بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين على أمور دنيانا والدين... وبعد
وتعالوا معا... ننظر مع من أشرك مع الله ملوكا آخرين من الأعراب!!! وعظموهم كعظمة الله!!! كقولهم.. واصفين الملوك والسلاطين والأمراء والمشايخ الزعماء والحكام والرؤساء العرب ممن يدَعون الإسلام:
(بأصحاب الجلالة والفخامة والسمو الملوك العظماء العرب!!!)
وقولهم:
(صاحب الجلالة الملك المُعظًم أو السلطان المُعظم، أو الملك المفدى!!!)
وقولهم :
صاحب السمو الأمير أو صاحب السمو الشيخ المُعظم والمفدى !!!
وهنا نقف وقفة قصيرة لمحاولة التعرف على معنى اسم من أسماء الله الحسنى (الملك ذو الجلال والإكرام - وذو تعني صاحب -) وتعني إن الله جل جلاله هو المالك للبشر والدواب والحجر وله ما في السماوات والأرض وكلٌ آتي الرحمن عبدا...
أما من يسمون أنفسهم من الملوك والسلاطين والأُمراء والمشايخ الرؤساء والحكام العرب كما كانوا يسمون أنفسهم.. وهم الكافرون من الملوك والقياصرة الأرستقراطيين في السابق وفي القديم (قياصرة الفرس والرومان) بأن هؤلاء الحكام العرب أصبحوا الآن هم أصحاب الجلالة والفخامة والسمو (الملوك العظماء) العرب!!! فذلك يضع هناك علامات إستفهام كثيرة!!! في الإشراك مع الله جل جلاله عظماء آخرين!!!
هل هم فعلاً ملوك كالملك الواحد القهار (ذو الجلال والإكرام – صاحب الجلالة والسمو الملك المُعظم-) ؟؟؟ ويملكون البشر والدواب والشجر والحجر والأرض وأن على الرعية هنا أن يقعوا لهم ساجدين؟؟؟...
كقوله تعالى:
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ {18} الحج
وكيف أن وصلت الجرآة فيهم بأنهم عظموا وأشركوا أنفسهم ليكونوا ملوكا مع الملك القدوس (الله صاحب الجلالة والعظمة والسمو) في الأرض!!! وسموا ووصفوا أنفسهم باسمه!!!
وهذا يعود بنا إلى مفهوم التعظيم والإشراك مع الله ملكا وأصحاب جلالة آخرين... مع أنهم يتلون كتاب الله (القرآن الكريم) بأفواههم!!! وهنا يأتي مفهوم الكفر بالإيمان... وهم في الأصل يؤمنون بشيء ويكفرون بشيء من ناحية أُخرى!!!
ولا أعتقد بأي حال من الأحوال بأنهم يتدبرون ويتفكرون ويتذكرون كتاب الله (القرآن الكريم) ويتمعنون بآياته أو سُنة الله جل جلاله إلى رسوله محمد (عليه السلام - الفرقان الكريم -)... و(رحم الله إمرءا عرف قدر نفسه)!!!
ولو كانوا كذلك لعلموا علم اليقين، بأن الله هو صاحب الجلالة والفخامة والسمو (الملك جل جلاله ذو الجلال والإكرام – يتعالى ويسمو فوق خطايا البشر)..
وإن كانوا يتلون كتاب الله حق التلاوة... لما سمحوا لأنفسهم لأن يعظموا أنفسهم هذا التعظيم الفاحش !!! وأن يكفروا ويشركوا مع الله ملوكا وأصحاب جلالة وسمو آخرين!!! وهذا في رأيي يعد من الشرك المبين حيث هم ليسوا أكثر من بشر... خلقا ضعيفا... يأكلون الطعام... ولكنهم تكبروا وتجبروا وكذبوا وعصوا!!!
وقوله تعالى:
فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {36}
وَلَهُ الْكِبْرِيَاء فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {37} الجاثية
وسوف لن يقووا لمواجهة (الملك القدوس ذي الجلال والإكرام... صاحب الجلالة والسمو المُعظم), يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم...
ويوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه.. لكل إمرئ يومئذ شأن يغنيه...
ويوم يسألهم الله جل جلاله!!! من أين اكتسبوا هذا المال الفاحش وكيف أنفقوه.. ويأكلون أموال الناس بالباطل، وخاصة بأنهم تشبهوا في عيشتهم الفارهة بأشكال القصور وأنواع البذخ بالكافرين المشركين من أشد الكفر والنفاق والقياصرة والملوك والأرستقراطيين (الفرس والرومان في العهود القديمة) في عيشتهم وتعظيم أنفسهم!!!... بينما شعوبهم العربية والإسلامية تعاني من أشكال الفقر والجوع والعوَز والفاقة والتسول والمرض والجهل والتخلف ما يفوق الخيال!!!
