آحمد صبحي منصور
في
الثلاثاء ٢٢ - أكتوبر - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
1 ـ أكرمك الله جل وعلا إبنى الحبيب، وحفظك من كل سوء ، ورزقك من فضله ورحمته ، وأعانك على ما أنت فيه من إبتلاء .
2 ـ وعذرا إذ لا بد من نشر بعض رسالتك لأنها تعبر عن حال كثيرين .
3 ـ فهى حالة عامة تواجه من يهتدى الى الحق ، وقد يعتقد أنه بوصوله الى الهدى ستتنزل عليه بركات من السماء ومن الأرض ، ولكن يُفاجأ بالابتلاءات . أنا فى السابعة والعشرين من العمر إعتقدت أن وصولى الى الحق فيما كتبته فى موضوع رسالتى للدكتوراة عن التصوف سيجعل الشيوخ يصفقون لى ، وبها بدأت المعاناة واستمرت مع كل صنم أدمّره . وتعلمت من القرآن الكريم أن الوصول للإيمان الحق يعنى التعرض للإبتلاء والإختبار والتمحيص . بدأت أفهم قوله جل وعلا :
3 / 1 : ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّـهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّـهِ قَرِيبٌ ﴿٢١٤﴾ ) البقرة )
3 / 2 : ( وَلِيُمَحِّصَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ ﴿١٤١﴾ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّـهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ﴿١٤٢﴾ آل عمران )
3 / 3 : ( الم ﴿١﴾ أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ﴿٢﴾ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّـهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴿٣﴾ العنكبوت )
4 ـ إعتصمت بالقرآن أطهّر به قلبى من شوائب الشرك المتوارث ، وإعتصمت بربى جل وعلا ، ولا زلت أكرر فى صلاتى وفى حياتى : ( حَسْبِيَ اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ﴿١٢٩﴾ التوبة ) ( حَسْبِيَ اللَّـهُ ۖ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴿٣٨﴾ الزمر ) ، وفى كل الأزمات أتّعظ بقوله جل وعلا : ( وَمَن يَتَّقِ اللَّـهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ﴿٢﴾ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّـهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّـهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴿٣﴾ الطلاق )
5 ـ إبنى الحبيب :
5 / 1 : ما تواجهه متوقع ، والتغلب عليه هو فى إطار الممكن وليس المتعذر أو المستحيل . تفكر فى نفسك وفيما أنعم الله جل وعلا عليك ، فأنت فى شبابك وصحتك ، وفى النفس البشرية وفى الجسد إمكانات هائلة، ولكن تعوّد الانسان على ألا يستفيد منها كسلا . عليك أن تكتشف ما فى نفسك من قوة عزيمة وما فى جسدك من قوة تحمل ، وهذا فى إطار إيمانك بالخالق جل وعلا ، وأنه جل وعلا قد تذكرك فأدخلك فى إختبار لتتعلم منه مدى صدق إيمانك .
5 / 2 : الحياة مزيج من إبتلاء النعمة والنقمة ، وإبتلاء النعمة والمنحة أشد من إبتلاء النقمة والمحنة ، ولنا كتاب منشور عن الابتلاء أرجو أن تقرأه . ولكن سيأتى الوقت ــ إن شاء الله جل وعلا ـ الذى تتذكر فيه أيام محنتك وصبرك فيها وتعتبر أنها أروع أيام حياتك .
5 / 3 : ليكن أهم سلاح لك الصبر والصلاة ، لتسمو بنفسك فوق غرائز النصف الأسف . قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّـهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴿البقرة: 153 ) ( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ﴿البقرة: ٤٥﴾
6 ـ الإختبار ميسور فى وقت الشباب ، وهو عسير وفظيع وقت الشيخوحة .. بل ربما يكون نجاحك فى إلإبتلاء فى شبابك سبيلا للراحة فى الكهولة والشيخوخة .
7 ـ فى كل الأحوال لا يمكن أن تهرب من الابتلاء ، ولكن يمكن أن تنجح فيه .