كتاب : ( دين داعش الملعون ) الباب الأول : داعش الملعون
الفصل الأول :( أجعلوها شعارا : داعش : يا كفرة يا أولاد الكلب )
الفصل الثانى (عن داعش وحماس .. نتكلم )
الفصل الثالث ( الداعشيون أنت أنت إمامهمُ ..يا قرضاوى)
الفصل الأول : إجعلوها شعارا : ( داعش : يا كفرة يا أولاد الكلب )
فى التعليق على ما كان يجرى وقت نشر هذه المقالات ، حين كانت ( داعش : الدولة الاسلامية للعراق والشام ) تُحارب فى العراق ، وتُقيم المذابح ، لتحقيق ما يصبو اليه الجهاد الوهابى ، وما كان يريده الأخوان النجديون فى عصر عبد العزيز .
مقدمة : تعليق معاصر أثناء نشر كتاب ( المعارضة الوهابية فى الدولة السعودية .. )
1 ـ أثناء نشر حلقات هذا الكتاب الذى تمت كتابته فى القاهرة 26 يونيه2001، تضطرنى فظائع ما يحدث اليوم فى العراق وسوريا الى التعليق للتنبيه مُجدّدا ، مع أننى سبق وأن حذرت من هذا من قبل .. ولكن العرب المحمديين قوم لا يفقهون .
2 ــ إن ( داعش ) ( الدولة الاسلامية للعراق والشام ) تسير على سُّنة إخوان عبد العزيز ، وتحاول أن تُنجز ما عجز عنه ( الأخوان النجديون ) فى عهد عبد العزيز . وقد إختلف إخوان عبد العزيز معه بسبب أنهم يريدون مواصلة جهادهم السّنى الوهابى بقتل أطفال ونساء العراق والشام ، وكان عبد العزيز يرى أن الوقت لا يلائم هذا ، وألأفضل تأجيله الى وقت لاحق . وأنشأ عبد العزيز تنظيم الاخوان المسلمين ليقوم عنه بهذه المهمة خارج مملكته فى الوقت الملائم . وجاء الوقت الملائم فى عصرنا البائس، حيث تفرع ويتفرع عن الاخوان عشرات التنظيمات الارهابية ، ومنها الآن تنظيم داعش الذى وجد مساعدات مالية ولوجيستية من مختلف الدوائر المحلية والاقليمية والدولية من السعودية والقاعدة والبعث وقطر والاخوان المسلمين وأمريكا ، إختلفوا فى الكثير ولكن إتفقوا على تدمير العراق والشام كيدا فى ايران .
3 ـ داعش تمثّل هذا التحالف الشيطانى ، وبؤرته فى السعودية الوهابية ( محور الشّر فى العالم ) وبدايته فى الدولة السعودية الأولى ( 1745 : 1818 ) ، وواسطة عٍقده فى الدولة السعودية الراهنة التى أسسها عبد العزيز آل سعدود بسيوف الاخوان النجديين ، ثم قضى عليهم وأعطى هذه الدولة إسم أسرته عام 1932 .
4 ـ لن نقول جديدا ، بل لمجرد التذكير بما قلناه خلال ثلاثين عاما وفى مئات المقالات والأبحاث ، وموجزهُ بالنسبة الى داعش هو هذا العنوان : (داعش : يا كفرة يا أولاد الكلب ) . قد لا يُجب هذا العنوان القارىء . ولكنه أقل ما يُقال فى مجموعة من الوحوش تقيم المذابح للأبرياء باسم الاسلام ، وتُوصف بأنها ( حركة اسلامية ) ومن ضمن فعاليات ( الاسلام السياسى ) . كفى إمتهانا للاسلام أيها المحمديون ..!!
5 ـ ( داعش : يا كفرة يا أولاد الكلب ) : ـ إجعلوها شعارا ، يُقال عند سماع أى نبأ عن داعش ، وعند مشاهدة أى صور أو فيديو تنشره داعش فى قتل المدنيين ، وفى ارهاب المدنيين ، بل اكتبوه على الجدران والحيطان ، واجعلوه شعارات لمظاهرات حتى تسقط أسطورة داعش . هذا أقل ما يقال دفاعا عن الاسلام ورعاية لحق الضحايا المساكين .!
أولا : ( داعش : يا كفرة يا أولاد الكلب ) :
1 ـ هناك كفر سلوكى : بالاعتداء المسلح ظلما وعدوانا وبالاكراه فى الدين . وهناك كفر قلبى ( عملى : تقديس الأضرحة ، علمى تقديس الكتب والأئمة ) . عندما يجتمع نوعا الكفر ( السلوكى والقلبى ) فهذا هو حضيض الكفر . الأسوأ ـ وهو أسفل السافلين ـ عندما يجتمع الكفر السلوكى والقلبى ثم ينتسب أولئك الكافرون الغُلاة الطُّغاة أنفسهم الى الاسلام .! .
2 ـ الاسلام دين الرحمة ، الذى أنزله أرحم الراحمين ( بسم الله الرحمن الرحيم ) وأرسل رسوله رحمة للعالمين : ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) )الأنبياء ). إن أنبياء الله جل وعلا يدعونه بوصفه ( أرحم الراحمين ) : قالها يعقوب عليه السلام : ( قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِن قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (64) يوسف ) وقالها يوسف عليه السلام ( قَالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمْ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (92) يوسف ) وقالها موسى عليه السلام ( قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (151) الاعراف ) وقالها أيوب عليه السلام : ( وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِي الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) الأنبياء ).
