رسالة جديرة بالمناقشة من أحد رواد الموقع

فوزى فراج في الخميس ٢٥ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

 

الأخوة الكرام, تأتينى على بريدى الخاص رسائل من العديد من الأخوة والأخوات, سواء من رواد هذا الموقع او أخرين , ومعظمهم ممن لا أعرفه شخصيا ولم ألتقى به او حتى أتحاور معه, وطبقا لمضمون الرسالة فإنى أتعامل معها بما أراه مناسبا.

 

بالأمس, وصلتنى على بربدى الخاص الرسالة التالية من أحد الاخوة رواد الموقع, والذين لا أذكر أننى حاورته من قبل, فإن كنت قد فعلت فأعتذر مقدما على انى لم أتذكره.  الرسالة طويلة الى حد ما , غير أنها تحتوى عددا لابأس به من التساؤلات ووجهات النظر التى تستحق أن تناقش وأن يبدى الأخرون وجهات نظرهم التى قد تختلف عن وجهة نظر صاحب الرسالة أو قد تتفق معه, بعضها يبدو بديهيا وبعضها قد لايبدو كذلك.  لقد سألت الأستاذ صاحب الرسالة إن كان يسمح لى بأن أضعها للنقاش على الموقع, وقد أبدى موافقته على ذلك. ولذلك,  وبدون أن أطيل عليكم , أضع رسالة الأستاذ عبد السلام يحيي بحذافيرها بين يديكم , وأرجو أن نناقشها بما تستحق من جدية.

 

 

======================================================

الاخ المحترم الاستاذ فوزى فراج

اننى من المعجبين جدا بمقالاتك وتساؤلاتك على هذا الموقع والتى تهدف دائما كما اشعر للوصول الى الحقيقة التى توصلنا الى دين الله الحق ومن ثم رضاؤه ومنفعة الناس اجمعين لذا  اكتب لك هذه الرسالة عن " الوطن والدين "

 

اخى العزيز ابدا رسالتى و ساحاول جاهدا عدم الاطالة فيها ولكن عذرا اذا اطلت  – لقد نشات كباقى المسلمين فىاحد القرى المصرية بين اسرة مسلمة وكان من الطبيعى كباقى المسملين على وجه الارض الان ان اتعلم مبادئ الدين من الوالدين والمسجد والمدرسة يعنى بالمختصر اتباع ما وجدنا عليه اباءنا ولم يرد بعقلى ابدا كاغلب المسلمين--او كما اعتقد ما يسمى بالمسلمين-- ان الانسان عندما يبلغ اشده لابد ان يتفكر ويختار دينه وعقيدته بنفسه لان الله لن يقبل من احد يوم القيامة ان يقول هذا ماوجدت عليه ابائى وظللت على هذا الحال اعتقد  ان الدين عبادات " صلاة صوم زكاة حج " فقط وبعض السلوكيات السطحية كتشميت العاطس والتسمية قبل الاكل والتحميد بعده والدخول يالرجل اليمنى الى المسجد واماكن اخرى .... الخ من هذه السلوكيات السطحية   الى ان سافرت الى السعودية للعمل وماعانيته من نظام الكفيل والتفرقة الرهيبة بين المقيم " الاجنبى " والمواطن  الى ان قام صدام بضم الكويت و قامت حرب الخلبج الاولى والثانبة وحرب العراق –بدأت أسأل نفسى لماذا كل هذه الحروب الطاحنة – أنا كنت أؤيد صدام فى ضم الكويت وكنت مع أمريكا فى القضاء على صدام – تناقض غريب سوف تعرف سببه من خلال مقالى هذا

بعد طول تفكير ومراجعات فى كتاب الله تعالى وتفكر فى كونه وآياته فيه بدأت اسأل نفسى بعض الأسئلة

 

1-هل كان  لى حرية فى إختيار مكان ولادتى (مسقط رأسى أو مايسمى بالوطن) الذى أعيش فيه

2-هل أرسل الله كل هذه الرسل لأجل العبادات فقط لاغير (صلاة – صوم –زكاة-حجاب .....الخ )

3-كيف أكون عبدا لله وحده لاشريك له

4- لماذا كانت غزوات الرسول الكريم –&arin"MsoNormal">6- هل خلق الله الناس شعوبا وقبائل ليفاضل بينهم فى الرزق فيعطى شعبا ثروات ليس لها اول من اخر ويحرم شعبا اخر من اى ثروات طبيعية ليعيش فى فقر طول حياته " هل هذا عدل الله "

7- هل الملكية العامة فى ارض ما  خاصة للشعب الذى يقيم على هذه الارض فقط ام لجميع البشر على ارض الله

 8- هل خلق الله الناس اجناس مختلفة لكل جنس جين معين يفرقه عن الاخرين وفاضل بينهم فى الرزق والمعرفة والعلم

9- هل هذه الحدود التى تفصل بين الدول الوطنية انزلها الله فى كتبه السماوية وامرنا ان ندافع عنها بالارواح والاموال

 10- اذا كان الله اعطى لكل مجموعة من البشر الحق فى احتكار قطعة من الارض التى يعيشون عليها واعلانها دولة وطنية لهم فهذا الحق يجب ان ينطبق على الجميع حتى ولو كانت عائلة واحدة الى ان يصل عدد الدول الى مليار دولة مثلا !

