بعد ما يقرب من عقد من العمل المضني، تمكن المرمِّمون في مصر من إصلاح مقبرة الفرعون المعروف بتوت عنخ آمون، أحد أشهر الملوك الفراعنة المصرين، والمعاد ترميمها حديثاً.
وذكرت صحيفة Daily Mail البريطانية، أنه أُزيح الستار عن وجه الفرعون المصري توت عنخ آمون وقَدمه، في مجموعة من الصور المذهلة بعد مشروع ترميم لمقبرته دام 9 أعوام.
وقد شاركوا مجموعة من الصور للمقبرة، لكن أكثرها لفتاً للأنظار كانت تلك التي تعرض وجه الفرعون وقَدمه.
10 سنوات من العمل لإعادة ترميم مقبرة أشهر الملوك الفراعنة
وتوضح الصحيفة البريطانية أن الجسد المحنط لتوت عنخ آمون، المنحدر من الأسرة الثامنة عشرة في مصر القديمة، كان ملفوفاً في قماش من الكتان ومعروضاً بصندوق زجاجي ضُبط مناخه في مقبرته تحت الأرض.
تقع مقبرة أشهر الملوك الفراعنة في وادي الملوك، الذي يوجد على الضفة الغربية من النيل مقابل مدينة الأقصر جنوب مصر.
عمل معهد الأبحاث، معهد غيتي للحفظ، جنباً إلى جنب مع وزارة الآثار المصرية طوال 9 سنوات، وإلى جانب تنظيف وترميم الرسومات على حوائط المقبرة، ركَّزوا على معالجة البلى والتآكل الذي تراكم بعد عقود من النشاط السياحي في المكان.
نظف الباحثون بعناية، الفن الجداري الضخم في المقبرة، لكنهم قرروا ترك مجموعة من «البقع الداكنة» الغريبة التي عُثر عليها عام 1922، عندما فتح عالِم الآثار هوارد كارتر المقبرة لأول مرة.
كان من المعتقد أن تلك البقع البُنية، وهي كيان ميكروبيولوجي، على جدران غرفة مقبرة أشهر الملوك الفراعنة المغطاة بالرسومات، قد تكون في حالة نمو. ومع ذلك، حلل الباحثون الصور التاريخية التي تعود إلى منتصف عشرينيات القرن الماضي ووجدوا أنها لم تشير إلى أي نمو جديد في البقع.
ولإثبات ذلك الاستنتاج، أُجري تحليل الحمض النووي وتحليل كيميائي أكدا أن البقع ميكروبيولوجية في الأصل، لكنها ميتة؛ ومن ثم لم تعُد تشكل خطراً. ونظراً إلى أن البقع قد تغلغلت في طبقة الطلاء، لم تجرِ إزالتها، لأن ذلك من شأنه الإضرار بالرسومات.
في واحة من الآثار المصرية التي أصاب اكتشافُها الإعلامَ بـ «الجنون»
وعندما اكتُشفت المقبرة عام 1922 على يد عالم الآثار هوارد كارتر، تحت رعاية اللورد كارنارفون، جُن جنون الإعلام بعدها بشكل غير مسبوق.
استغرق كارتر وفريقه 10 أعوام لإخلاء المقبرة من الكنوز الموجودة فيها؛ نظراً إلى كثرة القطع الموجودة بها. وقد نُفذ المشروع الأخير بناءً على مخاوف من تضرر المقبرة، بسبب الأعداد الهائلة للسياح الزائرين.
وفي حين صنّف فريق كارتر القِطع التي عُثر عليها وحافظ على استقرارها ومن ثم نقلها إلى مكان مغلق وآمن، صارت المقبرة نفسها وجهةً أثريةً جذابة مفتوحة للعامة وتشهد زيارات من السياح من جميع أنحاء العالم بدرجة كبيرة.
لا تزال المقبرة تضم مجموعة من القطع الأصلية، من ضمنها مومياء توت عنخ آمون نفسه (معروضة في صندوق خالٍ من الأكسجين)، وتابوته المصنوع من الكوارتز وغطاؤه من الغرانيت موضوع على الأرض إلى جانبه، والطبقة الخارجية من التابوت المزينة بالذهب، والرسومات على الجدار التي تصور حياة توت عنخ آمون وموته.
قال زاهي حواس، عالم الآثار ووزير الآثار المصري الأسبق، الذي شرع في المشروع بالتعاون مع معهد غيتي للحفظ: «عمليتا الحفظ والترميم مهمتان من أجل المستقبل ومن أجل هذا الإرث، وحتى تُخلَّد هذه الحضارة العظيمة إلى الأبد».