دبي - فراج إسماعيل
صار حلاق مصري الأصل يعيش في مدينة شيكاغو بالولايات المتحدة، هدفا لوسائل الإعلام الأمريكية في الأيام الماضية، بعد أن غير اسم صالون حلاقة يملكه، من أسامة إلى أوباما. وهو ما اعتبرته صحف ومحطات تلفزيون، دلالة على تغير فكره الأصولي من مناصر لزعيم القاعدة أسامة بن لادن، إلى مؤيد لإرادة التغيير ممثلة في الرئيس الجديد بارك أوباما.
وذكرت صحف أمريكية أنه اكتشف بعد 7 سنوات من تفجيرات 11 سبتمبر في واشنطن ونيويورك، أنه كان مناصرا للاشيء وللانحراف، فقام بعد فوز أوباما بإزالة حرف سين من اسم الصالون، واستبدله بحرف باء.
يقول محمود الشيخ صاحب صالون الحلاقة "أوباما" في وسط مدينة شيكاغو "داون تاون" في حديث هاتفي مع "العربية.نت" إنه نجح في الحصول على ترخيص صالونه باسم الرئيس الأمريكي الجديد في 3 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي قبل يوم واحد من انتخابه، ولو تأخر عن ذلك التاريخ ما أمكنه ذلك، لأن السلطات حينها كانت سترفض إطلاق اسم رئيس الولايات المتحدة على صالون حلاقة.
ويوضح الشيخ "الأمريكي الجنسية" أنه لم يكن أبدا مناصرا لأسامة بن لادن، وأن الصالون لم يكن على اسمه "لكن الإعلام الأمريكي وجدها فرصة لعمل موضوع مثير، أصبحت معه خلال الأيام الماضية هدفا لصحف ومحطات تلفزيون كثيرة وشهيرة.
ويشرح ذلك بقوله "الصالون افتتحه سابقا شخص اسمه أسامة، وهذا هو مغزى الاسم، ولما تركه استأجرته من مالك المبنى. في ذلك الوقت كان الرئيس باراك أوباما يخوض حملته الانتخابية، وكنت أنا من مناصريه والتقيته هنا، وكان بيتي قريبا من بيته لمدة ثمان سنوات عندما كان يسكن الهايد بارك في شيكاغو".
وأضاف "توقعت فوزه فقمت بإطلاق اسمه قبل أن يصبح رئيسا، فإرادة التغيير كانت واضحة في حملته الانتخابية، إضافة إلى أن إحباطات الأمريكيين من سياسة الإدارة السابقة فجرت فيهم حيوية الأمة الأمريكية القادرة على تغيير نفسها، حتى لو وصل ذلك إلى إختيارهم أول رئيس أسود أو إفريقي للولايات المتحدة".
لم يفز بالحظ
ويقول محمود الشيخ الذي هاجر عام 1995 من مدينة المنصورة (100 كم متر من العاصمة المصرية) لم يفز باراك أوباما بالحظ ولا بأصوات المجموعات الإفريقية التي لا تزيد نسبتها عن 18 إلى 22% ولكنه حقق مكسبه بالأحلام الجديدة التي خلقها للناس، وبرغبتهم في أن تتزعم بلادهم العالم بالعدالة والحرية وليس بالسلاح.
أضاف "كان أوباما يقوم بالكثير من الأعمال التطوعية هنا، يسير مع الناس في الشوارع ويقابل المجموعات الصغيرة كالمهاجرين العرب والأفارقة والمكسيكيين ودول أخرى".
واستطرد "اخترت اسم أوباما للصالون، وحسب القانون فإنني أخذت الموافقة من المدينة التي أعيش فيها، وبعد ذلك حصلت على البطاقة الضريبية من أعلى هيئة مسؤولة عن ذلك وتوجد في واشنطن دي سي، وسجلت الاسم يوم 3 نوفمبر، قبل نجاحه بيوم واحد".
وأشار إلى أن السؤال الرئيسي الذي وجهه له الإعلام الأمريكي بخصوص الصالون، عما إذا كان الهدف من تسميته بأوباما، هو جلب الزبائن الأفارقة إليه.
وواصل الشيخ " قلت لهم أنا مقتنع بهذا الرجل مائة في المائة. وبالنسبة لي فقد جلست معه من قبل وتحدثت معه، وأدرك أن نجاحه لم يأت اعتباطا وإنما بناء على أهداف سعى لتحقيقها مستغلا تكنولوجيا المعلومات".
جدير بالذكر أن حلاقا سودانيا يدعى منتصر يعقوب في الخرطوم أطلق على صالونه اسم باراك أوباما أيضا. ويوم الأربعاء الماضي قال لصحيفة "النيلين" السودانية "فتحت الصالون قبيل انتخابات الرئاسة الامريكية بثلاثة أيام، لكني انتظرت فوز أوباما لإطلاق اسمه عليه".
وعلق يعقوب، البالغ من العمر 27 سنة، صورة كبيرة له، كما كتب اسمه بالعربية تحت الصورة المعلقة في صالونه الصغير المجاور للسوق المركزي، وهو سوق شعبي يقع في شمال الخرطوم.
وسألته صحيفة "النيلين" الصادرة هناك بالعربية والإنكليزية: "ماذا كنت ستسميه لو خسر أوباما وفاز جون مكين"؟ فرد وقال: "مكين؟ العياذ بالله، كنت سأطلق اسمي على الصالون طبعا".