عصر الجهل وعصر العلم والتعليم

رمضان عبد الرحمن في السبت ٠٣ - يناير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

عصر الجهل وعصر العلم والتعليم

يا ليته  لم ينتهي عصر الجهل فقد كان  أقل ظلماً للإنسانية من هذا العصر المؤذي للبشرية في كل مكان والذى يسمونه عصر العلم. فكفى بالأنظمة المستبدة  إستخفافاً  بمصير الناس  وحياة الشعوب. ولهذا أقول أين حقوق الإنسان في عصر العلم والتعليم كما يقولون؟!..

وإلى النظام المصري بصفة خاصة والذي يكيل بمكيالين. ففى يوم الأحد الموافق 28/12/2008 في برنامج العاشرة مساءً على قناة (دريم 2) استضافت المذيعة منى الشاذلي وزير الخارجية السابق أحمد ماهر وأحد نواب مجلس الشعب  والسفراء وأحد الصحفيين، وجرى الحديث عن انتقاد الحكومة المصرية تجاه ما يحدث في غزة وعن التقصير والأحداث التي تمر بها، وكان اللقاء منقسم لجزئين، جزء يدافع عن الحكومة وتجاوزاتها، وجزء ينتقدها بلهجة شديدة جداً، السيد السفير والسيد أحمد ماهر يدافعون عن الحكومة فيما تفعله تجاه الشعب وتجاه السياسة الخارجية لمصر، والسيد النائب والصحفي ينتقدون الحكومة بلهجة حادة ، مطالبين الدولة بموقف أفضل من ذلك تجاه ما يحدث في غزة ، وفي نهاية البرنامج قال سيادة السفير:
- نحن بهذا الكلام والذي انتقد فيه النائب الحكومة بهذه الطريقة نكون في بلد تمارس فيه الديمقراطية من الدرجة الأولى.


وهنا نقول لسيادته  أن الدولة تترك من يستحقون السجن والمعاقبة ،الذين أفقروا مصر ومن عليها في كل شيء أحراراً طلقاء ،فى نفس الوقت  الذى تلاحق فيه وتهدد المهتمين بالإصلاح من  أمثال شقيقي الأصغر (رضا عبد الرحمن علي ) الذي يدعو إلى الإصلاح السلمي و الذى لا  يملك غير قلمه . فكان جزاءه و مصيره أن قامت مباحث أمن الدولة الشجاعة باختطافه في يوم 26/10/2008 ولا نعلم عن مصيره شيئاً حتى الآن.

ثم إذ  لم نكن نحن أبناء هذه البلد نتكلم عن أي خلل أو ننقد من يستحقون النقد فمن إذن يتكلم وينقد ؟.. . هل نستورد أفراداً  من خارج مصر يتحدثون عن قضايا ومصير مصر؟!...

وأقول لسيادة السفير ألا يرى أنه قد يكون منتقد فيما يقول،؟. أي لا يستطيع أحد من عامة الشعب أن يتكلم أو ينقد في أي شيء كما تحدث سيادة النائب، وهل لا يرى سيادة الوزير وسيادة السفير أن الدولة تبني السجون والمعتقلات أكثر مما تبني مساكن للعشب؟؟؟، وأن هناك آلاف من المصريين داخل السجون لأسباب أتفه من أن نذكرها،؟؟

ولربما يكون سيادة السفير قد نسي أن يقول (حتى تتكلم بحرية أو تعيش بديمقراطية لا بد أن تكون وزيراً أو سفيراً أو على الأقل نائبا برلمانياً ). فمن هنا  أقول للنظام المصري القادر على أن يفعل الكثير  تجاه الشعب وفي الدولة المملوكة له ، إذا كان هذا هو حال مصر فى عصر العلم  ،فمن الأفضل له  أن يقوم بإلغاء التعليم من مصر ،فهذا  أفضل للشعب حتى توفر المليارات التي تنفق على التعليم الذى لا يعطى لصاحبه حق نقد الدولة ،والحديث عن إصلاحها . ، ثم بعد ذلك يصبح المواطن المصري إما داخل السجون والمعتقلات أوفي الشارع .

فما الفائدة من التعليم طالما أن المصير سوف يكون هكذا؟!..

وليقارن كل من له عقل بين عصر العلم والتعليم كما يقولون و عصر الظلام من آلاف السنين في مصر ، على سبيل المثال ، وسيرى ان مصر  أنتجت فيه حضارة ليس لها مثيل في العالم حتى الآن .أما عصر العلم الحالى فبفضل حكامنا لا ننتج  فيه سوى  السجون والمعتقلات التى لا يوجد   لها مثيل.

فأيهما  أفضل للشعب المصري عصر الحضارة أم عصر السجون؟

في اعتقادي ومن وجهة نظري أن العصر الوحيد في تاريخ مصر الذي يسمى عصر الإنسانية هو عصر ما قبل الإنقلاب العسكرى على مصر وشعبها .وأحسن سنواته هو عصر الدولة الفرعونية ، والدليل أن المصريين القدماء لم يستطع أحد أن ينافسهم في الماضي ولا فى الحاضر ،وهذا لا يحدث في أي مكان أو زمان إلا إذا وجد العدل والحرية معاً.


فمن غير المعقول أن يبدع أي إنسان في أي شيء تحت القهر والجوع وانتهاك حرية الأفراد، ألا يرى معي الجميع أن العلم الذي لم يرقى بالبشرية إلى الأفضل  هو أسوأ علم ،وأن الإنسانية  تدمر أمام العالم في عصر العلم والتعليم. وفلسطين خير شاهد على دمارها .
رمضان عبد الرحمن علي

اجمالي القراءات 15961