قبل أن تقرأ الخبر :
منذ ربع قرن مضى صاغ أهل القرآن مصطلحات ومفاهيم جديدة ، كالتفرقة بين الدين والفكر الدينى ، والتفرقة بين الدين و التدين ، وعبارات مثل التدين المظهرى و التدين السطحى والاحتراف الدينى ،، وأخيرا عبارات مثل (الأديان الأرضية ) للمسلمين. وانتشرت بعض المصطلحات التى صاغها أهل القرآن ، وأصبحت شائعة الى درجة أن الخصوم التقليديين لأهل القرآن أصبحوا يستعملونها ، بنفس الطريقة التى أصبحوا بها على استحياء ينقدون الأحاديث و ويتهمون البخارى. وعلى استحياء أيضا بدأ يظهر ذلك معلنا فى مؤتمرات تزعم السعى الى الاصلاح . ومنها هذا المؤتمر الذى ننشر خبره نقلا عن جريدة ( المصرى اليوم ):
مؤتمر عن إصلاح الفكر الإسلامى يتحول إلى الهجوم على التدين الظاهرى وقهر الدولة
كتب أيمن حمزة وهدى الساعاتى ٢٤/ ١/ ٢٠٠٩
طالب علماء ومفكرون إسلاميون بضرورة إعادة قراءة أعمال رواد الإصلاح والتجديد فى العالم الإسلامى خلال القرنين الماضيين لرصد تأثيرها على التيارات والأنظمة والتشريعات، وتجديد العقل الإسلامى الراهن بتفعيل طاقاته واكتشاف عناصر القوة لاستلهامها، والمناطق الرخوة لتقويتها، وانتقدوا حالات التدين الظاهرى فى المجتمع.
قال الدكتور أحمد الطيب، رئيس جامعة الأزهر، خلال مؤتمر اتجاهات التجديد والإصلاح فى الفكر الإسلامى الحديث بمكتبة الإسكندرية إن قضية التجديد إن لم تكن هى والإسلام وجهين لعملة واحدة فإنها بالتأكيد أحد مقوماته الذاتية، إذا تحققت تحقق الإسلام نظاماً فاعلاً وإن تجمدت تجمد واختزل فى طقوس تؤدى فى المساجد والمقابر وتمارس على استحياء فى بعض المناسبات.
وتابع: «من الغريب حقاً أن يظل مصطلح التجديد فى الإسلام فى عهدنا هذا من المصطلحات المحفوفة بالمخاطر والمحاذير بسبب الاتهامات التى تكال لكل من يحاول فتح هذا الملف الملغوم».
وانتقد على كل الهجوم من يجرؤ على فك أغلال الجمود، وقال: «للأسف لاتزال بعض الكتابات المعاصرة تضع كل دعاة التجديد فى سلة واحدة وتدمغهم بالتلمذة على رائد أوحد فى هذا المجال هو سير أحمد خان».
وانتقد حالة الجمود التى نعانيها، مشيراً إلى أن التقليد والجمود والتعصب هى الثالوث الذى ضرب الفكر الإسلامى فى مقتل ومازلنا نعانى منه حتى الآن فأصبح واقع المسلمين لا ينسجم مع ثقافتهم.
من جانبه، قال الدكتور حسن حنفى، أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة، إن هناك إجهاضاً مستمراً لكل تجربة تمر بها مجتمعاتنا حتى تبدأ من الصفر، مشيراً إلى أن الدولة تحولت من أداة تكوين لأداة قهر وتحول المفكرون من بناة دول وطنية إلى موظفى أنظمة سياسية.
وأضاف: العيب ليس فى الإصلاح، بل فينا نحن الذين لم نطوره وحسبناه باقياً عبر عدة أجيال كنمط خالد لا يتغير، فأصبح الإصلاح فارغاً بلا مضمون.
وانتقد عبدالوهاب أفندى، منسق برنامج الديمقراطية والإسلام بلندن، اعتراضات عدد من المنظرين الإسلاميين على الديمقراطية بحجة أنها تضع إرادة الشعب فيها فوق الشريعة وهو منطق يقوم على الاعتقاد بأن مهمة الدولة الإسلامية هى إرغام الناس على اتباع الشريعة وهو فهم خاطئ لأهداف الدولة فى الإسلام.
وقال إن الحديث عن فرض قوانين الشريعة يمثل سوء فهم واضحاً لأن الشريعة لا تحكم حقاً إلا إذا كان المجتمع الذى تطبق فيه يراها عملية تحرير ومن ثم فإن الشريعة لا يمكن أن تفرض لأنها لو فرضت لا تكون شريعة لأنه حينما لا يكون لها سند سوى القهر فإنها تصبح نفاقاً.
وانتقد سمير مرقس، رئيس مجلس أمناء مؤسسة «المصرى للمواطنة والحوار»، طرح مسألة التحول الدينى للنقاش العام عبر وسائل الإعلام، لافتاً إلى أن ذلك دفع إلى مزيد من الاحتقان وحال دون مناقشة القضايا الحقيقية فى ظل توتر دينى دام ٤ عقود.
وقال: مازال بناء الكنائس فى مصر يخضع لمزاج الحاكم فمتى كان الحاكم منفتحاً نجد بناء الكنائس متاحاً بغير معوقات والعكس صحيح.
وقال خالد عزب، نائب مدير مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية، إن الخرافة والدين الشعبى من أكبر التحديات التى واجهت النهضة والتقدم والإصلاح فى العالم العربى، مشيراً إلى أن الخرافة لعبت دوراً فى تخلف المسلمين لسنوات كما لعب التحالف بين علماء الدين والسلطة دوراً لسنوات فى تخلف المسلمين فإن الإعلام يلعب الدور نفسه اليوم.
وأضاف إن خطيب المسجد فى العصر المملوكى كان يدعو للسلطان والأمراء، بينما غيب الإعلام فى العصر الحديث قضية النهضة وكلاهما لعب على عواطف الجماهير المضللة.