الذين أنعم الله عليهم 4. الصالحون

عمر الشفيع في الأربعاء ١٤ - يناير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

الذين أنعم الله عليهم

4. الصَّالِحُون



الصالحون هم المجموعة الأخيرة من مجموعات الذين أنعم الله عليهم وهم بهذا الترتيب: النبيون والصِّدِّيقون والشهداء والصالحون. وفي مسألة الترتيب يقرر سبيط النيلي أن هذه المجموعات الفرعية الأربعة مرتبة ترتيباً تصاعدياً بمعنى أن الصالح هو بالضرورة نبي وصديق وشهيد وأن الشهيد هو بالضرورة صديق ونبي وأن الصديق هو بالضرورة نبي ويشرح ذلك قائلاً أن النبي هو من تأتيه أنباء من السماء وبالوحي، فإذا لمe;م يرتَبْ ويشك وصدَّقها إرتفع إلى رتبة التصديق، فإذا بلغ أن أمر ونهى شهد على أمته، فإذا طابقت كل أفعاله ما أوحي إليه كان صالحاً. وهذا التضمين في الترتيب بحيث تحتوي الرتبة العليا مَن دونها من الرتب لا دليل عليه وهذه المجموعات متداخلة فقد نجد شخصاً من الصالحين مثل ذو الكفل ولكنه ليس بنبي ولا صديق ولا شهيد . ويمكن أن يرسل النبي من الصالحين مثل يحيى وإسحاق الذين إرتبط بهما مركب (نبياً من الصالحين).ومريم عليها السلام صِدِّيقَة ولكنها ليست نَبِيَّة مما ينفي قصة الترتيب التصاعدي في معنى أن الرتبة العليا تتضمن ما دونها من رتب.


وصفات الصالحين في القرءان العظيم:
1.أنهم من عالمي الإنس والجن (الجن 11)
2.وأن الله يتولاهم (الأعراف 196)
3.وأن العباد الصالحين يرثون الأرض (الأنبياء 105)
4.من صفاتهم المسارعة في الخيرات أو فعل الخيرات.
5.وقد يقطعهم الله في الأرض مع من دونهم (الأعراف 168)


والمجموعات الفرعية من الصالحين تضم مجموعة الأمة القائمة من أهل الكتاب < لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ. يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ >.

 والمجموعة الثانية التي تدخل في الصالحين هم مجموعة الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأحسنوا إلى والديهم < وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ. وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ >.

والمجموعة الثالثة هي مجموعة الصالحات القانتات الحافظات للغيب بما حفظ الله (النساء 34).


أما الشخوص الذين يدخلون في الصالحين فهم كثر.
في ختام الآية 72 من سورة الأنبياء < … وَكُلا جَعَلْنَا صَالِحِينَ > هكذا بالجمع إشارة إلى أن موسى وهارون وإبراهيم وإسحاق ويعقوب يشملهم هذا التركيب (وكلاً جعلنا صالحين) ثم أُفرد لوط بآية لوحده هي الآية 75 < وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ >. والآية 86 تشير إلى إسماعيل وإدريس وذي الكفل < وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُم مِّنَ الصَّالِحِينَ > وبذا نعرف أن الصالحين المذكورين في سورة الأنبياء هم {إبراهيم، إسحاق، يعقوب، موسى، هارون، لوط، إسماعيل، إدريس، ذو الكفل}.ثم ذكرت بعض السور شخوصاً آخرين من الصالحين. ونلاحظ أن القرءان يذكر مجموعة منهم أنهم صالحون أو جُعلوا صالحين ويذكر مجموعة أخرى أنهم من الصالحين أو أُدخلوا في الصالحين.

والآن نذكر هؤلاء الصالحين كما نصَّ عليهم القرءان ونضيف الرتب الأخرى المنصوص عليها من النبوة والتصديق والشهادة.
1.نوح نبي صالح (التحريم 10).ولم يذكر مع الصديقين والشهداء.
2.إبراهيم نبي وصديق وصالح وقد دعا ربه أن يلحقه بالصالحين وأن يهبه من الصالحين وهو في الآخرة من الصالحين.
3.إسحاق نبي من الصالحين وصالح.
4.يعقوب نبي وصالح.
5.موسى نبي وصالح.
6.هارون نبي وصالح.
7.لوط نبي وصالح.
8.إسماعيل نبي وصالح وصادق الوعد.
9.إدريس نبي وصديق ومن الصالحين.
10.ذوالكفل من الصالحين.ولم يذكر مع النبيين.
11.يحيى مصدق بكلمة من الله (عيسى) ونبي من الصالحين (آل عمران 39).
12.عيسى كلمة من الله ونبي وشهيد ومن الصالحين (آل عمران 45 و46)
13.زكريا نبي ومن الصالحين (الأنعام 85).
14.إلياس نبي ومن الصالحين (الأنعام 85
15.يونس نبي إجتباه ربه فجعله من الصالحين (القلم 50). 

16. أبو الغلامين صاحبي الجدار.
 

ويوسف دعا مثل دعوة إبراهيم أن يلحقه ربه بالصالحين (يوسف 101) وسليمان أيضاً دعا ربه بدعوة قريبة من دعوة يوسف وإبراهيم وهي أن يدخله ربه برحمته في عباده الصالحين. والرسول صالح أطلق عليه القرءان هذا الاسم ومن يسميه لسان القرءان صالحاً فهو صالح ولكن لم يرد أنه من الصالحين. وقريب من ذلك صالح المؤمنين (التحريم 4). أما والد المرأتين اللتين سقى لهما موسى فقد وعد موسى بأن سيجده إن شاء الله من الصالحين (القصص 27).

والآن يمكنك عزيزي القاريء أن تقوم بالتقاطعات بين هذه المجموعات الفرعية المكونة لمجموعة الذين أنعم الله عليهم وتبحث عن الصراط المستقيم المرتبط بهم. وإليك المجموعات الفرعية التي تضم الشخوص فقط:
1. مجموعة النبيين = {نوح، إبراهيم، لوط، إسماعيل، إسحاق، يعقوب، إدريس، يوسف، داوود، سليمان، أيوب، إلياس، إليسع، يونس، موسى، هارون، زكريا، يحيى، عيسى، محمد}.
2. مجموعة الصديقين = {إبراهيم، إدريس، مريم، يوسف، هارون}.
3. مجموعة الشهداء = {محمد، عيسى}.
4. مجموعة الصالحين = {نوح، إبراهيم، لوط، إسماعيل، إسحاق، ذو الكفل، يعقوب، إدريس، إلياس، يونس، موسى، هارون، زكريا، يحيى، عيسى}.
وذكرت هنا ما نصَّ عليه القرءان ولم ألجأ إلى استنتاجات مثل أن الشهيد الذي يبعث في الأمة هو نبيها أو رسولها. ومجموعة المرسلين والرسل لم تذكر في مجموعة الذين أنعم الله عليهم ولكن سوف نتطرق إليها في حلقة قادمة حتى نرى مَن مِن المرسلين والرسل ليس من الذين أنعم الله عليهم ومن منهم هو نبي أو صدِّيق أو شهيد أو صالح. والله أعلم.

اجمالي القراءات 23616