بإلغاء شرط مناظرة السن.. التعليم تحفز الطلاب على التحويل من الأزهر

في الإثنين ٢٦ - أغسطس - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

يستمر الصراع بين الأزهر ووزارة التربية والتعليم، على استقطاب أكبر عدد من الطلاب للانتساب إليهم، ففى الوقت الذى كشف فيه قطاع المعاهد الأزهرية ارتفاع أعداد المتقدمين للالتحاق بمرحلة رياض الأطفال والصف الأول الابتدائى فى العام الدراسي الجديد المقرر إنطلاقه يوم 21 سبتمبر المقبل  نحو 210 آلاف طالب.

نجد فى المقابل إعلان وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، إلغاء شرط مناظرة السن، فى التحويل من المعاهد الأزهرية إلى مدارس التربية والتعليم شرط موافقة قطاع المعاهد الأزهرية، دون الإخلال بالكثافة لكل حالة على حدة.

وكشفت وزارة التربية والتعليم فى خطاب لها تم إرساله إلى المديريات التعليمية، أن وزير التربية والتعليم وافق على الرأى القانونى لإجراء بعض التعديلات بشأن قواعد التحويل وضوابط التحويل الطلاب من المعاهد الأزهرية إلى مدارس وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى.

وشهد التعليم الأزهري، عزوفا كبيرا من المصريين خلال السنوات الماضية، لأسباب مختلفة منها الهجوم الإعلامي على الدراسة بالأزهر واتهامه بأنه مفرخة للمتطرفين، فضلا عن كثرة مقرراته الدراسية، وتخلفه ونقص إمكاناته من المدرسين المتخصصين والمعامل، وتدنى نتائج شهاداته خاصة الثانوية الأزهرية التي بلغت عام 2015 نسبة الناجحين بها 41% فقط .

وبلغ عدد الطلاب الذين حولوا أوراقهم من المعاهد الأزهرية للالتحاق بمدارس التربية والتعليم 86 ألف طالب وطالبة عام 2014، وأكثر من 75 ألفاً آخرون حولوا فى عام 2015، وفي عام 2016 تجاوز العدد 87 ألف طالب، ووصل العدد عام 2017 حوالى  36985 طالبًا وطالبة.

وتراجعت أعداد تلاميذ المرحلة الابتدائية الأزهرية من  مليون و206 آلاف تلميذ عام 2009-2010 إلى 937 ألف تلميذ بعام 2016-2017، كما تراجع عدد تلاميذ الإعدادي الأزهري من 485 ألف تلميذ عام 2011-2012 إلى 401 ألف تلميذ بعام 2016-2017 .

 وشمل التراجع عدد الفصول للابتدائي الأزهري والتي انخفضت من ما يقرب من 37 ألف فصل عام 2010 إلى 30 ألف فصل عام 2017 ، وكذلك لفصول التعليم الإعدادي الأزهري من ما يقرب من 16 ألف فصل عام 2012 إلى أقل من 14 ألف فصل إعدادي أزهري عام 2017 ، وشمل الانخفاض أيضا فصول معاهد القراءات.

ووفقا لتقرير صادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، بلـغ إجمالي الطلاب المقيـدين بالتعليم الثـانوي 2.03 مليون طالب منهم 1.64 مليون طالب بالتعليم العام، و391 ألف طالب بالتعليم الأزهري خلال العام الدراسي 2016/2017، مقابل 401 ألف طالب بالتعليم الأزهري خـلال العام الدراسي 2015/2016 بتراجع نحو 10 آلاف طالب.

وارتفعت نسب تحويل الطلاب من الأزهر إلى التعليم العام، فمنذ السماح للطلاب بالتحويل من الأزهر إلى التعليم العام في 2010 وحتى  2015/2016 قرر نحو 73 ألف طالب هجر الأزهر من بينهم 19 ألفًا و325 في المرحلة الابتدائية فقط، بينما وصل الرقم في المرحلة الإعدادية إلى 17 ألفًا و230، لترتفع الأرقام خلال العام الدراسي 2017/2018 وحده لـ36985 طالبًا وطالبة بالمرحلتين الابتدائية والإعدادية.