11- هل الارض ارض الله ام له شركاء فيها " الدول" واذا كان جميع المسلمين يقرون بذلك بقولهن فى الحج وغيره من الشعائر "ان الحمد والنعمة لك والملك " ولكننا قسمنا الارض هذه ارض الشعب الفلانى وتلك ارض الشعب العلانى !

 12- هل الثروات الطبيعية بالارض ملك لشعب ما دون الاخرين ام لجميع البشر على وجه الارض

 أسئلة كثيرة تكاد لاتنتهى  بدأت أفكر فيها إستخلصت منها الآتى :-

--أن الله سبحانه غنى عن العالمين ومهما عملنا لن نزيد فى ملكه شيئا ومهما تقاعسنا لن ننقص من ملكه شيئا وان الله خلق الانسان خليفة له فى الارض ليعمرها وتكون مجالا للعمل والاختبار له لتحديد مصيره فى الاخرة " الجنة ام النار " وشاءت قدرته ان يولد كل انسان على الفطرة وهى الاسلام ثم جعل بداخله الخير والشر وترك له حرية الختيار بينهما فىحياته وسوف يحاسب على اختياره فى الاخرة يوم الحساب وحيث ان الله لايظلم احدا مثقال ذرة فقد ارسل الرسل وانزل الكتب السماوية ارشادا للناس الى طريق الخير الذى فيه منفعتهم " هنا اعنى جميع البشر على وجه الارض لاطائفة ولاشعب ولا اى مجموعة بشرية بعينها "

--- ان الله ليس بحاجة الى احد من العالمين " مخاوقاته" فلو امن من فى الارض جميعا وعبدوا الله ما زاد ذلك فى ملكه شيئا ولو كفروا جميعا ما نقص ذلك من ملكه شيئا  - اذن الدين وهو عند الله الاسلام والذى جاءت به الرسل هو فقط واشدد فقط لمصلحة الناس فى الدنيا والاخرة

--- ان الدين ليس هو اعتقاد بالقلب او القول وكفى بل ان الدين اساسه العمل فالاسلام والايمان والذكر والتسبيح والاستغفار ...الخ لاوزن لها عند الله الا بالعمل وهو باختصار اداء الوظيفة "العمل " المكلف بها من الله فمثلا الارض والجبال والنباتات تسبح لله اى تقوم بوظيفتها على اكمل وجه كما ارادها الله وكذلك يجب ان يكون الانسان

---ان كل شئ نافع لى وللآخر فهو الحلال ومن الإسلام وكل شئ ضار لى وللآخر فهو من المحرمات وليس من الإسلام وإذاأصر احد عليه فردا أم مجموعة فهو من الكفر والشرك والظلم طبعا

----ان الله لا يظلم أحدا فردا او مجموعة حتى فى الرزق وعندما قال الله فى كتابه –إن الله يرزق من يشاء بغير حساب –ريط بين ذلك بالسعى فى الأرض – كل الأرض - والعمل وليس لأحد أن يجلس فى بيته ثم يقول إن الله يرزق من يشاء بغير حساب كما سمعت من احد الشيوخ على قناة فضائية ينتقد فيه كل ماتوصل اليه الغرب من اختراعات افادت البشرية ويقول ان ذلك لايساوى عند الله شيئا وأن الله لم يطلب منا سوى العبادات (صلاة- صوم....الخ ) مفسرا قول الله فى سورة الذاريات (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) ) والغريب أنه يتكلم فى ميكروفون وقناة فضائية وتلفزيون وكلها من اختراعات الغرب