3 ـ إن رب العزة هو ( أرحم الراحمين ) الذى أرسل رسوله رحمة للعالمين ، ولكن داعش وأخواتها من محور الشّر ــ الوهابية ــ يعبدون إلاها آخر غير الرحمن الرحيم ، يعبدون الاها فظّا غليظ القلب ، وقد إخترع لهم أسلافهم السنيون الحنابلة ( نبيا ) جعلوه فى ( السيرة النبوية ) يقتل الأسرى ويغتال المُعارضين ويعتدى على الآمنين ، وجعلوا دينه فى أنه مأمور أن ( يقاتل الناس ) حتى يُكرههم فى الدين . كل هذا بالمخالفة للقرآن الكريم . ثم ينسبون أنفسهم بكل فجور الى الاسلام العظيم .
4 ـ لذا نقول لهم : ( داعش : يا كفرة يا أولاد الكلب )
ثانيا : ( داعش : يا كفرة يا أولاد الكلب ) :
1 ـ من سوء حظ إقليم الشام والعراق الغنى بالأنهار والزراعة والحضارة أن يقع شمال الصحراء العربية ، وخصوصا منطقة نجد القاسية فى مناخها ، وبأهلها الأعراب الموصوفين فى القرآن الكريم بأنهم أشد الناس كفرا ونفاقا . وأوضحنا علاقة الأعراب باقليم الشام والعراق. ومن خلال تاريخ ( المسلمين ) نجد موجزا لهذه العلاقة : أن هجمات الأعراب تعتدى على اقليم الشام والعراق ، إما بتسويغ دينى مزور يستبيح قتل المدنيين والنساء والأطفال وسبى النساء ، باستخدام شعار الجهاد (السُنّى أوالشيعى ) ، وإما هجمات عادية تحترف السلب والنهب . بدأ هذا بالخوارج ، ثم حركة الزنج ، ثم القرامطة ، ثم أخيرا الوهابية ، وربيبتها داعش .
2 ـ كل هؤلاء انتهوا فى قمامة التاريخ ، مجرد صفحات تصرخ فيها ملايين الضحايا الذين لا ذنب لهم ، والذين لا يابه أحد بهم . انتهى أولئك البُغاة الطُّغاة ، ولكن بعد أن قتلوا وسلبوا و سبوا واسترقوا وظلموا الملايين من الضحايا المساكين . وعلى سنتهم تسير داعش واخواتها من الوهابية السعودية محور الشّر . وستنتهى داعش والوهابية كما انتهى السابقون فى نفس صندوق الزبالة .
3 ـ داعش تكرر نفس جرائم السابقين ليس فقط فى إنتحال إسم الاسلام العظيم بل أيضا فى السلب والنهب للمصارف والبنوك ، وفى السبى والاغتصاب ( جهاد المناكحة ) وقتل الجميع بلا تمييز عشوائيا أو مع سبق الاصرار والتعمد .
4 ـ هل نُذكّركم بقوله جل وعلا : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90)) النحل ) ؟ أرجو عندما ترون فيديو لهم وهم يقتلون الضحايا المساكين أن تقولوا : ( داعش : يا كفرة يا أولاد الكلب ) :
ثالثا : ( داعش : يا كفرة يا أولاد الكلب ) :
1 ـ سبق أن نشرنا هنا مقالات عن نشأة الحنبلية وتأثيرها فى تدمير العراق. ثم جمعناها فى كتاب منشور فى موقعنا ( أهل القرآن ) بعنوان : ( الحنبلية ــ أم الوهابية ـ وتدمير العراق فى العصر العباسى الثانى ) . أوضحنا قيام شيوخ الحنابلة فى العراق بتحويل العوام والرعاع واللصوص وقطاع الطُّرق ( العيارون ) الى قادة وجنود للتطرف . وأسهم الحنابلة فى تأخر الحياة العقلية للمسلمين ، وفى استئصال المعتزلة أئمة المنهج العقلى وفى اضطهاد العلماء السنيين من الطبرى الى أئمة الأشاعرة . ثم قامت الوهابية منذ الدولة السعودية الأولى وحتى الآن بنشر ( الجهل الدينى ) والتزمت الحنبلى جنبا الى جنب مع الجهاد بالتوسع والاحتلال وقتل النساء والصبيان والمدنيين . وبتجنيد العوام وبأموال البترول والصراع على نفط الخليج اقليميا ودوليا تتولّد تنظيمات وحشية ينتظم فيها آلاف العوام من الشباب اليائس والناقم ، يجدون فرصتهم فى الزعامة والانتقام من مجتمع تتركز فيه السًّلطة والثروة ، ويجدون فى قتل المخالف لهم فى الدين والمذهب وسيلة لإطفاء إحباطاتهم المُزمنة وعُقدهم النفسية .
2 ـ مستحيل أن نتخلص من الارهاب بالحلول الأمنية والعسكرية ، حتى لو جمعنا كل الارهابيين والمتطرفين فى العالم كله وأقمنا لهم أفران الغاز حرقا .. الفكر لا يواجهه إلا فكر . سيظل الفكر الارهابى سائدا وعاتيا يقتل ملايين البشر ويُفسد فى الأرض طالما يظل ينسب نفسه الى الاسلام دون مناقشة . سيظل هذا الفكر لارهابى يُنتج أجيالا وأجيالا من الارهابيين . لذا لا نملُّ من الدعوة الى تأسيس حركة فكرية إصلاحية تعضدها تشريعات تؤكد الحرية المطلقة فى الدين والفكر والابداع للجميع حتى الوهابيين أنفسهم . بدون هذه الحرية ستظل الوهابية مُحصنة من النقد والنقاش بحجة أنها الاسلام . الوهابية تحتاج الى سُلطة تحميها من النقاش . فإذا تعرضت وحدها للنقاش بعيدا عن عصا السًّلطة سقطت .
3 ـ وطال نُطلق على داعش وأخواتها من الوهابية مسمى ( حركة اسلامية ) و ( الاسلام السياسى ) وطالما نمنحهم إسم الاسلام العظيم ـــ ظلما وعدوانا ـــ فأبشروا بالمزيد القادم من بحور الدماء للعلمانيين والمسيحيين والشيعة والوهابيين وغير الوهابيين وسائر العوام المساكين .