ويبلغ عدد المعاهد الأزهرية علي مستوي الجمهورية 10073 معهدًا أزهريًا علي مستوي الجمهورية، من بينها 331 معهدًا نموذجيًا، و126 قراءات، 884 معهدًا ملتحقًا به رياضي أطفال ويبلغ عدد الطلاب الملتحقين به 64 ألف طالب وطالبة، بالإضافة إلي 36 معهدًا أزهريًا خارج مصر، جميعها تخضع للإشراف الكامل للأزهر من خلال مبعوثين فى الخارج من كافة التخصصات يتولون مسئولية إدارة المعاهد ونظم التدريس بها.

وبدوره قام قطاع المعاهد، بحصر أسباب عزوف الطلاب عن التعليم الأزهري، من خلال نموذج يتم ملؤه بمعرفة المعهد، يدون فيه الأسباب الدافعة للتحويل، إلى جانب تقنين التحويل.

وقام الأزهر بإنشاء مجلس للتعليم الأزهري للعمل على تطوير المناهج التعليمية وتحديثها بشكل دائم، ودراسة احتياجات المناطق الأزهرية المادية والبشرية، وإقرار شروط الالتحاق والقبول بالمعاهد الأزهرية.

 كما تم توقيع بروتوكول تعاون مع وزارة التربية والتعليم لتطبيق منظومة التعليم الجديدة، والارتقاء بجودة التعليم، وتطوير المعاهد الأزهرية بأحدث الوسائل، والقضاء على ظاهرة الغش وتسريب الامتحانات.

وأرجع عدد من الخبراء التربويين أسباب عزوف المصريين عن التعليم الأزهري إلى عدة عوامل، حيث يرى الدكتور محمد عبد العزيز، الأستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس، أن التعليم الأزهري يجمع بين مساوئ التعليم العام المتمثلة فى ضعف المناهج والدروس الخصوصية، وصعوبة الدراسات الفقهية الموجودة بالأزهر، التي تثقل كاهل الطلاب، لافتا إلى أنه فى الماضى كان الطالب يتخرج ويعمل مباشرة فى المجال الدعوى بالمساجد أو المدارس، أما الآن تراجعت فرص العمل المتاحة للطلاب الأزهريين، لذا يهرب الطلاب من الأزهر خاصة مع تساوى جميع الخريجين في طابور البطالة وأصبح التعليم بالنسبة للطلاب مجرد شهادة.

وشدد عبد العزيز، على ضرورة، أن يطور مناهجه ويتماشى مع التغيير الحاصل في العالم والتوجهات العلمية الحديثة.

ومن جانبه أكد الدكتور نصر الدين خضري، أستاذ المناهج وطرق التدريس وعميد كلية العلوم الأزهرية بجنوب سيناء، أن الأزهر حدث وتطور مناهجه أكثر من مرة خاصة العلوم العربية والشرعية وحاول بقدر الإمكان تنقيح المناهج من الحشو وساير ما هو موجود في العصر الحديث بالأمثلة والتطبيق.

 وأشار إلى أن السبب الرئيسي فى عزوف المصريين عن التعليم الأزهري، يتمثل في نظرة أولياء الأمور لكثرة المواد الدراسية التى تكون ضعف المواد الموجودة بالتربية والتعليم، 17 مادة بالأزهر مقابل 7 مواد بالتربية والتعليم، وكشف عن قيام الأزهر بدمج المواد العربية والشرعية فى المرحلة الإعدادية، إلا أنه أكد صعوبة تطبيق هذا الأمر فى المرحلة الثانوية، وذلك لأن الكليات التي يلتحق بها الطالب كالدعوة وأصول الدين والشريعة تحتاج تأهيل للطالب منذ الثانوية بجرعة من مناهج العلوم الشرعية، وبالتالي يصعب دمجها.

اجمالي القراءات 2902