-----إذن عندما قدر الله فى الارض أقواتها ( للبشر وغيرهم من الأمم أمثالهم) لم يكن يظلم أحدا عندما جعل بعض مناطق الارض خصبة غنية بالمياه العذبة ومناطق اخرى صحراء قاحلة واخرى غنية بالبترول واخرى ليس بها اى نوع من المعادن-ولذلك طلب الله من كل انسان ان يسعى فى الارض –كل الارض-على رزقه وهنا يجب الاشارة الى حكمة الله العلى الخبير فى مدى تحكم خلقه فى عناصر الحياة الثلاثة وهى" الهواء—الماء – الغذاء " فهو لم يعطى لاحد من خلقه حرية التحكم فى الهواء الذى به عنصر الاوكسجين لان الانسان لايقدر على الحياة بدونه الا ثوان معدودة اما المياة وخاصة العذبه ولان الانسان يستطيع الحياة بدونها لايام قليلة فمكن الله الناس من التحكم فيها بالتحكم فى مجارى الانهار من سدود وخلافه الى حد ما ولكن ليس تحكم مطلق اما الغذاء والذى يمكن ان تصل قدرة تحمل الانسان على العيش بدونه الى الشهر او اكثر فقد اعطى للانسان قدرة التحكم فى مصادر الغذاء من اراضى وثروات طبيعية ...الخ وفى اعتقادى ان هذا مجال اختبار للناس فى الاسلام وتحقيق شهادة التوحيد " لالاله الا الله" وذلك بالعمل على اعطاء الحرية لكل الناس فى ارض الله يالانتفاع بمصادر الغذاء والثروات الطبيعية التى خلقها للبشرية فى الارض فى اطار من العدل والمساواة التامة واؤكد التامة ولن يتحقق ذلك الا باعطاء الناس حرية السعى فى كامل ارض الله دون اى عوائق مما اخترعته انظمة الشرك البشرية من تاشيرات و اقامات وكروت خضراء وكفيل وتقسيم الناس الى ما يسمى مواطن واجنبى ومقيم ...الخ  والتفرقة بينهم فى المعاملة والا فلا اسلام ولا شهادة توحيد موجودة على وجه الاراض   

من ذلك استخلصت الآتى:

أن أسمى قيم الاسلام هى وحدة البشر كلهم فى الارض التى هى ارض الله (وما أرسلناك الا رحمة للعالمين) وهذه الوحدة فى إطار قيم سامية اخرى للاسلام وهى الحرية والمساواة والعدل وهنا يجب التأكيد والتفصيل فى أسمى قيمة من قيم الاسلام وهى الحرية 

فهذه الحرية يختصرها أغلب العلماء والمفكرين فى حرية التعبير والفكر والإعتقاد ورغم أهميتها الا أنها تأتى بعد حريات أهم بكثير وهى :-

حرية التنقل – السعى فى الارض كل الأرض كما أمرنا الله – وليس داخل مايسمى بالدولة الوطنية فقط دونما اى عائق من اختراع البشر وهى تاشيرات الدخول والخروج

حرية العمل والتملك فى اى مكان على وجه الارض التى هى ارض الله دون اى عائق ايضا من اختراع البشر من اقامات وكروت خضراء وصفراء وتصاريح ...الخ  

حرية انتقال السلع والثروات دون ما يسمى بالجمارك والرسوم

مايتبع ذلك من حرية الزواج - فى اطار المعتقدات الدينية – من اى انسان او انسانة على وجه الارض دونما اى قيود يفرضها مايسمى بالوطن او الجنس

      هذه الحريات إذاقيدت ووضعنا لها إطار وحدود مايسمى بالوطن وجعلناذلك من الدين كما يحدث الآن فهذا –فى اعتقادى- هو الشرك والظلم بعينه وكأنما نقول أن الله –والعياذ بالله- ظالم لأنه اعطى أقواما وشعوبا فى هذه الارض ثروات طائلة من بترول وخلافه وأعطى آخرين الاراضى الخصبة والأنهار فى حين ترك شعوبا اخرى فى صحراء قاحلة ليس فيها ثروات تذكر ومياه تكفى بالكاد

   العجيب ان كل قوم او شعب يفتخر بان الله حباه بتلك الثروات دونما بقية البشر وكأنه-والعياذبالله- غيرعادل

     من ذلك كله استخلص –على قدفهمى المتواضع- وقد أكون مخطئا ان اكبر صنم وجد فى تاريخ البشرية يعبد ويشرك به الله فى هذه الايام هو صنم الدولة الوطنية والتى يكون النسك والحياة والممات لها وليس لله وحده

  واذا أمعنت النظر فى جميع الحروب على وجه الارض سوف تجد السبب هو الدفاع عن هذا الصنم المسمى بالوطن يالإضافة للصراع على السلطة

    هذا لايمنع مطلقا أن أحب وطنى (بمعنى مكان ولادتى ونشأتى )وبه إخوتى وأقاربى وأهلى وعشيرتى ولكن لا يعنى ذلك غلقه ومنعه على الآخرين من السعى والعيش والإسترزاق فيه فمثلا أنا احب قريتى التى ولدت بها ولكن لاأمنع أهالى القرى المجاورة ان يعيشوا فيها وكذلك احب المركز الذى به قريتى ولكن لا أغلقه وأمنع أهالى المراكز الأخرى من العيش فيه وكذلك احب محافظتى ولكن ايضا لاأغلقها على المحافظات الأخرى وكذلك الإقليم أو الوطن أحبه ولكن لايجب غلقه ومنع شعوب الأوطان الاخرى من العيش و الإسترزاق فيه كما امرنا الله بالسعى فى الارض

