ادى قصر امتيازات الأعمال التجارية المربحة على صفوف المقربين في دائرة الملك "سلمان بن عبدالعزيز" ونجله ولي العهد "محمد بن سلمان" إلى دفع المستبعدين في دوائر الأعمال السعودية إلى محاولة التكيف أو مواجهة الزوال.
وبعد عدة أشهر من المفاوضات، وقعت شركتا إلكترونيات الدفاع الفرنسية "تاليس" و"سي إم آي" البلجيكية المتخصصة في صناعة السيارات المدرعة صفقات الأسبوع الماضي مع الشركة السعودية للصناعات العسكرية، "سامي".
وأصبحت "سامي" التي يسيطر عليها الملك "سلمان" ونجله شريكًا أساسيًا للشركات التي تبحث عن عقود الدفاع في السعودية.
ووفقا لدورية "إنتليجنس أون لاين الفرنسية" فقد دفع ذلك التركيز لقطاع المشتريات العسكرية في يد عشيرة الملك "سلمان"، ودفع الأمراء الآخرين المنخرطين في الأعمال التجارية، والشركات الغربية التي يعملون معها لإعادة التفكير في كيفية عملهم.
لعبة الأجيال
ووفقا للدورية الفرنسية، فإن أمراء الجيل الأصغر المحيطين بـ"محمد بن سلمان" صاروا في وضع يسمح لهم بالمساعدة في تسهيل الصفقات.
وفي مقدمة هؤلاء الأمراء، يأتي شقيق ولي العهد "تركي بن سلمان" وكذلك وزير الثقافة الحالي "بدر بن فرحان آل سعود" ورئيس مؤسسة الشمال للاستثمار "فيصل بن فرحان آل سعود" وكذلك "خالد بن بندر بن سلطان آل سعود"، الذي من المتوقع أن يتم تعيينه سفيرا للسعودية في لندن.
التكيف
وعلى الرغم من أن عشيرة الملك "سلمان" تحتكر مواقع القيادة إلا أن هناك عدد قليل من الشركات التي ترأسها عشائر أخرى لا تزال موجودة في الصورة.
وفي مقدمة هذه القائمة - وفقا للدورية الفرنسية – تأتي الشركات التي يرأسها الأمير "عبد الله بن أحمد آل سعود" وهو نجل الأمير "أحمد بن عبدالعزيز" الذي يراه الكثيرون الوريث الشرعي للعرش في المملكة.
ويترأس "عبدالعزيز بن أحمد" مجموعة عذيب وهي الشريك المحلي لشركات رايثون وبوينغ ولوكوهيد مارتن.
وكان "عبدالعزيز بن أحمد" أحد الأمراء الذي وجدوا نفسهم بين المطرقة والسندان بفعل التغييرات الكبرى في طبيعة السلطة في السعودية، وخاصة أنه شريك لقطب الأعمال السعودي الإثيوبي "محمد حسين العمودي" في شركة خدمات "نفط".
وتم الإفراج عن "العمودي" الأسبوع الماضي بعد قرابة 15 شهرا قضاها قيد الاحتجاز ضمن حملة مزعومة لمكافحة الفساد في المملكة، حيث تم إلقاء القبض عليه في نوفمبر/تشرين الثاني 2017.
ويعد "عبدالعزيز بن أحمد" أحد أعضاء عشيرة السديريين القوية وهي ذات العشيرة التي ينتمي إليها الملك "سلمان" وأبناؤه، وهو متزوج من "خلود بنت مساعد السديري" وهي محاضرة في جامعة سعود وأحد أهم الشخصيات النسائية في المملكة.
ويرتبط "عبدالعزيز بن أحمد" أيضا بعلاقة عمل مع "عبدالرحمن بن تركي السديري"، كما يتشارك مع آخرين من أعضاء عائلة السديري في ملكية عملاق الإنشاءات السعودي "نسما" وهي الشركة التي يرأس مجلس إدارتها رجل الأعمال "صالح علي التركي" أمين محاظفة جدة المقرب من ولي العهد السعودي.
إعادة توجيه القنوات
في الوقت نفسه، فإن العديد من الشركات الأخرى التي لم تكن خاضعة لسيطرة عشيرة الملك "سلمان" مثل شركة "سيزار الدولية"، تم إعادة دمجها في الأعمال مجددا، بعد تغييرات كبرى في ملكيتها.
وترتبط "سيزار الدولية" بشكل تقليدي بعشيرة الملك الراحل "عبدالله" وتمتعت بعلاقات وثيقة مع الحرس الوطني حين كان خاضعا لسيطرة الأمير "متعب بن عبدالله"، لكن أعمال الشركة تقلصت بشكل كبير بفعل حملة مكافحة الفساد المزعومة في عام 2017.
وتشير "إنتليجنس أون لاين" إلى أن الشركة عادت للعمل مجددا بعد الاستيلاء عليها من قبل عشيرة "سلمان".
وفي الوقت نفسه، فإن بعض الأمراء المقربين من أسرة الملك "عبدالله" تم دفعهم خارج الصورة بشكل كامل.
أحد هؤلاء الأمراء هو "عبدالله بن محمد آل سعود"، وهو ابن أخ للملك الراحل تم اعتقاله في نوفمبر/تشرين الثاني 2017 وقضى عدة أشهر وراء القضبان ولا يزال غير قادر على مغادرة البلاد. وأغلقت شركته "صروف إنترناشيونال" التي كانت منخرطة في مشروع مشترك نووي فاشل مع شركة "إي دي إف" الفرنسية.