4 ـ لذا أرجوكم : إرفعوا شعار : ( داعش : يا كفرة يا أولاد الكلب ).
الفصل الثانى :عن داعش وحماس .. نتكلم
جاءتنى رسالة فى باب ( إسألوا أهل الذكر ) تقول: ( بعضهم يعتبر إعطاء المؤلفة قلوبهم رشوة ، كما يعتبر فرض الجزية إعتداءا . فماذا تقول ؟ ) . الاجابة على هذا السؤال تأخذنا للتناقض الهائل بين الشريعة الاسلامية وما تفعله حماس وداعش . نرد ونقول :
أولا : التعامل مع المعتدى بين العدل والاحسان :
1 ـ دين الله جل وعلا الذى نزلت به كل الرسالات السماوية يهدف الى أن يقوم الناس بالقسط والعدل ، والله جل وعلا يأمر بالعدل والاحسان وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى . العدل أو القسط من أهم المقاصد التشريعية فى شريعة الاسلام وهى التى تهيمن على كل القواعد والأوامر والنواهى التشريعية ، وشرحنا ذلك كثيرا. وبالتالى فإن أى حكم أو أمر أو نهى تشريعى يجب تفسيره من خلال العدل والقسط . هذه قاعدة أصولية مفهومة من التدبر القرآني .
2 ـ قلنا فى ( المسكوت عنه من تاريخ عمر ) إن فرض الجزية هو على من يعتدى على الدولة الاسلامية المسالمة ثم ينهزم فجزاؤه دفع غرامة جزاءا على إعتدائه ، وهذا هو العدل وذلك هو معنى الجزية ، التى لاتعنى مطلقا إحتلال أرض العدو المعتدى .
3 ــ تطبيق صحابة الفتوحات لهذا مناقض تماما للاسلام . الخلفاء الراشدون فى فتوحاتهم إعتدوا واحتلوا بلادا لم تعتد عليهم وفرضوا على أهلها الجزية. . النبى عليه السلام وهو قائد للدولة الاسلامية لم يفرض الجزية على أهل مكة المعتدين بعد أن دخلها فاتحا . دخل أهلها الاسلام ، وتركها النبى عائدا بجيشه الى المدينة ، مع إنه أصلا من مكة ، وأخرجه منها قومه . النبى عليه السلام بعث برسائل للحكام من حوله تدعو سلميا للاسلام وتضع فى أعناقهم المسئولية . وانتهت علاقته بهم عند هذا الحد .
4 ـ الغرب فى العصر الحديث فرض عقوبة على المانيا بعد الحربين العالميتين واحتل ألمانيا ، وهكذا فعل مع صدام حسين والعراق . هذا الاحتلال لأرض العدو المعتدى المهزوم يخالف تشريع الاسلام . ولكن الغرب فعل أقل مما فعله الخلفاء الراشدون . بهذا يعلو التشريع الاسلامى على القانون الدولى الحديث الذى يبيح احتلال أرض العدو المعتدى وفرض عقوبة عليه .
5 ـ إعطاء المؤلفة قلوبهم ينتمى الى قيمة أخلاقية اسلامية أعظم من قيمة العدل ، وهى قيمة ( الاحسان ) وهى فوق مصطلح التسامح فى عصرنا . الاحسان يعنى ليس أن تعامل المسىء بالعدل وتقتص منه بالعدل ، بل أن تحسن اليه وتغفر له وتتغاضى عن رد السيئة بمثلها ، أى العفو ابتغاء مرضاة الله جل وعلا . يقول جل وعلا ( وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40) ) الشورى ) .السيئو بالسيئة عدل . الاحسان هو العفو إبتغاء مرضاة الله جل وعلا.
6 ــ تطبيق هذا فى التعامل مع العدو المعتدى أو الذى يهدد الدولة الاسلامية بالاعتداء هو على درجتين : العدل بالقصاص ، يقول جل وعلا : (الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنْ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194) البقرة ). أمّا الدرجة العليا فهى التعامل معه بالاحسان أى بتأليف قلبه والتودد اليه ولو بدفع أموال ، ليس عن ضعف ولكن عن قوة ، إذ يجب أن تكون الدولة الاسلامية على أتم إستعداد عسكرى لهزيمة العدو إذا إعتدى . يقول جل وعلا : (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمْ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (60) ) الأنفال ). إعداد القوة العسكرية بقدر المستطاع ليس للإعتداء ولكن للردع ، أى إرهاب المعتدى حتى لا يعتدى ، أى لإقرار السلم لأن ضعف الدولة المسلمة يغرى العدو المعتدى على الإعتداء عليها ، فالاستعداد العسكرى يحقن دماء من يفكر فى الاعتداء ودماء المسلمين أيضا . ويدخل فى هذا إستمالة هذا المعتدى بالمساعدات الانسانية للتحبب اليه ، وهذا هو الاحسان الذى يأمر الله جل وعلا به فى تعامل المسلمين مع بعضهم ومع الآخرين خارج دولتهم مصداقا لقوله جل وعلا ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) النحل ).وهذا معنى ( المؤلفة قلوبهم ) فى التعامل مع العدو الخارجى.
ثانيا : المؤلفة قلوبهم فى تشريع الاحسان الاسلامى
1 ــ بالمناسبة ، فإن سياسة ( المؤلفة قلوبهم ) يتبعها الغرب بل والكنائس الغربية فيما تقدمه من مساعدات إنسانية ، معظمها يتوجه لبلدان ( المحمديين ). ويفعل الغرب هذا دون (منّ وأذى ) ، أما المستبد الشرقى فحين يقدم مساعدة بائسة فهو يقيم حفلات تكريم لنفسه بالطبل والزمر ، ولا يفتأ يُعاير من احسن اليه ، حتى يُحوّله الى عدو . وفى نفس الوقت يتلقى المستبد الشرقى ( غير البترولى ) المساعدات من الغرب فيأكلها مع اتباعه ولا تصل الى الفقراء ، فإذا وصلت مساعدات مباشرة الى الفقراء ( والنشطاء فى الدفاع عن حقوق الانسان ) تعرضوا للسجن والاتهام بالخيانة والعمالة . .!!