  واذا كنا نحن أهالى قرية ما لانقوم بعمل سياج (سور ) حولها ليعزلها عن القرى الاخرى بسبب حبنا لها واذا كنا اهالى المركز لا نقوم بذلك وكذلك المحافظة فلماذا نقوم بعمل ذلك حول الدولة او الوطن

     والموضوع تفصيله يطول والخلاصة ان هذا الصنم المسمى بالوطن او الدولة والذى تسلح الجيوش من اجله والذى يشرك به الله فى العبادة هو السبب الرئيسى فى الحروب ولن يكون سلام او اسلام بدون ازالة او فتح هذه الحدود وترك الحرية للناس (حرية التنقل –العمل ......الخ

وقد يقول قائل أن هذه الحدود للمحافظة على أمن الناس وشئونهم – أقول وكيف يتم المحافظة على أمن الناس وشئونهم بالقرى والمراكز والمحافظات داخل كل دولة وهل يتم عمل جواز سفر لكل قرية او مركز او محافظة

( الدول الاوروبية مفتوحة الحدود وكذلك الولايات المتحدة الامريكية والامن موجود كما فى اى دولة وكذلك الصين والهند اكبر دولتين فى العالم ورغم ان الاخيرة يتكلم شعبها اكثر من 500 لغة   )

   اننى اعتبر وضع حد وسور(سياج) حول اى مجموعة من البشر يحولهم الى قطيع من الحيوانات مملوكة لحكام هذه الدولة  -ومن هنا كان الصراع على السلطة السبب فى الحروب الأهلية فى تلك الدول

    لقد هاجر الرسول – عليه أفضل الصلاة والسلام- والصحابة الى المدينة وأفاموا فيها الدولة الاسلامية لم تكن هذه الدولة مقفلة الحدود على الآخرين حتى عندما توسعت خارج الجزيرة العربية فى عهد الخلفاء الراشدين الى ان بدا الصراع على السلطة وبالتالى تقسيم الدولة الى اموية و عباسية وفاطمية ...الخ مقفلة الحدود نسبيا ومن هنا بدا الصراع على الاراضى و الثروات والتقسيم الى دول اصغر فاصغر الى ما وصلنا اليه الان  

اننى اعتقد ان من اهم ثوابت الاسلام هو الإيمان الراسخ بالحرية – لكل البشر – واهمها الحريات التى اشرت اليها بالإضافة للثوابت الاخرى ( الوحدة – المساواة – العدل ......الخ) وهذا اساس شهادة ان لا اله الا الله وهناك فرق بين الشهادة و الاقرار او العلم فمعظم البشر يقرون بوحدانية الله ولكن لا يشهدون بذلك " عمليا " باحتكار الثروات والارض بما يسمى الدولة الوطنية والذى يكون الولاء لها من دون الله او على الاقل مع الله وبذل الانفس والاموال من اجلها فقط دون بقية البشر

 اذن ما العمل ؟ :

 بداية نحدد بعض المفاهيم :

         1—مفهوم الاعتداء : ليس الاعتداء هو الهجوم على الاخر بسبب ما فقط ولكن المنع والاحتكار هو اولى عملية الاعتداء فاحتكار مجموعة من الناس لارض ما وثرواتها ومنع الاخرين من السعى والعمل و الاقامة يهذه الارض هو فى حد ذاته اعتداء على الاخرين وما حرب الردة فى عهد ابى بكر بسبب منع الزكاة الا مثالا على ذلك ولانه اعتداء لايمكن اقراره بين اى اقليم واخر من اقاليم الدولة

         2- الاحتلال : ايضا احتكار مجموعة من الناس لارض ما وثرواتها وعمل سور او سياج " حدود الدولة " لمنع الاخرين من السعى ووالعمل و الاقامة يهذه الارض هو فى حد ذاته احتلال لهذه الارض

         3- حق تقرير المصير لاى مجموعة بشرية لايكون بمعنى تكوين دولة مستقلة فلوكان هذا حق لكل الناس فيجب اعطاء كل مجموعة من الناس حتى لو كانت عائلة واحدة هذا الحق ولوجدنا الكرة الارضية تنقسم الى عدة الاف بل ملايين من الدويلات الصغيرة وتخيل مدى المشاكل والحروب عندئذ على الحدود والثروات -- وفى اعتقادى ان هذا الحق يكون لكل مجموعة بشرية حق اختيار طريقة معيشتها نظرا لاختلاف الثقافات والعادات والتقاليد بين الناس والشعوب "حكم ذاتى او حكومات محلية " كما يحدث مثلا فى الولايات الامريكية وهذا هو حق تقرير المصير لاى شعب فى اعتقادى

