جهاز الأمن المصرى بارع فى شىء واحد، تلفيق التهم، فموضوع الفنانة التونسية حبيبة دليل أكيد على كفاءة الجهاز المصرى فى التلفيق والحصول على اعتراف بكل الطرق الشرعية وغير الشرعية، المستقيمة والملتوية. واللغز المثير تصريح الداخلية باعتراف المتهم (الاعتراف سيد الأدلة)، ويظهر بعد ذلك اعتراف القاتل ليستريح من التعذيب، فقاتل المنيا قتل 10 أشخاص، اعترف القاتل، وبعد جلسات ومحاكمات نال القاتل البراءة على يد الأستاذ طلعت السادات، وتتكرر التمثيلية مرات عديد&EacuEacute; آخرها حادث قتل ابنة الممثلة ليلى غفران . بعد يوم من القتل ظهرت المانشيتات فى الصحف ووزعت الداخلية أنه تم القبض على القاتل، وهو حداد مسلح، واعترف القاتل بالجريمة ومثلها أمام العدسات والتليفزيون، لتظهر حقائق غائبة. تصريح الفنانة ليلى غفران أن القاتل ليس المقبوض عليه، وغالبا سينال القاتل البراءة ويثبت أن الاعتراف ليس سيد الأدلة، بل الإرهاب والتعذيب هو سيد الأدلة، ومن المعروف للجميع أسلوب النفخ والتعليق والاعتداء الجنسى على كثير من الناشطين فى حقوق الإنسان فما يحدث يؤكد شيئا واحدا.. التعذيب ثقافة وزارة.
هذا يعطى مؤشر على :
انعدام الضمير لدى الكثير من جهاز الأمن
غياب القانون فى فكر القائمين عليه
رخص حياة الآدميين فى عرف جهاز الشرطة
صلابة المادة اللاصقة للمسئولين فى وزارة الداخلية بكراسيهم
انعدام الشفافية فى التحقيقات
ثقافة التعذيب شائعة فى الجهاز الأمنى
عدم كفاءة جهاز الشرطة واللجوء لأساليب ملتوية لكسب التأييد
ضياع الحق والعدالة فى مصر لفساد الاستدلال من قبل جهاز الأمن
هناك نكتة تحضرنى.. فى مسابقة لتقدير كفاءة الأجهزة الأمنية فى العالم جمعت بين جهاز أمن مصرى وأمريكى وروسى، أطلقوا فى الغابة فأرا والمطلوب إحضاره فى أسرع وقت، الأمن الأمريكى احتاج 3 دقائق والروسى 3 دقائق، والمصرى مر يوم ويومان وأسبوع ولم يظهر، فبدأ البحث عن رجال الأمن المصريين فوجدوهم ممسكين بحمار ونازلين ضرب ويقولون له اعترف أنك فأر.
أخيرا يقاس تقدم الدول بمدى حصول ذوى العاهات الخاصة والمرأة على حقوقهم، فمصر لايحق لها التقييم فى هذا المجال، فالجهاز الأمنى نجح فى شيء واحد هو نشر ثقافة التعذيب واعتبارها ثقافة جهاز كامل.
أخيرا سئل عميد صديقه الرائد.. يا حسن النهاردة إيه قال له الأربعاء يا أفندم وممكن يكون الخميس بالضغط، وكله بالضغط، يعترف البرىء ليبرئ المذنب.
ونعيب ونهاجم معكسر جوانتنامو وماببلدنا يفوق وانطبق علينا قول الشاعر
نعيب زماننا والعيب فينا.. وما لزماننا عيب سوانا
ونهجوا ذا الزمان بغير ذنب.. ولو نطق الزمان هجانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب ..ويأكل بعضنا بعضا عيانا
مبرئ المتهم ومتهم البريء.. كلاهما مكرهة أمام الرب .