دبي - العربية.نت
وبحسب صحيفة "الحياة" اللندنية التي أوردت الخبر في عدد السبت 17-1-2009 فإن منظمة «أطباء لحقوق الإنسان-إسرائيل» في الصحيفة الإسرائيلية نفسها (هآرتس) بيانًا في الصفحة الأولى يدعو الحكومة إلى "السماح لجرحى غزة بالحصول على الإغاثة وضمان معالجتهم في إسرائيل"، وإلى "الامتناع عن استهداف فرق طبية".
وكان الكاتب الإسرائيلي المعروف جدعون ليفي حمل في وقت سابق القوات الإسرائيلية مسؤولية ما يحدث للأطفال الفلسطينيين في غزة، معتبرًا أنها وحدها هي من يتحمل هذا الذنب.
وقال ليفي، في مقال نشره في صحيفة "هآرتس" إنه يكفي إلقاء نظرة على الصور القادمة من مستشفى الشفاء لرؤية كم من الأطفال هناك احترقوا، وكم منهم ينزفون ويموتون، موضحا أن الحرب في غزة ليست كأي من الحروب السابقة، بل هي لعبة أطفال؛ حيث يقوم الطيارون بالقصف وكأنهم في إحدى التمرينات العسكرية، فيما تطلق الدبابات وجنود المدفعية القنابل على المباني والمدنيين.
ومن وجهة نظره، فقد تسببت الحرب في غزة في مقتل أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين، أكثر مما حصدته حروب سابقة، فكم شهد التاريخ من حروب وحشية حصدت أرواح الكثيرين، إلا أن النسبة المروعة الناجمة عن هذه الحرب، والتي يشكل الأطفال ثلث ضحاياها، لم تشهدها الذاكرة منذ أمد، على حد تعبيره.
وقال جدعون، الذي كان من معاوني شمعون بيريز أواخر سبعينيات القرن الماضي، قد يلقي البعض باللائمة على (حماس) لما يحدث من قتل للأطفال، إلا أن أي عاقل لا يمكن أن يصدق هذه السخافات، وقد يقول أحدهم إن حماس تختبئ بين السكان المدنيين، كما لو أن وزارة الدفاع هنا ليست موجودة وسط المناطق السكنية في تل أبيب، وكما لو أن هناك أماكن في غزة غير مكتظة بالسكان.
مبينًا أن الغالبية العظمى من الأطفال الذين قتلوا في غزة لم يموتوا بسبب استخدامهم كدروع بشرية، أو لأنهم يعملون لصالح (حماس)، لقد قتلوا لأن الجيش الإسرائيلي كان يطلق عليهم وعلى أسرهم النيران والقذائف، ويقصف المباني التي يتواجدون فيه، وتابع "لذا فإن أيدينا -لا يد حماس- هي المضمخة بدماء هؤلاء الأطفال، ولن نستطيع أبدًا الهروب من هذه المسؤولية.. فالطفل الذي شهد قصف منزله ومقتل أخيه، أو إهانة والده لن يغفر أبدًا.