى نفس السياق فى نفس السورة :وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا قلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا .قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا)(الجن 19 ـ )
عليك بصلاة الجمعة فى بيتك إذا كنتم ثلاثة بحيث يتيسر العدد الأقل من الجمع ..
وإن لم يتيسر فلتصل الظهر أربع ركعات ، وليس الجمعة.