2 ــ الاسلام سبق الغرب فى هذه المكرمة ، فى موضوع المؤلفة قلوبهم . يقول جل وعلا (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (60) التوبة ). هذا يعنى أن الصدقات الرسمية التى تجمعها الدولة الاسلامية من المواطنين يتم توزيعها كالآتى : الفقراء والمساكين والموظفين الذين يعملون فى جمعها وفى عتق الرقاب ـ لو كان هناك رقيق ـ ومن ضمن مديونا فتعين عليه أن يدفع عنه الدين ـ غارما ـ و( المؤلفة قلوبهم ) وفى الدعوة والجهاد والقتال الدفاعى فى سبيل الله . ويلاحظ أن كل مستحقى الصدقات الرسمية هم بصفاتهم ، الفقير لأنه فقير بغض النظر إن كان مسلما بالقرآن أو من أهل الكتاب أو وثنيا . لادخل لدينه ومذهبه ، الشرط أن يكون فقيرا ، وهكذا فى المسكين والعاملين عليها وعتق الرقاب والغارمين وابن السبيل ، أى الغريب القادم للدولة الاسلامية ، ومنه ( السائح ) ، إذ يعتبر ضيفا يجب إكرامه وإعطاؤه من الصدقة الرسمية لو كان محتاجا . لو كان فقيرا محتاجا فهو مستحق للصدقة لكونه فقيرا ولكون ابن سبيل .يبقى ( المؤلفة قلوبهم ) أى الذين يجرى التحبب اليهم لاجتذابهم الى الاسلام الظاهرى ، بمعنى السلام وعدم الاعتداء . هؤلاء قد يكونون فى الداخل ـ عناصر متمردة ـ أو فى الخارج دولة تريد الاعتداء . هنا يكون إعطاؤهم من الصدقة لتأليف قلوبهم وكسر حدة الشرّ فى نفوسهم .
3 ـ وتعبير ( تأليف القلوب ) جاء أيضا فى سورة ( الأنفال ) مرتبطا بالسياق عن الحرب مع المعتدين فى معرض أن الله جل وعلا هو الذى ( ألّف ) بين قلوب المؤمنين .ونقرأ الآيات الكريمة فى سياقها الجزئى الموضوعى :
3 / 1 : ـ يقول جل وعلا: ( وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ (58) الأنفال ) . أى فى مواجهة الكيد من العدو لا يجوز للدولة الاسلامية أن تمارس الكيد المماثل ردا عليه . بل عليها أن تكون مستقيمة مباشرة فى مواجهة أى خيانة ، أى حين تستشعر خيانة من العدو المتربص بها عليها أن تعلن ذلك بطريقة مباشرة وشفافة وعلنية لفضح العدو وتحميله المسئولية فى الخيانة ، والتمسك بهذا يعنى التوكل على الله جل وعلا الذى لا يهدى كيد الخائنين ، وهو جل وعلا للظالمين بالمرصاد.
3 / 2 : ــ يقول جل وعلا فى الآية التالية:( وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ (59) الانفال ) يعنى أنه مهما بلغت قوتهم فليسوا معجزين فى الأرض ، ويمكن إتقاء شرّهم .
3/ 3 : ــ كيف يمكن إتقاء شرّهم ؟ يقول جل وعلا عن الوسيلة : (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمْ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (60) الانفال ) هنا الاستعداد الحربى للردع وكف المعتدى مقدما عن الاعتداء لحقن دماء الفريقين .
3 / 4 : ــ فماذا إذا جنح العدو المعتدى للسلام ؟ عندها يجب على الدولة الاسلامية الجنوح للسلام توكلا على الله جل وعلا ، يقول جل وعلا فى الآية التالية : (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61))
3 / 5 : ــ فماذا إذا كان جنوح هذا العدو المعتدى خداعا للدولة الاسلامية ؟ ألا ينبغى الاعتداء عليه عند أى بادرة للخداع ؟ كلا .. إذا كان يضمر الخداع فإن الله جل وعلا الذى يتوكل عليه المؤمنون هو الذى يضمن إنقاذ المؤمنين من هذا الخداع طبقا للسّنة الالهية التى لا تتبدل ولا تتغير : ( وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ سُنَّةَ الأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلاً (43) فاطر ). يقول جل وعلا فى حالة إذا أرد العدو المعتدى الخداع تحت رداء الجنوح للسلم : ( وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62) الانفال ) كفى بالله جل وعلا وحده الحسيب والوكيل ، وحسبنا الله جل وعلا ونعم الوكيل .
3 / 6 : ــ والله جل وعلا هو الذى ألّف بين قلوب المؤمنين فى عهد دولة النبى عليه السلام ، ولو أنفق النبى كل أموال الأرض ما إستطاع ذلك ، يقول جل وعلا فى الآية التالية : ( وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63) الانفال ). هذا هو السياق القرآنى لموضوع التأليف ( تأليف القلوب ) فيما يخص مواجهة العدو المعتدى ، وفى تأليف قلوب المؤمنين المسالمين .