        4- حق عدم التدخل فى الشئون الداخلية واعتقد هذا مبدأ خاطئ والعكس هو الصحيح فى الاسلام والا عطلنا ايات القران الكريم " ايات دفع الناس بعضهم ببعض وايات الامر بالمعروف والنهى عن المنكر "

        5- الجهاد :كما اعتقد ليس هناك جهاد فى الاسلام الا لفتح الارض امام الناس " وليس دفاعا عن احتكار تلك الارض لصالح مجموعة بشريةمعينة- الدولة" تحقيقا لحرية السعى" الهجرة" والاعتقاد فى اطار من قيم الاسلام العليا وهى المساواة بين بنى البشر والعدل بينهم وبالتالى توحيد الارض والبشر وعدم التفريق بينهم بما يسمى الجنسية ما انزل الله بها من سلطان وما كانت غزوات الرسول والفتوحات الاسلامية الا لهذا الغرض – كما اعتقد – رغم مشابه بعضها من تجاوزات         

ناتى الى السؤال  ما العمل؟

هل يقوم ما يسموا بالمسلمين اليوم بالجهاد لفتح الارض طبعا لا والف لا لان فاقد الشئ لا يعطية فلقد تفرقوا الى دول وممالك وسلاطين تختلف وتتناحر بعضها مع بعض دولا وطوائف وقبائل – اذن فليتحدوا اولا وليفتحوا حدودهم للناس اجمعين ويلغوا مايسمى بالجنسية " وهى الدين الحقيقى لهم لا دين الله " والتى تفرق بين الناس الى اجنبى ومقيم ومواطن واعتقد انه ليس هناك شئ اسمه مسلم مصرى ومسلم سعودى ومسلم سودانى ...الخ والا فيكون ذلك  معناه ان المسلم المصرى دينه الحقيقى الدين المصرى والمسلم السعودى دينه الحقيقى الدين السعودى وهكذا

   اذا تحقق ذلك " الوحدة بينهم " انذاك يمكنهم دعوة الاخرين لفتح حدودهم وسوف يكون ذلك يسيرا لان الدول الاخرى " اوروبا –امريكا –استراليا ....الخ كانت مفتوحة للهجرة اليها بكل سهولة الى ان ابتلينا بالارهاب اللعين ارجوا من الله ان ينقذ البشرية منه

     الشئ الاهم الان هو ان يؤمن كل منا بشهادة التوحيد لله " اشهد ان لا اله الا الله" وهذا هو الذى يؤمن  بوحدة البشر والارض وحرية السعى " الهجرة" دون اى قيد مهما كانت – الا التفتيش الامنى فقط – كما يحدث بين اقاليم الدولة الوطنية وايضا الذى يؤمن بحرية العقيدة والمساواة والعدل بين الناس اجمعين على وجه الارض دون اى فرق من جنسية وطائفية وعصبية ....الخ 

  ولكى يثبت اى انسان انه يؤمن بذلك لابد ان يدعوا اليه فقط الان والا فما معنى ان نتكلم فى امور الدين"الاسلام " مع من اشرك مع الله الدولة-الوطن – الطائفة –العرق – القبيلة

 

الخلاصة : وهذا فى اعتقادى الشخصى وساقابل ربى عليه ولا اجبر احد عليه وهو ان الذى يشهد ان لا اله الا الله لايد ان يؤمن يوحدة البشر خلق الله والارض –ارض الله وحرية الاعتقاد والسعى "الهجرة" والاقامة والعمل فى اى مكان على الارض دون اى عوائق من الطواغيت مما يسمى الدول الوطنية والجنسية والتاشيرات والاقامات ...الخ فى اطار من المساواة الكاملة والعدل بين الناس اجمعين وان يقوم بالدعوة لذلك دائما قبل الدعوة لاى شئ فى دين الله –اى تخليص الناس من هذا الشرك-

والا لكان مشركا مثلهم  

بقى ان اعطى ادلة على ذلك من كتاب الله ومن اياته الكونية

  اولا الادلة الكونية :1- لاحظ ان كل الدول التى تتكون من اتحاد عدة دول او ولايات اقوى من الدول الفردية واوضح مثال على ذلك الولايات المتحدة الامريكية و الاتحاد الاوروبى والاتحاد السوفيتى سابقا وروسيا الان –لاحظ هنا الفرق بين قوة التحاد السوفيتى السابق وروسيا الان    

