إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً (1/2)

Awni Ahmad في الثلاثاء ٠٦ - يناير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

بِسمِ ٱلله الرَّحْمٰنِ الرَّحِيـمِ
{ وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُوۤاْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِٱللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْجَاهِلِينَ } * { قَالُواْ ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذٰلِكَ فَٱفْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ } * { قَالُواْ ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا م&am;&oa;َا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَآءُ فَاقِـعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ ٱلنَّاظِرِينَ } * { قَالُواْ ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ ٱلبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّآ إِن شَآءَ ٱللَّهُ لَمُهْتَدُونَ } * { قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ ٱلأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي ٱلْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ ٱلآنَ جِئْتَ بِٱلْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ } * { وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَٱدَّارَأْتُمْ فِيهَا وَٱللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ } * { فَقُلْنَا ٱضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي ٱللَّهُ ٱلْمَوْتَىٰ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } { ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِّن بَعْدِ ذٰلِكَ فَهِيَ كَٱلْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ ٱلْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ ٱلأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ ٱلْمَآءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ ٱللَّهِ وَمَا ٱللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }
ألبقره (67-74)
الفهم الشائع لقصة ذبح البقره وواقعة قتل نفس التي تلتها في ألآيات الكريمه يمكن توضيحه باختصار كما يلي:
• تم افتراض وجود تقديم و تأخير.
• قتلت نفس وتم التكتم على القاتل أوالقتله.
• أخبر ألنبي موسى(ع) قومه بأمر الله لهم بذبح بقرة ( أي بقره).
( هذا تعنيت منهم وقلّة طواعية؛ ولو ٱمتثلوا الأمر وذبحوا أيّ بقرة كانت لحصل المقصود، لكنهم شدّدوا على أنفسهم فشدّد الله عليهم- ألجامع للقرطبي)
• ماطل القوم و طلبوا مزيدا من التفاصيل عن تلك البقره بدون داع!!
( أعطى الله تبارك وتعالى الأمر أولا ليختبر قوة إيمان بني إسرائيل.. ومدى قيامهم بتنفيذ التكليف دون تلكؤ أو تمهل.. ولكنهم بدلا من أن يفعلوا ذلك أخذوا في المساومة والتباطؤ- خواطر ألشعراوي)
• ذبحوا واحده أخيرا.
• ضربوا الميت بقطعة منها فأحياه ألله فكشف قاتله!!!

هل هذا الفهم صحيح؟
لا يبدو لي ذلك!

ما أفهمه من الأيات الكريمه هو الأتي:
أولا:
• دعا ألنبي موسى قومه الى اجتماع. حضر الناس ليستطلعوا الأمر . أخبرهم أن الله يأمرهم بذبح بقره. استغربوا هذا الطلب ( كأنهم قالوا: ألهذا جمعتنا!؟) وظنوا أن موسى يهزأ بهم، فذبح البقر للغذاء هو أمر عادي يمارسونه يوميا. (قَالُوۤاْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً).
ملاحظه: يبدو ان هذه القصه حدثت في مصر عندما كان لديهم ماشيه، وليس في التيه حيث اقتصر طعامهم على ألمن (نوع من الفطر) والسلوى ( نوع من الطير).
• نفى موسى(ع) بشده ما حسبوه (قَالَ أَعُوذُ بِٱللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْجَاهِلِينَ).
• طلبوا تبيان ماهية هذه البقره، فبينها لهم بالتفصيل، ولو كان المقصود أي بقره لقال لهم ذلك وينتهي الأمر.
• الاحظ أيضا أن موسى(ع) لم يضق صدره بتساؤلاتهم، بل استمر بالتوضيح ( تضييق الدائره) حول البقره المعنيه. و أفهم من ذلك ان البقره المراد ذبحها كانت مقصوده بالذات.
• ألاحظ أن تساؤلاتهم لم يقصد بها ألتلكؤ عن تنفيذ الأمر، بقدر ما هو فضول حقيقي لمعرفة ألبقره المراد ذبحها (..إِنَّ ٱلبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّآ إِن شَآءَ ٱللَّهُ لَمُهْتَدُون) خصوصا عندما بدأ موسى يحدد صفتها بدقه( قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَآءُ فَاقِـعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ ٱلنَّاظِرِينَ).
• أفهم أيضا أنهم كانوا على علم بأمر هذه البقره، وأنهم كانوا يخفون أمرها عن موسى، واسقط في يدهم عندما حددها لهم موسى،( قَالُواْ ٱلآنَ جِئْتَ بِٱلْحَقِّ..).
• أفهم أنهم ذبحوها على مضض (فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ).
ثانيا:
ماهية ألبقره بالضبط؟
مما سبق فهمت أن ألبقره المقصوده كانت مهمه بالنسبه لهم. حاولوا اخفاء أمرها عن موسى لعلمهم أنه لن يرضى عن هذا الأمر.
لماذا؟
لأنه أمر مخالف لما يدعو اليه رسول الله موسى(ع).
كيف نفهم ذلك؟
نحتاج أن نعرف نظرة أهل مصر في ذلك الزمان الى البقر، و بنو اسرائيل عاشوا بينهم وتأثروا بكثير من معتقداتهم.
.... يتبع

اجمالي القراءات 3154