مطالب بتفعيل دور الأزهر في معالجة الفتنة المذهبية

في الخميس ٠٦ - سبتمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

اعتبر علماء أزهريون ومختصون في ندوة بالقاهرة أن تراجع دور الأزهر الشريف في التقريب بين المذاهب المختلفة يرجع إلى ما وصفوه بـ"سيطرة الدولة والمؤامرات الداخلية والخارجية".

وكان من المفترض أن يناقش الحضور بالندوة التي عقدت بنقابة الصحفيين "سُبل تفعيل دور الأزهر في قضايا الأمة بوجه عام"، إلا أن قضية الصراع الطائفي والمذهبي سيطرت على كلمات المشاركين.

مدير مركز يافا للدراسات رفعت سيد أحمد اعتبر أن دور الأزهر "المقاوم والوطني" مترابط ومتلازم مع دوره الدعوي والإسلامي، ثم تساءل مستنكرا "أين دور الأزهر من قضايا الأمة المشتعلة حاليا سواء الفتن المذهبية أو مواجهة العدوان الصهيوأميركي؟".

كما تطرق أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر أحمد السايح للدور التاريخي للأزهر، مؤكدا أن الدولة الفاطمية الإسماعيلية حينما أنشأته ليكون منبرا للإسلام والإنسانية، لم تتعامل بإقصاء مع المذاهب الأخرى، "وبقي مسجد عمرو بن العاص يدرس المذاهب السنية المختلفة، بل وتنطلق منه صلوات الأعياد والجمع".

واعتبر السايح أن "الدولة الفاطمية حققت ما لم نستطع تحقيقه اليوم، حين أقرت بالآخر وأدركت أن التعصب المذهبي لا مكان له بين المسلمين"، محذراً مما سماه "فتاوى التفسيق والتكفير والتبديع"، ووصفها بـ"العمالة للخارج".

ضعف علمي
وعزا السايح أسباب تراجع دور الأزهر إلى ما وصفه بضعف المستوى العلمي لخريجيه، وقال للجزيرة نت إن "الأزهر كان عامرا بتعليم راسخ وقوي، لكن تراجع هذا المستوى كثيرا بل وتم اختراقه بمذاهب تضليلية وخرافات. وأساءت فتاوى الأزهر للإسلام والمسلمين".

أما الرئيس الأسبق للجنة الفتوى بالأزهر جمال قطب فتساءل قائلا "هل تأخر الأزهر أم حُجب؟" معتبرا أن "سيطرة الدولة على الأزهر أفقدته الكثير من مكانته لدى المسلمين".

ووصف الأمر بأنه خطير للغاية، مشيرا إلى أنه "يطاح بخريجي الأزهر، ويتم تعيين خطباء منتدبين يكونون طوع وزير الأوقاف"، وأضاف "حينها سيقرأ الخطيب الفتاوى كما أوردها الوزير وأمن الدولة وليس كما يجب أن تقرأ من خلال قواعد الأصول والإفتاء".


رفعت سيد أحمد ربط بين الدورين الدعوي والوطني (الجزيرة نت)
وشدد على ضرورة أن "يكون لمن ينتمي لمؤسسة الدعوة حصانة، ولا يطاح بهم، "فعليه ألا ينتمي لأي من الفرقاء السياسيين وفي نفس الوقت لا يمسه أحد".

كما ذكر أنه "لمدة ثمانمئة عام لم يكن للأزهر حقيبة وزارية تراجع شؤونه، وإنما شيخ الأزهر يراقب ويحاسب حتى استطاعت المؤسسة بفضل وحدتها وتعدديتها الفكرية أن تقدم ما قدمته".

أدوار متعددة
واستنكر قطب ما يقال عن ضرورة إقصاء الأزهر عن الحياة العامة والسياسية بزعم مدنية الدولة، قائلا "لم يحدث على مدى ألف عام أن سعى أحد العلماء إلى السلطة"، معتبرا أن "المطلوب فقط أن تكون هناك مرجعية".

كما رأى أن استعادة دور الأزهر لن تكون إلا بـ"تحييد علمائه وطمأنتهم، وتجميع الناس حولهم، وذلك بإجراء انتخابات وهرم داخلي، وإلغاء إشراف وزارة الأوقاف عليه".

من جهته تحدث العالم الأزهري جواد رياض عن دور الأزهر في الدفاع عن الوطن، وسرد العديد من الفتاوى الأزهرية التي تفيد بوجوب الجهاد وترفض التطبيع مع إسرائيل، وأضاف "كما سمح الأزهر الفاطمي بدراسة المذاهب السنية، فإن الأزهر السني يسمح بدراسة المذهب الجعفري والظاهري وغيرهما، وهذا هو الأزهر الذي نريده".

اجمالي القراءات 5744