(1 ) لا. . للتكفير

منيرة حسين في الجمعة ٠٩ - يناير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

(1 ) لا. . للتكفير


بعضنا يتصور أن الذين اتبعوا النبي كانوا مثاليين في طاعتهم لله ورسوله ملتزمين بها ليل نهار , وذلك تصور يخالف طبيعة البشر ويخالف آيات القرآن التي تؤكد على بشرية النبي وأصحابه .

وفي هذا المجال نتوقف بالتدبر والتعقل مع آيات سورة الشعراء (فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (213) وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214) وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (215) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ. الشعراء 213 – 216 )
1- يقول تعالى للنبي يحذره من اتخاذ إله مع الله ويهدده بالعذاب إن فعل " فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ " .
2- ويأمره بإنذار عشيرته الأقربين " وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ "
3- وأن يكون هين الخلق متواضع مع أتباعه المؤمنين " وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ".
4- وإن عصاه المؤمنون فليكن هينا معهم " فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ " . لم يقل له فإن عصوك فاضربهم بالسلاسل والجنازير, ولم يقل فإن عصوك فقل لهم إني بريء منكم وإنما أمره أن يقول لهم إني بريء من عملكم فقط ولست مسئولا عنه.. * وعصيان النبي أمر منكر, ومعناه أن النبي كان ينهي عن المنكر بمجرد القول الناهي أي يقول لصاحب المنكر " أنا بريء مما تعمل " ذلك أن حديث " من رأى منكم منكرا " حديث مزيف اخترعه الحنابلة في عصر الخليفة العباسي المتوكل.
وعصيان النبي قد يوصف بالكفر, ومع ذلك فإن الله تعالى يأمر النبي بأن يكون متواضعا هينا لينا مع أصحابه لأنه لو كان فظا غليظ القلب لانفضوا من حوله, ومن حسن معاملته لهم ألا يعلن براءته إذا عصوه، بل يكتفي بالنهي القولي عن المنكر وأن يبرأ من عمل المنكر, ويظل مرتكب المنكر تابعا مؤمنا مع النبي وضمن المؤمنين حتى لو كان ذلك المنكر عند الله من الفظائع, لأن حساب الجميع عند الله يوم القيامة, والله تعالى يقول للنبي عن أصحابه " مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ: الأنعام 52 " لأن كل إمريء مرهون بعمله ولا تزر وازرة وزر أخرى ..
إذن لم يكن من حق النبي أن يتهم من يعصيه بالكفر. ولكن البعض من الأشياخ في زمننا السعيد يتهم بالكفر من يختلف معه في الرأي ويطالب بقتله طبقا لحد الردة المزعوم, وذلك لأن أولئك الشيوخ يعتبرون أنفسهم ممثلي الإسلام.. ولقد أعطيت القرآن عمري فهما ودراسة فما وجدت فيه آية تجعل إنسانا من البشر ممثلا لدين الله.. بمن فيهم أنبياء الله وهم صفوة خلقه . فأي حجة يستند إليها أولئك الأشياخ ؟

وصدق الله العظيم " قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ: الأنعام 148 ".

اجمالي القراءات 9481