أعلن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الثلاثاء 2 أبريل/نيسان 2019، استقالته من رئاسة الجمهورية، وقال التلفزيون الرسمي الجزائري، إن بوتفليقة أعلم رئيس المجلس الدستوري بقرار استقالته.
ويأتي قرار بوتفليقة التنحي عن الحكم قبل حوالي أربعة أسابيع من نهاية ولايته في 28 أبريل/نيسان 2019، وبعد ساعات من البيان الذي أصدره قائد أركان الجيش الجزائري نائب وزير الدفاع، أحمد قايد صالح، دعا خلاله إلى تطبيق فوري للمواد الدستورية 102 و7 و8، التي تقضي بالإعلان عن عدم أهلية بوتفليقة للحكم.
20 عاماً من السلطة
واعتلى سدة الحكم في أبريل/نيسان 1999، في انتخابات انسحب منها ستة من منافسيه، واتهموا السلطة الحاكمة «بتزويرها لصالح المرشح عبدالعزيز بوتفليقة».
لكن بوتفليقة رفض تلك الاتهامات وقال إن «انسحاب منافسيه مناورة سياسية فقط لا تستند إلى دلائل ملموسة حول التزوير».
وقاوم الرئيس الجزائري، طيلة سنوات حكمه العشرين، عدة هزات سياسية نجح في تخطّيها، في بلد خرج لتوّه من أزمة أمنية خطيرة خلَّفت عشرات الآلاف من الضحايا والمشرَّدين والمفقودين.
ونجا بوتفليقة بأعجوبة من محاولة اغتيال نفَّذها انتحاريٌّ من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، واستهدفت موكبه في السادس من سبتمبر/أيلول 2007، في باتنة (شرق)، لكن الانتحاري الذي اكتَشف أمره أحد رجال الشرطة فجَّر حزامه قبل وصول الرئيس.
كما قاوم الرجل متاعب صحية، رغم أن المرض أنهكه خلال الأعوام الأخيرة، وجعل هذا «السياسي المحنك»، كما يوصف من مؤيديه ومعارضيه، قليل الظهور في الواجهة.
بداية المتاعب الصحية لبوتفليقة
وتعرَّض بوتفليقة، في 27 أبريل/نيسان 2013، لجلطة دماغية سميت رسمياً «نوبة إقفارية عابرة»، تم نقله في إثرها للعلاج بفرنسا، وهي الوعكة الصحية الثانية التي ألمت به في فترة حكمه، بعد تلك التي أدخلته المستشفى الباريسي في 2005، إثر إصابته بـ «قرحة معدية»، لينجو بأعجوبة من الموت، كما صرح شخصياً.
وبعد عودته للبلاد في يوليو/تموز 2013، مارَس بوتفليقة مهامه في شكل قرارات ورسائل ولقاءات مع كبار المسؤولين في الدولة وضيوف أجانب، يبثها التلفزيون الرسمي دون الظهور في نشاط ميداني يتطلب جهداً بدنياً، بحكم أنه ما زال يتنقل على كرسي متحرك.
كما صمد الرجل ضدَّ دعوات وحتى احتجاجات من المعارضة تدعوه لترك الحكم بسبب وضعه الصحي الصعب، وترشح في أبريل/نيسان 2014، لولاية رابعة (مدتها 5 سنوات)، فاز فيها بـ82% من أصوات الناخبين، مع طعن بعض منافسيه في الاقتراع بدعوى وجود تزوير.
ورغم الجدل الذي تشهده البلاد منذ تعرّضه لوعكة صحية في 2013، إلا أن الرجل الذي يقول معارضون إنه يعشق العيش في كرسي الحكم يبدو غير عازم على ترك قصر الرئاسة بسبب المرض.
لم يمنعه من التقدم لولاية خامسة
وحتى بعد المظاهرات غير المسبوقة التي شهدتها البلاد في الأول من مارس/آذار الجاري، وقبلها في 22 فبراير/شباط الماضي، ورفضها لترشح الرئيس لولاية خامسة، إلا أن ذلك لم يثن بوتفليقة من المضي قدماً نحو دخول المعترك الانتخابي.
ومنذ إعلان ترشحه لولاية خامسة في 10 فبراير/شباط الماضي، بدأت احتجاجات شعبية في الجزائر توسَّعت يوم 22 فبراير/شباط إلى انتفاضة شعبية ما زالت متواصلة إلى اليوم.