ثالثا : مواطنو الدولة الاسلامية هم المسالمون بغض النظرعن الملة التى يعتنقونها
1 ـ قلنا ونعيد أن الاسلام الظاهرى السلوكى هو السلام ، وأن الايمان الظاهرى السلوكى من ( الأمن والأمان ) وأن الكفر السلوكى والشرك السلوكى هو الاعتداء والعدوان والاكراه فى الدين . وهذا الكفر السلوكى هو اساس شريعة المحمديين ، وقد تأسست تطبيقيا فى الفتوحات التى قام بها الصحابة والدولة الأموية ، وتم صناعة تشريع لها فى الدولة العباسية بأحاديث من نوعية ( أُمرت أن أُقاتل الناس حتى يقولوا .. )
2 ـ الدولة الاسلامية منهية عن الاعتداء : (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190) البقرة )، فالله جل وعلا لا يحب المعتدين . فالمعتدون هم الكافرون بسلوكهم العدوانى ، وعن صفات المشركين الكافرين ناقضى العهد يقول جل وعلا : (لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُعْتَدُونَ (10) التوبة )، والمؤمنون المسالمون المسلمون بسلوكهم السلمى حين يعتدى عليهم عدو فإن هذا العدو المعتدى يعتبرونه ( كافرا ) بسلوكه . وفى مواجهة إعتداء هذا المعتدى ( الكافر ) يدعو المؤمنون ربهم أن ينصرهم على القوم الكافرين ، يقولون لربهم جل وعلا : (أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286) البقرة ) . يستحيل أن يكون الذى يبدأ بالعدوان مسلما مؤمنا ، لأن الله جل وعلا لايحب المعتدين : (إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190) البقرة ). المعتدى كافر باعتدائه ، لا يحبه الله جل وعلا . المؤمن المسالم ( أو الدولة الاسلامية ) مسالمة لا تعتدى ، ولذا فمن حقها أن تدعو الله جل وعلا أن ينصرهم على القوم الكافرين المعتدين . الدولة الاسلامية تنصر الله جل وعلا بتطبيقها للسلام ، والاسلام هو دين السلام ( التفاصيل فى بحث الاسلام دين السلام ) . ولهذا فإن الله جل وعلا ينصرها لأنها تنصر دين الله جل وعلا القائم على السلام والعدل والاحسان . يقول جل وعلا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7) محمد ).
3 ـ هنا نقرأ السياق القرآنى الجزئى لأول تشريعى نزل فى القتال الدفاعى فى الشريعة الاسلامية .
3 / 1 : ــ يقول جل وعلا : ( إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنْ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (38) الحج ) الله جل وعلا يدافع عن المؤمنين المسالمين لأنه جل وعلا لا يحب المعتدين الكافرين الخائنين . والآية التالية تعطى توضيحا لهؤلاء الكافرين الخائنين ، فهم الذين أجبروا المؤمنين على الهجرة وأخرجوهم من ديارهم وأموالهم ، ثم ظلوا يطاردون المؤمنين بعد هجرتهم من مكة الى المدينة ، ظلوا يقاتلون المؤمنين فى المدينة ، ولا يرد المؤمنون الاعتداء لأنه جل وعلا قال لهم ( كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ )النساء 77 ) لم يكون فى حالة تسمح لهم عسكريا بمواجهة قريش. فأمرهم الله جل وعلا بكف أيديهم عن القتال الدفاعى .
3 / 2 : ــ فلما إستعدوا نفسيا ولوجيستيا نزل لهم الإذن بالقتال ، ونزلت حيثيات هذا التشريع فى قوله جل وعلا :( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الحج ) . فالكافرون المعتدون بالسلوك المعتدى أجرموا بالآتى : أخرجوا من المؤمنين بغير حق من ديارهم ومن أموالهم ، ثم هم لم يكتفوا بذلك ، بل تابعوا المؤمنين بحروب قتالية وقت أن كان المؤمنون مأمورين بكف اليد عن القتال الدفاعى . وهذا القتال الدفاعى له مقصد تشريعى أعلى هو الحرية الدينية وحصانة بيوت العبادة للجميع ، من صوامع وبيع لأهل الكتاب من المسيحيين واليهود وكل المعابد والمساجد .حتى لا تتعرض للهدم والتدمير .!! ثم فى النهاية فإن الذى ينصر رب العزة ( أى ينصر دينه القائم على العدل وعلى الحرية الدينية والسلام والقتال الدفاعى ) ينصره الله جل وعلا ، فهو جل وعلا القوى العزيز .
3 / 3 : ـ إبتدأ السياق القرآنى الجزئى هنا بقوله جل وعلا : ــ( إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنْ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (38) الحج ) وأُختُتم بقوله جل وعلا (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) ) الحج ). أى البداية والخاتمة فى الدفاع الالهى عن المؤمنين ونٌصرتهم ، وبينهما جاءت تشريعات القتال الدفاعى للمؤمنين وحيثياته فى مواجهة الكافرين بسلوكياتهم الاجرامية الباغية الطاغية ، منها الجزية والمؤلفة قلوبهم .
4 ـ الدولة الاسلامية تتعامل مع الدول المخالفة لها فى الاسلام القلبى بالعدل والبر أى الاحسان طالما أن هذه الدولة لا تعتدى على المؤمنين ولم تُخرجهم من ديارهم ولم تؤيد ولم تُساعد فى إخراجهم من ديارهم : (لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) الممتحنة ) أما الفجرة الكفرة الذين يخرجون الآمنين من ديارهم وأموالهم فيحرم التعاون معهم وموالاتهم ، لأنه سيكون شريكا معهم فى الظلم ، يقول جل وعلا : (إِنَّمَا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (9) الممتحنة ). والقاعدة التشريعية فى الاسلام هى التعاون على البر والتقوى وليس التعاون على الإثم والعدوان : (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2) المائدة )
رابعا : من خلال ما سبق نصل الى الآتى فيما يخص داعش وحماس :
1 ـ داعش فئة باغية كافرة هى ومن يؤيدها . ينطبق هذا على كل ما تفعله بأهل الكتاب المسالمين وبغيرهم من الشيعة الأبرياء .
