آحمد صبحي منصور
في
الإثنين ٠٤ - نوفمبر - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
1 ـ لو أراد الله جل وعلا إجبار الناس على الطاعة لجعلهم مثل الجمادات ، بدءا من الاليكترون الذى يدور حول نواة الذرة وإنتهاء بالنظام الكونى والمجرات ، كالقمر الذى يدور حول الأرض ، والأرض والكواكب فى دورانها حول نجم الشمس ، والشمس فى دورانها حول مركز مجرة التبانة ..الخ . ليست لهذه الجمادات حرية ، هى مُجبرة على الطاعة . لو كان البشر مثلها عندئذ يمكن القول إن عصيان البشر مسئول عنه دين الله جل وعلا ( الإسلام ) . لو كان هناك عقاب دنيوى تتنزّل به الملائكة على كل فرد يعصى ، ويرى الناس عذابه عندئذ يمكن القول أن الاسلام مسئول عما يقع فيه الناس . لو أنزل الله جل وعلا القرآن ومعه ملائكة تُجبر الناس على الطاعة فوقعوا فى العصيان عندها يمكن القول أن الاسلام دين الله جل وعلا هو المسئول عن تخلف وتدهور وحقارة ( المسلمين ) .
2 ـ ولكن الذى يحدث هو حرية مطلقة للنفس البشرية فى الايمان أو الكفر ، فى الطاعة أو العصيان ، ثم تأجيل الحساب فى الدين الى يوم الدين . يترتب على هذا نوعان من العصيان : عصيان سهل ، يقع فيه العلمانيون الذين لا يستخدمون مبررات دينية فى تسويغ عصيانهم ، كما يحدث فى الغرب . هتلر إرتكب فظائعه بتبرير بشرى هو سيادة العنصر الآرى ، لم يتمسح بإسم الله جل وعلا . العصيان الفاجر والحقير هو أن تعتدى وتقتل وتحتل شعوبا وتسترق بشرا وتغتصب نساءا وتعتبر ذلك دينا . هذا ما فعله الخلفاء الفاسقون فى الفتوحات العربية ، وما فعله الخلفاء الفاسقون فى حروبهم الأهلية الداخلية . وما فعلته أوربا فى حروبها الصليبية . تحررت أوربا من سيطرة الكنيسة ، واصبحت علمانية فأخذت فى طريق الاصلاح ، حتى نبذت النازية . أما المحمديون فلا يزالون يتعبدون للشيطان بسفك دمائهم ، ولأنه عصيان مؤسس على تبريرات دينية فهو مستمر بإستمرا سُلطة الكهنوت الدينى . وهذا الكهنوت الدينى ينسب نفسه ظلما وزورا للإسلام ، لذا يقال ( الاسلام السنى ) و ( الاسلام الشيعى ) و ( الاسلام الصوفى ) و ( الاسلام الأحمدى ) و ( الحركات الاسلامية ) و ( الدولة الاسمية فى الشام والعراق : داعش ) . أحقر الناس من ينسب جرائمه الى الاسلام ، وهو دين السلام والحرية المطلقة فى الدين وفى الديمقراطية المباشرة وفى العدل والاحسان والرحمن وحقوق وكرامة الانسان .
3 ـ لذا لا نملُّ من التكرار بأن الإصلاح لا بد أن يبدأ بإزالة سيطرة الكهنوت على المجتمع ، فالكهنوت هو مطية الحاكم . الكهنوت يركب الناس ، ويركبه المستبد ليحكم به الناس . إذا سقط الكهنوت سقط المستبد ، والذى يرفض طاعة الكاهن يرفض أيضا الإنصياع الى المستبد .