الطريق إلى قرطاج ...المناظرة الرئاسية بعيون التونسيين

في السبت ١٢ - أكتوبر - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

تابع تونسيون بشغف شديد الجمعة المناظرة الرئاسية بين المرشحين، المستقل قيس سعيد، ورئيس حزب قلب تونس نبيل القروي، والتي جرت قبيل ساعات فقط من الصمت الانتخابي، ويومين من إجراء الدور الثاني للانتخابات الرئاسية يوم الأحد.

المناظرة التي جرت تحت اسم "الطريق إلى قرطاج، تونس تختار" لقيت تفاعلا أكبر بكثير من المناظرات السابقة المباشرة التي شارك فيها المرشحون الـ 24 قبل الدورة الأولى التي جرت في منتصف سبتمبر.

وفي عدد من مقاهي تونس، نقلت المناظرة مباشرة إلى مشاهدين شباب تابعوها باهتمام بالغ.

وقال علي مهني الناشط في المجتمع المدني "إنه حلم يصبح حقيقة! أكاد أبكي".

وكانت الصحف التونسية قد وصفت المناظرة بالحاسمة والمصيرية التي ستحدد للناخب التونسي أي المرشحين أجدر بالرئاسة.

ولا توجد في تونس منظمات أو مؤسسات لاستطلاع آراء الناخب مسبقا، لكن المناظرة وردود الفعل عليها قد يكونان مؤشرا أوليا لمن ستكون الغلبة.

وفي شارع مرسيليا طغت المناظرة على مباراة لكرة القدم. وقال طارق نفيتي (33 عاما) "إنها مناظرة حاسمة! نبيل القروي حر الآن وأريد أن استمع إليه". وأضاف "هناك شيء واحد أكيد هو أننا مللنا من الوعود والنظام! قيس سعيد يمتاز بأنه خارج النظام!".

وعلى وسائل التواصل الاجتماعي ما زالت ردود الفعل تتوالي تباعا على المناظرة..

وقال أحمد الشرقاوي في حسابه على تويتر إن سعيد أسهب في شرح مسببات تخلف المجتمعات التونسية بينما تحدث القروي عن العموميات.وقيس سعيد تقاعد منذ 2018 من مهنة تدريس القانون الدستوري ويقطن منزلا في حي تسكنه الطبقة الاجتماعية المتوسطة في تونس العاصمة.

أما القروي فتثير شخصيته جدلا. فقد احترف الإعلام والتسويق ويظهر في شكل أنيق ويسكن مع عائلته في منطقة راقية وسط العاصمة.

ويبدو أن حبس القروي بتهم فساد أثر بشكل ما أو اخر على توجه بعض التونسيين.

واعتبر حسن خليل أن المنافسة "حسمت" لصالح سعيّد لكونه "صاحب فكر" بينما القروي "رجل صفقات وأموال مشبوهة".وتمحورت الأسئلة الموجهة لكل من المرشحين حول أربعة محاور رئيسية وهي الدفاع والأمن القومي والعلاقات الخارجية، وكذا صلاحيات رئيس الجمهورية، وعلاقته بالبرلمان ورئاسة الحكومة" بالإضافة إلى ملف الشـأن العام.

وحول القضايا الأمنية، قال سعيّد إن الحل يكمن "في القانون المطبق على الجميع بلا تمييز" وتحسين التعليم.

أما خصمه فقد أكد أن الأولوية هي مكافحة "البؤس والفقر واليأس" لأن "التطرف ينبع منها".

ويشدد رجل الأعمال نبيل القروي على الدبلوماسية الاقتصادية ووضع سفير لدى مجموعات التكنولوجيا الأميركية العملاقة (غافا) مؤكدا أنه يريد "جذب المستثمرين" و"مساعدة الشركات التونسية على التمركز في إفريقيا".

وطوال المناظرة كرر قطب الإعلام الذي بدا مرتاحا لكن مترددا في بعض الأحيان وتحدث باللهجة التونسية، القضايا الأساسية التي يركز عليها أي مكافحة الفقر والليبرالية الاقتصادية.

أما قيس سعيّد الذي كان جديا لكن مرتاحا، فقد دافع عن تخفيف مركزية السلطة وانتقد النظام الحزبي، مؤكدا في الوقت نفسه أنه لن يفككك الدستور. وشدد على حق "وإرادة الشعب" في ولايات قابلة للإلغاء.

وقال سعيد الذي يحرص على التحدث باللغة العربية الفصحى، إن "قضاء مستقلا أحسن من ألف دستور".

ويرى علاء الباشا أن قيس سعيّد وخلافا للقروي، "لم يقترج حلولا علمية للقضاء على الفقر وتقليص نسب البطالة".لكن تونسيين يرون أن المناظرة خلت من قضايا رئيسية تهم التونسيين مثل المساواة في الإرث والمثلية الجنسية وعقوبة الإعدام.

ووصف محمد المصطفى في تغريدة المناظرة بـ "السيئة جدا"، وقال إنه لا يثق في "نزاهة المرشحين".بينما قال حاتم نقرين في حسابه على تويتر إن المرشحين "دون المستوى" معربا عن مخاوفه من "اصطدام تونس بجدار المستقبل".وبدد مكرم كلاش تلك المخاوف وقال إن المرشحين تنافسا "خدمة للتونسيين" وستظل تونس "قبلة الحرية في العالم العربي"وبالفعل وجدت المناظرة صدى على المستوى العربي.

وقالت إيناس أحمد من مصر إن ما يجري في تونس "شيء أفرح" الأمة العربية.

يذكر أن الانتخابات الرئاسية التونسية أجريت هذه السنة قبل موعدها بسبب وفاة الرئيس باجي قايد السبسي قبل إنهاء ولايته.

وهناك أكثر من سبعة ملايين ناخب مدعوون للعودة لصناديق الاقتراع الأحد للمرة الثالثة على التوالي خلال أقل من شهر، لمعرفة ساكن قصر قرطاج الجديد.

اجمالي القراءات 1973