2 ـ حماس تنتمى الى نفس الدين الوهابى ( دين داعش والاخوان والسعوديين ) . طبقا لتشريع الاسلام يجب على حماس كف اليد عن القتال ـ الى أن تستعد وتكون فى نفس القوة الاسرائيلية ، أو أكبر منها . هذا فى حالة إذا كانت إسرائيل تتابع الفلسطينيين المسالمين فى غزة بالقتال والهجوم كما كانت تفعل قريش مع المؤمنين فى المدينة .
3 ــ السُّبُل السلمية هى الأجدى ، وهى التى تحقق الهدف فى التحرير وفى الحصول على الحقوق . فعل هذا غاندى ومارتن لوثر كنج ومانديلا .وهم زعماء صبروا وعانوا وتمسكوا بالطرق السلمية فى الكفاح ، والأهم أنهم ماتوا فقراء . نيلسون مانديلا إعتزل الحكم وتفرّغ للأعمال الخيرية. وبعد إعتزاله ، كان من يريد لقاء مانيديلا ملزما بدفع تبرع مالى لمساعدة الفقراء فى جنوب أفريقيا . هؤلاء العظماء ( غاندى وكنج ومانديلا ) ماتوا فقراء نبلاء . وكانوا لا يعرفون شيئا عن تشريعات الاسلام العظيم فى القرآن الكريم . فماذ تقول فى قادة حماس والدواغش ؟
4 ـ القتال فى حالة الفلسطينيين وهم فى هذه الحالة يعنى ما يسميه العالم اليوم بالعمليات الارهابية ، أو القتل والتفجير العشوائى . ضحاياه معظمهم من المدنيين . الضحايا القلائل من إسرائيل ، وأكثر الضحايا من الفلسطينيين .. والمستفيد هم البليونيرات من قادة حماس المتاجرين بالدم الفلسطينى . واجب حماس أن تحافظ على دماء مواطنى غزة لا أن تتخذ منهم دروعا بشرية .
5 ــ لا يعنى هذا أبدا الدفاع عن اسرائيل أوتبرئتها من الدم الفلسطينى أو الدخول فى عُمق القضية الفلسطينية ، بل هو الحرص على دماء الأبرياء من غزة ، ومخاطبة حماس التى تزعم الايمان بالقرآن الكريم .
6 ـ داعش تقتل الأبرياء وتُخرج الآمنين المسالمين من ديارهم وأموالهم وتواصل قتال وقتل الأبراء العُزّل ، تتطرف فى البغى والعدوان فوق ما كانت تفعل قريش ، ولكن داعش ترتكب كل هذا وهى تهتف ( الله أكبر ) ! ،وتزعم أن هذا هو الاسلام ..أى تهين الاسلام وتقتل المسلمين والمسالمين .
7 ـ حماس تتخذ من أطفال ونساء وبيوت غرة درعا تحتمى به لتحقق مكاسب سياسية ومالية ، ويتضاعف عدد القتلى ، وتظل حماس سادرة فى تعريض مواطنى غزة وبيوت غزة للدمار ، وهى تهتف ( الله أكبر).! ، وتزعم أن هذا هو الاسلام ..أى تهين الاسلام وتقتل المسلمين والمسالمين .!
8 ـ تنشر داعش وحماس ( ثقافة الموت ) لتحيا وتثرى كلتاهما فوق أهرامات من جماجم واشلاء الأبرياء .!!
أخيرا
يحلو للشيطان دائما أن يتخفى خلف كثير من العمائم واللحى .!!
الفصل الثالث : الداعشيون أنت أنت إمامهمُ ..يا قرضاوى
أولا : الداعشيون
1 ـ هناك على اليوتوب صورة لداعشى يسير مسلحا فى الموصل يحمل مدفعه الرشاش وتسبقه لحيته الكثيفة ، ويرتدى لباسا ينتمى للعصور الوسطى . لولا سلاحه الحديث لتخلينا أنه سقط من تاريخ العصور الوسطى ( الخوارج ، القرامطة ). هذا الداعشى بشكله ومظهره يؤكد قدرة الدين الأرضى ــ إذا سيطر ـ على تغيير الناس ، وبعث الماضى العفن من قبره ليعود حيا ينبض ، ينشر الخراب ويقيم المذابح وهو يهتف ( الله أكبر).!!.
2 ـ هذا الداعشى السفاح ضحية .!!. فتح عينيه لأول مرة وليدا غضا بريئا ، يضحك ويبكى ، وبضحكه وببكائه يأسر من يراه فى طفولة حيّة عفوية نقية ، يجتمع كل الناس على حبها والعناية بها . هكذا كانت بداية هذا الشاب الداعشى مثل أى طفل وليد فى العالم . وكل أطفال العالم سواء ، مهما إختلفت الألوان والجنس ( ذكورة وأنوثة ) ومهما إختلفت الثقافات والزمان والمكان . يحدث الاختلاف عندما يكبر الطفل ، ويتعرض لعوامل التعرية البيئية . هنا تجد التمايز والاختلاف . ترى الطفل ينمو ويصبح شابا متأثرا بثقافة مجتمعه ، فيكون أمريكيا أو أوربيا أو آسيويا أو افريقيا ..ولو كان سىء الحظ يكون عربيا مسلما تسيطر عليه أسوأ أنواع الأديان الأرضية فى العالم ، الدين الوهابى . الشاب الغربى يعيش الحاضر ويتنفس المستقبل ، والشاب العربى ( السلفى ) يعيش الحاضر ولكن يتنفس الماضى السلفى ، ويفرض هذا الماضى السلفى على حاضره . وفى مجتمعه يسيطر الاستبداد والفساد بواسطة قلة قليلة تحتكر الثروة والسلطة ، وتتعامل مع الأغلبية بمنطق الاستبعاد والاسترقاق ، وخوفا من غضب الشباب تُلهيهم بالدين الوهابى الذى يجدون فيه البديل ، يتقيأون فيه إحباطاتهم وأحقادهم وأحلامهم المؤجلة ، بأن يتحولوا الى سفاحين يقتلون بلا رحمة أناسا أبرياء ، ويعتقدون أنهم يُحسنون صُنعا ، وأن الجنة مثواهم ، وأن الحوار العين تفتح ذراعيا وساقيها لاستقبالهم .