لقوله تعالى:
فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ {12}
لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ {13}
قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ {14}
فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ {15} الأنبياء
وأكثر ما شدني إلى معرفته آخر إحصائية وصلت إلينا من صندوق النقد والبنك الدوليين منذ ثلاثة أعوام تقريبا، ما يؤكد أن أكثر من ألفين وخمسمائة مليار دولار (2500 مليار دولار أمريكي) هي أرصدة شخصية لمن يسمون أنفسهم ( بالملوك أصحاب الجلالة والفخامة والسمو العظماء) في الأرض!!! والشيوخ والأمراء والسلاطين والرؤساء والحكام العرب موجودة في بنوك اليهود والنصارى (ممن أدعوا بأنهم المغضوب عليهم والضالين!!!) في كل من أوروبا وأمريكا!!!
مع علمهم ويقينهم بأنه في جميع تلك البلدان التي هم (ملوك وأصحاب جلالة عظماء) فيها، هم ليسوا أكثر من كونهم حكاما فاسدين مستبدين طُغاة تافهين, يأكلون أموال شعوبهم بالباطل!!! وهم حكام عرب تعاني شعوبهم الإسلامية... من الفاقة والجوع والفقر والمرض والجهل والتخلف والقهر والفساد الكبير والظلم والاضطهاد والإذلال والتعسف والمهانات وإنعدام الحريات والعدالات الإجتماعية (والتعذيب في السجون لكل من ينطق بكلمة حق)!!!
ويحاط بمن يسمون أنفسهم (الملوك واصحاب الجلالة والفخامة والسمو العظماء) من الحكام العرب بحاشية وبطانة كبيرة من المنافقين والمرائين (من أصحاب الشرك المبين) ممن يفرشون السجاد والورود (لإصحاب الجلالة والفخامة والسمو الملوك العظماء والحكام العرب الطُغاة) ويعظمونهم!!!
ناهيك عمن يسمونهم بجيوش الحرس الوطني والمراسم والتي تحيط بهم من كل جانب... ما يؤكد في الأساس خوفهم من شعوبهم ومجتمعاتهم!!! وهم يعلمون تماما أن شعوبهم ومجتمعاتهم لا تطيقهم... ولا تكن لهم أي إحترام أو تقدير أو قيمة!!! لماذا؟؟؟
لانهم حكام خرجوا عن منهج الله جل جلاله!!! وهم حكام باطلين غير شرعيين ومفروضين عليهم فرضا!!! لأنهم لم يأتوا من خلال نظام شوروي إسلامي (ديمقراطي)!!! ولم تنتخبهم شعوبهم!!! وهم من أوصلوا شعوبهم إلى ما هم عليه اليوم من حالات بؤس وفقر وجهل وتخلف وظلم وإضطهاد وإذلال وفساد كبير وتعسف وضعف!!! بل هم ممن يحاربون الله جل جلاله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا.
لقوله تعالى:
إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ {33} المائدة
ولا تستطيع تلك الشعوب أن تطولهم لمحاسبتهم ولعقابهم من خلال قضاء مستقل عادل!!!
بحيث أصبحت الجيوش والأمن الشرطوي في بلدانهم.. هما أداتا قمع مسلطتان كالسوط ضد شعوبهم ومجتمعاتهم!!! بحيث أصبح من غير الممكن حتى التعبير والحرية بالرأي كحقوق للإنسان بأي حال من الأحوال!!! وجميع مؤسسات المجتمع المدني مشلولة معطلة!!!
ولأن قول الحقيقة أصبحت تمثل مصدر خوف ورعب لهم!!! وأصبح القضاء لا يطول إلا الضعفاء ممن لا يملكون جاها ولا مالا ولا سلطانا!!! وبحيث لا يستطيع المسلم أن يجاهد بالإسلام لدرء كل تلك المظالم والمنكرات!!! لغياب جميع مقومات الإسلام والعدالات الإجتماعية في بلدانهم!!!
كما أننا لا نرى أن شريعة الله وأوامره ونواهيه تطبق عندنا (ممن يسمون أنفسهم الأعراب والمسلمين) نتيجة لخروج الرؤساء والحكام العرب والمسلمين عن مبدأ الشورى والشريعة الإسلامية!!! وتحويلها إلى شريعة الغاب (القوي فينا يأكل ويلتهم الضعيف)!!! والواضحة تماما من خلال صراعاتهم الخاصة والجانبية، والتي لا تعبر إلا عن مستوياتهم الضعيفة والمفرغة من أي محتوى قائم على العلم والإيمان!!! والتي وصلت بهم إلى الحضيض (لأنهم بذلك لا يعبرون إلا عن أنفسهم والقائم على الجهل والعدوان على الله جل جلاله وكتابه والرسول!!! وتراهم من خلال لقاءاتهم الصورية الوهمية في إجتماعات ما تسمى بإجتماعات (القمة) وهم لا يرتقون إلى مستويات القمة!!! وهي في الأصل إجتماعات الحضيض بين الحكام الملوك والسلاطين والأمراء والمشايخ العرب الطغاة المستبدين غير الشرعيين!!! ولأنهم لا يعيرون شعوبهم ومجتمعاتهم أي إعتبار أو قيمة!!!