                        2- تاخر كل الدول التى تدعى الاسلام لانه اسلام يقوم على المظاهر التعبدية مع اشراك الدولة والحكام فى العبادة والتقديس  وانت قد ضربت مثلا على ذلك بمسلمى الهند وباكستان التى كانت دولة واحدة ولقد رايت وسمعت اثنان فى برنامج الاتجاه المعاكس فى قناة الجزيرة العربية احدهم من مسلمى الهند والاخر من مسلمى باكستان فى حوار حول احد القضيا بين بلديهما وقد نسى كل منهم انه مسلم منحازا لبلده "دينه الحقيقى" لدرجة الشجارالقوى الذى كاد ان يتطور الى تشابك بالايدى

                        3- الحركات الاسلامية التى لم ينجح اى منها فى اى مشروع حضارى ينهض يامتهم بل زادتها فرقة وتخلف لانحيازها لاديانها الحقيقية وهى الاوطان والطوائف ولم تثمر الا الارهاب اللعين الذى يقضى على الاخضر واليابس ويحضرنى هنا كيف انقسم شيوخ المسلمين وشعوبهم اثناء حروب الخليج مابين مؤيد لصدام وضده واخذ كل منهم يفسر الايات القرانية  وياتى بالاحاديث التى توافق من يؤيده من الفريقين" لاحظ ان كل هذه الحروب بسبب الدولة الوطنيه والثروات الطبيعية بها " والادلة كثيرة ولكن اكتفى بذلك

ثانيا : الادلة من كتاب الله

ايات تدل على ان الناس فى الاصل امة واحدة وماارسل الله الرسل الا للحفاظ على هذا الوضع وعدم الفرقة بينهم :

 يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ( 13)الحجرات -- كما ان لكل منا اسم للتعارف فقط لان الاسماء لا تعطى لاى انسان افضلية على الاخر الافضل عند الله هو بدرجة التقوى

كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ

شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ وَمَا تَفَرَّقُوا إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ  " هذا هو مجال الاختبار فكلما اتجهنا نحو تحقيق الوحدة الانسانية بالغاء اى فروق بين الناس وخاصة بين ما يسمى بالمواطن والاجنبى او المقيم فى حرية السعى والاقامة والعمل والزواج والتملك ...الخ فكلما اقتربنا من اقامة الدين " الاسلام"

 إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ

 وهو الذى جاءت به الرسل والانبياء جميعا وهو ان يسلم الانسان وجهه لله اعتقاداب— لا اله الا الله --- وشهادة بها بعمله واولها الكفر باى طاغوت يفرق بين الناس جميعا على وجه الارض وليس بين افراد كل شعب  فى حرية العقيدة والسعى فى الارض والعمل والتملك والاقامة دون اى قيود مما يسمى بالتاشيرات و الاقامات ....الخ

" ايات تحض على الوحدة وعدم الفرقة و الاختلاف "

وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) ال عمران

وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105) ال عمران

شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ (13) الشورى

وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ (14) الشورى

إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ (159) الانعام

مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32) الروم

إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33)المائدة

ايات تدل على الغالبية العظمى من البشر لا تؤمن الا ان يشركوا مع الله الهة اخرى وكما اعتقد اهمها الدولة الوطنية:

ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12) غافر

وغيرها من الايات

  ايات تدل على ان الجهاد شرع فقط فى حالة الاخراج من الديار مع ملاحظة مهمة جدا وهى ان الاخراج من الديار ليس هو الاخراج من المكان الذى اعيش فيه فقط ولكن ايضا هو المنع من الخروج مما يسمى الدولة ومنع السعى فى الارض :

هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15)الملك)

وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا (75)  النساء – لاحظ هنا لم يخرجوا" بضم الياء وفتح الراء ولكن يطلبون الخروج والسعى فى الارض بحرية

إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيرًا (97) إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً (98) فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللّهُ عَفُوًّا غَفُورًا (99) النساء

لاحظ هنا الدعوة للهجرة لاى مكان فى الارض والتى الغتها القوانين الدولية" الاديان الارضيةاودين الدولة"

لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8)

إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9) الممتحنة

وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9) الخشر---هنا قمة الايمان والتوحيد لله

فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاء أَخِيهِ ثُمّ"rtl" class="MsoNormal"> ايات تدل على ان الارض هى ملكا لله وحده :

وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا (111) الاسراء--- لا دولة ولا وطن ولاولد

الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا (2) الفرقان

يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) التغابن

أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ (107) البقرة

إِنَّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ (116) التوبة

قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) وليس للدولة الوطنية

ايات تحض على التدخل بين الناس والشعوب لدفع الظلم وتحقيق العدل والحرية والمساواة  اى عكس القوانين التى اخترعتها الدولة الوطنية وهى قوانين السيادة وعدم التدخل فى الشئون الداخلية  

: فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاء وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251) البقرة

الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الحج                        لاحظ هنا كلمة الناس وهى تشمل كل الناس بمافيهم امريكا طبعا المهم ان يكون الغرض من التدخل هو دفع الظلم وتحقيق الحرية والمساواة والعدل

n        ويلاحظ أنه بعد أن قصّ الله عزوجل قصص بعض الأنبياء قال : (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ)(الأنبياء 92 : 93 ) فاالمؤمنون حقا هم مع الأنبياء جميعا (أمة واحدة ) لهم رب واحد يعبدونه وحده ويقدسونه وحده ، أما الآخرون فقد تقطع بينهم أمرهم ،والجميع الى الله جل وعلا يوم القيامة راجعون." اسال الدكتور اليست الامة الان خاصة والعالم كله عامة مقسمين الى دول وطوائف ومذاهب فيكون بذلك الكل من الاخرون الذين تقطع بينهم امرهم ولا وجود للمؤمنين حقا فى هذا الزمان الا القلة مما رحم ربى كما ذكر جل وعلى فى بعض ايات القران الكريم "

n        ( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ) ( المؤمنون 51 ـ ).

n        ـ إعلان براءة النبى الرسول محمد عليه السلام براءته من أولئك الذين فرقوا دينهم وحولوه الى ملل ونحل وطوائف ومذاهب :(إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ ) (الأنعام : 159 )." اليست الدولة الوطنية اعظم ضررا من الملل والنحل والطوائف والمذاهب انظر الى الحروب التى حدثت وتحدث الان ومستقبلا على الاراضى والثروات بين الدول حتى ما يحدث من نزاعات بين الطوائف والمذاهب اساسه ايضا نزاع على السلطة والاراضى والثروات – انظر الى ما يحدث بين الاكراد والشيعة والعرب على كركوك وكذلك فى دارفور وخلافها الكثير "  وهى لمحة موجهة من رب العزة لأولئك الذين تفرقوا فى الدين بعد موت خاتم الأنبياء عليه وعليهم السلام ، فقد عمل كل منهم على تعزيز دينه الأرضى باحاديث ينسبها كذبا للرسول محمد عليه السلام. هنا إعلان براءة مسبق منهم جميعا ، وقد نزل فى مكة مبكرا.. وسبحان من كان القرآن الكريم كلامه ..!!" اعتقد ان الدين الارضى الاعظم هو دين الدولة الوطنية – الدين المصرى – الدين الهندى – الدين السعودى – الدين الامريكى وهكذا كل شعب يدين بدولته بدليل الدفاع عنها وعن حدودها التى تحولها الى سجن كبير لهم !! بالارواح والاموال ويعتبرون ذلك جهادا فى سبيل الله "

n        ثم يأتى المقصد التشريعى وهو الأعلى والحاكم فى التشريع ، وهنا فالمقصد التشريعى من القتال الدفاعى هو منع الفتنة فى الدين ، والفتنة ـ فى التعامل بين البشر ـ تعنى فى مصطلح القرآن الكريم الاكراه فى الدين ،او استعمال القوة لحمل الناس على اتباع عقيدة معينة " هل هناك احد يستطيع ان يجبر احد على عقيدة معينة فالعقيدة ياسيدى فى القلب ولا يعلمها الا الله فاننى شخصيا لم ارى احد يقاتلنى كى اصلى بطريقة معينة او اصوم ايام غير رمضان او ليجبرنى على الحج ولكنى سارى من يقاتلنى بل يعدمنى اذا طالبت مثلا يفصل الصعيد او محافظة البحر الاحمر كدولة مستقلة عن مصر اوازالة الحدود بين مصر والسودان والسعودية  لان ذلك سيعتبر فتنة وخروج عن نظام" دين " الدولة  اما تقسيم الارض الى دول واحتكار ثرواتها اليست هذه هى الفتنة الكبرى فى دين الله الحقيقى  ، يقول تعالى عن مشركى قريش (وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ )( البقرة 217 ). وهذا محرم فى الاسلام (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ) ( البقرة 256 ) ،لأن الهدف هو أن تتوفر الحرية الكاملة لكل انسان ليختار ما يشاء من عقائد ليكون مسئولا عن اختياره الحر يوم القيامة ، وحتى لا تكون له حجة يوم الدين . " هذا كلام صحيح ولكنى اعتقد ان الله لم ولن يجبر احد على الاقامة والعيش فى المكان الذى ولد وتربى فيه او انه فرض عليه ذلك ومثلما ذكرت حتى لاتكون له حجة يوم الدين"   ولذلك لا بد أن يكون الدين لله تعالى يحكم فيه يوم القيامة بعد أن يكون كل انسان قد اختار بحرية ما يريد ويكون مسئولا عن اختياره. ومن هنا نفهم قوله تعالى فى المقصد التشريعى من القتال ضد المشركين الذين اعتادوا إكراه الناس فى دينهم (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ ). وهذا المقصد الخاص فى تشريع القتال (أى منع الفتنة فى الدين )

