1- لم يدخر المنافقون وسعا في الكيد للنبي والتآمر عليه وعلى المسلمين ودولة الإسلام . ومن هذه المكائد أنهم كانوا يدخلون على النبي يقدمون له فروض الطاعة والولاء فإذا خرجوا من بيته تآمروا عليه وافتروا عليه أحاديث لم يقلها وأسندوا له أقاويل لا يعرفها . ولأن الوحي كان لم ينقطع بعد فقد نزل قوله تعالى يفضح ذلك الافتراء على النبي ويقول عن المنافقين " وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (81) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ ؟ .. النساء 81 . 82 " . إن الكذب على النبي بدأ في حياة النبي , وازداد بعد وفاة النبي وانتشر , إذ انقطع الوحي نزولا وأصبح المنافقون الجدد في أمان من أن يفضحهم الوحي ..
2- وقد كان القرآن ينزل يصف المنافقين بالكفر وأنهم في الدرك الأسفل من النار إذا ماتوا على كفرهم دون توبة , وذلك الحكم بالتكفير من حق الله وحده لأنه وحده تعالى الذي يعلم الغيب والذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور .
ومع أن القرآن كان يخبر النبي بحقيقة بعض المنافقين الذين يتآمرون عليه إلا أنه لم يأت مطلقا أمر للنبي بأن بتهم المنافقين بالكفر , وهو الوصف الذي يستحقونه في القرآن . بل إن الذي نزل به القرآن هو أمر النبي بأن يعرض عنهم اكتفاء بما ينتظرهم يوم القيامة , فالله تعالى يكتب ويسجل عليهم افتراءهم وتآمرهم , وما على النبي إلا أن يعرض عنهم ويتوكل على الله وكفى به وكيلا. فالحكم بالتكفير من حق رب العزة وحده , وليس من حقوق النبي الذي يعاني من إيذاء المنافقين ومكائدهم .. والله تعالى يأمر النبي بعدم التعرض للمنافقين مهما تآمروا عليه .. , والله تعالى يعظ المنافقين ويقول عنهم " أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ " .. ؟ !! وفي زمننا السعيد يعطي بعض الأشياخ أنفسهم مكانة تفوق مكانة النبي , ويتهمون بعض المسلمين بالكفر لمجرد خلاف في الرأي مع أن الله تعالى لم يفوضهم الحديث باسمه العزيز ولم يعطهم علم الغيب ولم يمنحهم الحق في محاكمة الآخرين على عقائدهم ومكنون قلوبهم ..
بل إن القرآن لم يعط النبي نفسه ذلك ..
والقرآن هو خير دليل ..
ونقول ما قاله رب العزة في القرآن " أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ " .. ؟ !!