ثانيا : القرضاوى إماما للداعشيين
1 ـ هذا مع أن الاسلام فى مصدره الوحيد الواحد ( القرآن الكريم ) يتناقض مع كل هذا ، برحمته وإحسانه وعدله وحريته وسماحته وتشريعاته فى الجهاد وفى القتال الدفاعى ورحمته بالأسير وحرصه الرائع على حق الحياة لكل إنسان ، وتغليظه عقوبة من يقتل إنسانا مؤمنا مأمون الجانب مسالما .
2 ـ هذا التشويه للاسلام ، وهذا الخداع الكبير للشباب من داعش واخواتها قام به أشد الناس إجراما ، وهم فقهاء الوهابية ، وفى مقدمتهم الشيخ القرضاوى ، الامام الأكبر للداعشيين وغيرهم من الوهابيين .
3 ـ هذا الشاب الداعشى قتل ويقتل بحماس شديد ، وضحاياه فى تزايد . ولكنه نفسه ضحية . ضحية للشيخ القرضاوى ، ومن هم على شاكلة القرضاوى من أئمة الوهابية . أولئك الفقهاء الوهابيون أشد البشر وحشية وسفكا للدماء ، هم الأعداء الحقيقيون لله جل وعلا وللاسلام وللبشرية ولكل القيم الأخلاقية . لا يتصور أحدهم أن يرى إبنه داعشيا أو ( مجاهدا وهابيا يُفجّر نفسه ) ، هو فقط يملأ خزائنه بالأموال ليضل الشباب البرىء حتى يقوم هذا الشاب البرىء بقتل شباب أبرياء ، ثم ينال الشيخ التقديس والتعظيم ، وتنحنى الجباه تُقبّل يده ، وتتبرع له .. هذا النوع الذى يكتم حقائق القرآن الكريم ويشترى بآيات الله جل وعلا ثمنا قليلا قال عنه رب العزة : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (174) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ (175) البقرة ). معهم الهدى ولكنهم كتموه ، واشتروا الضلالة بديلا عن الهدى ، فما أصبرهم على النار .. أى كيف سيصبرون على أشد عذاب ينتظرهم فى النار .
4 ـ بسبب الاجرام المتناهى لأئمة الأديان الأرضية ثارت أوربا على الكنيسة ، وقال زعيم الشيوعية ( الدين أفيون الشعوب ) ، يعنى الدين الأرضى لأن الدين السماوى الحقيقى ليس له تأثير ، وتمنى بعضهم أن يشنق آخر مستبد بأمعاء آخر قسيس ..لم تنس اوربا فظائع الكنيسة الكاثولوكية فى العصور الوسطى ، ثارت على خلط الدين بالسياسة ، وحصرت الكنيسة داخل جدرانها ، وجعلتها تتخصص فى أعمال الخير الاجتماعية ، ونهضت أوربا بالعلمانية ونهض معها العالم ، وكانت مصر على وشك اللحاق بأوربا فى القرن التاسع عشر ، لولا ظهور الوهابية ، ثم سيطرتها على مصر . وبتحول مصر الى الوهابية من خلال الاخوان المسلمين وسائر الجمعيات السلفية الوهابية انتشرت الوهابية بين معظم المحمديين ، وأصبح دعاتها المصريون أئمة مقدسين من الشعراوى الى الغزالى ثم القرضاوى ..
ثالثا : نوعا الدعاة الدينيين
1 ـ إن الناس نوعان : دعاة دينيون ، وسامعون لهم . الدعاة نوعان : دُعاة الدين الحق الذين يجاهدون سلميا بالقرآن الكريم متبعين للسنة الحقيقية للرسول عليه السلام ، وقد قال له جل وعلا عن القرآن والجهاد به ضد الكافرين المعتدين : ( فَلا تُطِعْ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً (52) الفرقان ) ، وكان عليه السلام يُنذر بالقرآن ويُبشر بالقرآن ويدعو بالقرآن (وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (51) الانعام ) (فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ (45) ق ) () كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ (3) ) الأعراف ) . هؤلاء الدعاة للحق لا يسألون الناس أجرا بل يهبون أنفسهم لله جل وعلا.
2 ـ على النقيض يوجد دُعاة الباطل أصحاب القول المعسول الذى تصغى اليه أفئدة الناس ، يقول جل وعلا فى الداعية الشيطانى فى كل زمان ومكان : (وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206) البقرة ) هذا ينطبق على دُعاة الوهابية بالذات . حاول أن تواجه القرضاوى قائلا : إتق الله فيما تفعله بالمسلمين ، عندها سيثور وتأخذه العزة بالإثم ، لأن وظيفته أن يسعى فى الأرض بالفساد ، يُهلك الحرث والنسل عن طريق دعوته التى حولت طفلا بريئا الى كائن ( داعشى ) .
3 ـ وفى مقابل القرضاوى وفصيلته هناك دُعاة الحق القرآنى الذين يبيعون أنفسهم لله جل وعلا إبتغاء مرضاة الله جل وعلا ، يقول جل وعلا عنهم فى الآية التالية : ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207)) البقرة ) .