n        أصبح القتال ليس فى سبيل الله ولكن فى سبيل الدنيا باحتلال بلاد الآخرين " او ليس احتكار كل شعب لقطعة من الارض تحت مسمى الدولة واستغلال ثرواتها لصالحه فقط اليس ذلك احتلال وهل كتب الله لكل شعب هذه الارض التى يعيش عليها – اين الدليل ؟ بالله عليكم او اليست هذه حجة للشعوب الفقيرة التى ليست بارضها اى ثروات "وارغامهم على دخول الدين وسلب أموالهم واغتصاب نسائهم واسترقاق ذريتهم تحت مصطلحات السبى والغنائم والجهاد " هذا شئ عادى فكل حرب فيها تجاوزات من بعض الافراد وما فضيحة ابوغريب بالعراق ببعيد "، وهذا ما فعله الصحابة فيما يسمى بالفتوحات (الاسلامية ) حيث قاموا بالاعتداء على من لم يعتد عليهم بحجة (تخييرهم) بين ثلاث (الاسلام أو الجزية أو الحرب )" لقد ذكرت ان المنع والاحتكار وقفل الارض بحدود هو فى حد ذاته اعتداء وما كانت الفتوحات الاسلامية الا من اجل منع ذلك وليس من اجل فرض شريعة معينة على الناس بدليل بقاء الاندلس على الشريعة المسيحية رغم حكم المسلمين لها اكثر من 800 عام  وبهذا تكون الفتوحات الاسلامية فى سبيل الله وليس فى سبيل الشيطان كما ذكر الدكتور فى الفقرة التالية"

n        إغفال قاعدة (وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ ) تجعل القتال فى الفتوحات العربية قتالا فى سبيل الشيطان ، حيث لا وجود لاحتمال ثالث هنا ،فإما أن تقاتل دفاعا عن النفس فيكون قتالا مشروعا وفى سبيل الله جل وعلا الذى لا يحب الظالمين والمعتدين ، وإما أن يكون للاعتداء على الغير ظلما وعدوانا ، أى فى سبيل الشيطان ، وهذا التحديد الصارم جاء فى قوله تعالى (الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ)( النساء 76 ) وطبعا لا تسأل عن التقوى هنا .." اسال استاذى الدكتور وماذا عن غزوات الرسول الذى وحد بها الجزيرة العربية كلها  الم يكن بوسع الرسول ان يظل فى دولته التى اقامها فى المدينة ويرسل مجرد دعاة الى باقى انحاء الجزيرة للدعوة لدين الله –لماذا قاتل ووحدها ببساطة لان الوحدة بين الناس اساس الدين واساس التوحيد واساس شهادة ان لا اله الا الله "

 

n        وايضا اليك هذا المقطع من مقال للاخ خالد صالح على موقعكم وقد اعجبنى جدا

n        السؤال الان هل النمط الروحى الشائع فيما يسمى العالم الاسلامى أتى اكل طيبة ,فتحسنت اخلاق الناس ,طابت خواطرهم ,صاروا اصحاب اخلاقيات صلبة,أم أننا نرى اناسا يعيشون فى ابشع حالات انفصام الشخصية الجماعية؟عندما سأل عيسى –يسوع كيف يتمكن الناس من تمييز الدعوات الصادقة من الباطلة قال (من ثمارهم تعرفونهم) وكما قال ربنا(كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لاتفعلون) واذا نظرنا الى النمط الدينى الروحى الاخلاقى الاجتماعى السائد بالعالم الاسلامى لخرجنا بنتيجة بديهية واحدة انه لايجتنى من الحسك عنبا!  --" وهذا يؤيد كل ما ذكرته سابقا "

n        اخيرا احييك على مقالك المفيد عن الوطن وخاصة دعابتك عن اسم الجمهورية العربية المتحدة  وبالمناسبة مارايك فى اسم الامم المتحدة – اين هذه الوحدة اانى لا ارى غير دولا متناحرة متفرقة تحارب بعضها بعض اليس من الاجدر ان تسمى الامم المتفرقة او المتناحرة او شئ اخر غير المتحدة ؟

n        واخيرا باختصار شديد جدا : الاسلام = عقيدة " شهادة ان لا اله الا الله بالقول والعمل على تحقيق ثوابت الاسلام العليا وهى الوحدة بين الناس و الحرية بتفاصيلها التى ذكرتها والمساواة التامة بين الناس اجمعين والعدل بينهم + العبادات + السلوكيات ولها مقال مفصل عن سلوكيات المسلم

اسف على الاطالة رغم محاولتى الاختصار ما امكن والسلام عليكم   

اجمالي القراءات 18042