لقوله تعالى:
وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ {38} الشورى
وقوله تعالى:
الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ {41} الحج
والذي يحثنا الله جل جلاله فيه... لما فيه مصلحة للرعية... بأن يكون العمل الصالح, بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو شريعة حياة، للذين أستجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقهم الله ينفقون.
وهل أستجاب الملوك والسلاطين والأمراء والمشايخ العظماء المزابل الحُثالات ومسخرة التاريخ والحكام العرب لربهم وأقاموا الصلاة إيمانا وإحتسابا؟؟؟ وآتوا الزكاة إيمانا وإحتسابا؟؟؟ وأمرهم شورى بينهم؟؟؟ ومما رزقهم الله ينفقون؟؟؟ جاهدهم الله أنى يؤفكون!!! وأن يتخذ الحاكم مبدأ الشورى بين الناس!! وهو ما نعرفه اليوم بنظام الانتخابات والتداول السلمي للسلطة (الديمقراطية والحريات المدنية وحقوق الإنسان)!!! ومن خلال نظام برلماني حقيقي, هو تعبير عن إرادات الشعوب والرعية!!! مما يحقق الأفضلية للشخص المناسب!!! والذي يتم إنتخابه بالأغلبية الشعبية لفترات زمنية محددة بدورات انتخابية!!! كما هو حاصل اليوم عند أهل الكتاب (اليهود والنصارى) والذين عملوا وطبقوا ما جاء في كُتب الله جل جلاله السماوية... وأستحقوا النصر من عند الله وبجدارة ... ورفض حُكامنا ومعهم من يدعون الفقه والتشريع الإسلامي !!! ما جاء بالشورى في كتاب الله (القرآن الكريم)!!! وألفوا وأختلقوا سُننا بشرية ونسبوها للرسول وآل بيته بعد موته بأكثر من مئتين وخمسين عاما!!! الذين أدعينا من خلالها... ظلما وعدوانا... بأن اليهود والنصارى هم المغضوب عليهم والضالون!!!
وتعالوا نتجول في بلاد هؤلاء ممن يدَعون بأنهم أصحاب جلالة وسمو عُظماء!!! في الدول العربية, (والتعريف بالدول العربية تعني الدول الناطقة شعوبها للقرآن الكريم), ولنتعرف عن قُرب كيف هي بلدانهم ؟؟؟ فسنجد أن بلدانهم العربية هذه مجزأة مُفرقة ومُغلقة بقيود وحواجز وموانع حدودية وهمية وهم تحت الحمايات الأجنبية !!! وشعوبها لا تستطيع أن تجتاز تلك القيود والحواجز التي يفرضها عليهم هؤلاء الحكام غير الشرعيين!!! وكل هذا وخوفا على عروشهم وعلى عيشة السرايا والقصور الهشة الكرتونية الضعيفة!!! وعلى حساب شعوبهم المغلوبة دائما على أمرها, وتعاني أشكال التفرقة والتمزق وتعاني القمع والبطش والتنكيل والإذلال والملاحقات والسجون والمهانات والتعذيب والجيش والشرطة!!! أدواتا القمع والبطش والمسلطة والمستنفرة ضد شعوبهم ورعاياهم!!! ومعهم مشرعيهم الذين مهمتهم هي تحليل ذبح الشعوب والرعية قرابين لهؤلاء الآلهة الحكام أصحاب الأبالسة والطواغيث والشياطين !!! وتجد أن شعوبهم يعانون أشكال وصنوف الفقر والجهل والتخلف والفاقة والعوز والتسول, ويعيش أغلبهم في بيوت من القش والطين والصفيح وفي المقابر؟؟؟
جاهدكم الله ياملوك وأمراء وسلاطين ومشايخ وحكامنا العرب, كيف تأكلون بملاعق من ذهب وشعوبكم ميتة جائعة ؟؟؟ وكيف تهنأ لكم الحياة وشعوبكم تموت من مظالمكم وقهركم وقمعكم وبطشكم ومعكم مشرعيكم غير الشرعيين أئمة أشد الكفر والشقاق والإرهاب والنفاق, الذين مهمتهم التشريع للملك والسلطان والأمير والشيخ!! وذبح الرعية قرابين وشعوبكم ميتة جوعى ؟؟؟ ولإستغفال العقل العربي!!!
جاهدكم الله أنى تؤفكون.
وإلى متى؟؟ فلابد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر (بإذن الله).