4 ـ الفيصل بين النوعين هو فى الدعوة للسلام أو السّلم ، يقول جل وعلا فى الآية التالية موجها الخطاب للمؤمنين : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208) البقرة ) هو فرض أن نعيش نحن المؤمنين فى السلام ، وممنوع شرعا الاعتداء على الآخر ، بل مجرد الدفاع عند التعرض للهجوم المعتدى ، لأن الله جل وعلا لا يحب المعتدين ( البقرة 190 ) . هذا هو الاسلام دين السلام ودُعاته للسلام والعدل والاحسان . دإعاة الحق يدعون للسلام ، ودُعاة الضلال يدعون لسفك الدماء . وهكذا يفعل القرضاوى الإمام الحقيقى لداعش ، وأيامها الغبراء .!
رابعا : لا توسط فى مجال الدعوة : من يكتفى بكتم الحق ملعون
1 ـ وفى مجال الدعوة الدينية لا يوجد توسط . هناك داعية متطرف فى الكفر ، متخصص فى نشر الضلال بالأحاديث الباطلة ، يدعو بها لسفك الدماء. وفى المقابل هناك داعية للحق يجهر به ، يلاحق دٌعاة الباطل بالحق القرآنى يؤكد كفرهم وعداءهم للاسلام . بين هذا وذاك هناك داعية ساكت عن الحق يكتم الحق فقط ولا ينشر الباطل . هذا الداعية الساكت عن الحق الذى يكتفى بكتم الآيات القرآنية هو ملعون ، لأنه يكتم الآيات البينات ولا يعلنها للناس ، وهى بمجرد قراءتها تكون بيّنة واضحة مُيسّرة للذكر . تقاعسه عن تلاوة الآيات القرآنية البينة من الكتاب المبين يعنى إستحقاقه للّعن من الله جل وعلا لأنه سكت عن الباطل ولم يواجهه بالحق القرآنى . فلا توسط هنا فى مجال الدعوة الدينية، بمعنى أن مجرد كتمان الحق جزاؤه اللعن من الله جل وعلا ، يقول جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمْ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمْ اللاَّعِنُونَ (159) البقرة ) لديه مهلة فى هذه الدنيا ، أن يُعلن على الناس خطأه ويتوب ويعلن الحق القرأنى واضحا ، ولا تأخذه فى الله جل وعلا لومة لائم ، وبهذا يصحح خطأه فى السكوت ، ويُصلح عمله ودعوته، عندها يتوب الله جل وعلا عليه ، يقول جل وعلا : ( إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160) البقرة ).
2 ـ الذى يظل سادرا فى سكوته عن إعلان الحق حتى الموت تحلّ به اللعنة من الله جل وعلا والملائكة والناس أجمعين ، يقول جل وعلا فى الآية التالية : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161) خَالِدِينَ فِيهَا لا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنظَرُونَ (162) البقرة ).
خامسا : موقع القرضاوى
1 ـ القرضاوى ـ لا يزال حيا حتى هذه اللحظة . ( مولود فى سبتمبر 1926 ) وقضى حوالى ستين عاما فى الدعوة للباطل والسعى فى الفساد وإهلاك الحرث والنسل . لديه فرصة أن يتوب لو شاء . وقد صرّح أنه سيعود للخطابة بعد رمضان . نتخيل أن بعضهم يقف ليقول له : ( إتّق الله يا شيخ ، فأنت تقترب من التسعين ولا زلت تدعو للباطل وتكتم الحق ، وتنشر الافتراءات .ت ُب أيها الشيخ قبل أن تأتيك المنيّة ، تُب وأنت على عتبة القبر .! . تُب ، فضحاياك من المخدوعين بك بالملايين ، وضحاياك ممّن تحولوا الى ارهابيين بمئات الألوف . كفاك نشرا للإفك ، وكفالك جمعا للمال السُّحت ، وكفاك مناصرة للاستبداد والفساد ،وكفاك سفكا للدماء . إنظر الى رجال الدين المسيحى الذين يهبون حياتهم فى المساعدات الخيرية حتى للمسلمين الجوعى ..ألا يؤرقك قتل الأطفال والنساء من المسلمين الأبرياء ؟ ألم ترتو من بحار الدماء التى فجرتها دعوتك ؟ الى متى يا قرضاوى ؟ الى متى تظل إماما لداعش وغير داعش ؟؟ ) . تُرى لو قيل للشيخ القرضاوى هذا على الملأ ؟ هل سيتوب ويبكى و يعلن على الملأ خطأه ويستغفر وينوب ويؤوب ؟ أم ستأخذه العزة بالإثم ؟ لماذا لا يعظه بعض الناس لنرى موقف القرضاوى وموقعه ؟
2 ـ من روعة الاعجاز أن الله جل وعلا قال : ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206) اوَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207)) البقرة ) .
الروعة هى فى قوله جل وعلا (وَمِنْ النَّاسِ ) ، فحيثما يوجد ( ناس ) أى مجتمع يوجد ( من الناس ) دُعاة للدين الباطل ينشرون فى الأرض الفساد ويهلكون الحرث والنسل ، وحيثما يوجد ( ناس ) ف ( من الناس ) يوجد دُعاة للسلم يناضلون إبتغاء مرضاة الله جل وعلا . فى كل مجتمع يوجد ( قرضاوى ).!
3 ـ ويأتى يوم القيامة ، يوم الحساب ، يوم الدين ، ويقف دُعاة الحق أشهادا على دُعاة الباطل ، يقول جل وعلا عن دُعاة الباطل مروّجى الأكاذيب : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أُوْلَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (19) أُوْلَئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ يُضَاعَفُ لَهُمْ الْعَذَابُ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ (20) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (21) لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمْ الأَخْسَرُونَ (22) هود )
أخيرا :
1 ـ فات الكتير ، وما بقى إلا القليل .. مضى بنا قطار العمر يا قرضاوى واقترب الأجل ، يقول جل وعلا فى أحسن الحديث : ( أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدْ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185) الأعراف )
2 ــ ودائما : صدق الله العظيم