الشريف: "حماس" قدمت الأطفال والنساء قربانًا في معركة غير متكافئة..

في الإثنين ٠٥ - يناير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

الشريف: "حماس" قدمت الأطفال والنساء قربانًا في معركة غير متكافئة.. والجبلي يتهمها باستغلال الجرحى في الدعاية الإعلامية


كتب صلاح الدين أحمد (المصريون): : بتاريخ 4 - 1 - 2009
دعاء أعضاء مجلس الشورى في اجتماع عقد أمس برئاسة صفوت الشريف إلى وقف فوري للمجازر الإسرائيلية في قطاع غزة، فيما طالب نواب المعارضة بطرد السفير الإسرائيلي من القاهرة سحب السفير المصري من تل أبيب، وسط تحذيرات مما اعتبروه مؤامرة إسرائيلية تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، وتنفيذ المشروع الإسرائيلي القديم بتوطين الفلسطينيين في سيناء.
واستهل المجلس اجتماعه بالوقوف دقيقة حدادا على أرواح الشهداء في غزة والرائد ياسر فريج الذي استشهد أثناء أدائه واجبه على معبر رفح الأسبوع الماضي.
وتحدث الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة، متهما حركة "حماس" التي تتولي إدارة شئون قطاع غزة باستغلال الجرحى وأصحاب الحالات الحرجة من المصابين في العدوان الإسرائيلي على غزة في الدعاية الإعلامية بدون مبرر.
وأشار الجبلي إلى رفض قيادات "حماس" نقل بعض المصابين خلال العمليات العسكرية إلى مصر في الأيام الثلاثة الأولى من العدوان الإسرائيلي وتكديسهم في المستشفيات الفلسطينية وعرقلة وصولهم إلى مصر.
من جانبه، أكد صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى أن العدوان كشف أبعاد المخطط الإسرائيلي باجتياح غزة في عملية واسعة تهدد بمجزرة بشرية، وقال إن الاحتلال مصيره إلى زوال والقضية الفلسطينية لن تموت أبدا.
وعبر عن رفض مصر المخططات الإسرائيلية لفصل الضفة الغربية عن قطاع غزة والتنصل عن مسئوليتها عن غزة وتحميل مصر بتعاتها.
وغمز الشريف من "حماس"، بقوله "إن الذين أفشلوا الدعوات إلى وحدة الصف الفلسطيني ارتكبوا أثما"، ودعوته من وصفهم بأنهم وقفوا ضد التهدئة إلى وحدة الصف محملا إياهم المسئولية عن دم الأبناء والجرحى من الأطفال والنساء والعجائز التي "قدمت قربانا في معركة غير متكافئة".
وتابع قائلا "اليوم هؤلاء وهؤلاء لا يملكون إلا الكلام (...) تبا لكل يد آثمة دعت إلى استمرار الفرقة ولعنة على كل يد ساهمت في إشعال وتزكية المواجهات غير المتكافئة"، مطالبا القادة الذين اتهمهم بتوريط قادة الفصائل في غزة أن يتحملوا مسئوليتهم وما جنته أيديهم، مؤكدا أن مصر "لن تدفع ثمن أخطاء الآخرين، كما أننا لن نتورط أبدا في قرار أو نقع في فخ ليست هي صانعة الموقف فيه".
من جهته، أدان السفير محمد بسيوني رئيس لجنة الشئون العربية والأمن القومي الهجوم البري على غزة، ووصفه بأنه يمثل مجزرة جديدة ضد الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى تدخلات خارجية تعمل على إشعال النزاعات بين الفصائل الفلسطينية، فيما وصف بيان اللجنة الاعتداء الإسرائيلي على غزة بأنه محاولة لاستعادة الجيش الإسرائيلي هيبته المفقودة منذ حرب لبنان عام 2006.
وأوضح الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية أن مصر تحسبت لهذه الأزمة منذ عدة أشهر، حينما بدأ التنافر بين الفصائل الفلسطينية العام الماضي، وأن محاولات مصر للتهدئة بين "حماس" وإسرائيل استمرت 6 شهور إلا أن "حماس" تراجعت في آخر لحظة.
وأكد أن الحلول المصرية ترتكز على الوقف الفوري لإطلاق النار والعدوان على غزة وضمان عدم تكرار أسباب الأزمة والبدء في مفاوضات تضمن التحرك السياسي من أجل القضية الفلسطينية عبر المسارات الإقليمية والدولية.
وأشار إلى أن مصر استقبلت 162 فلسطينيا عبر معبر رفح للعلاج بعد فتحه لإدخال المساعدات المصرية والدولية إلى قطاع غزة، لكنه أكد صعوبة العمل بالمعبر بسبب وقوعه في أرض العمليات العسكرية، واستهداف بعض العناصر الفلسطينية للقوافل التي تتجه من مصر إلى غزة.
وقال إن إسرائيل تحاول أن تبرر أمام العالم أنها غير محتلة لقطاع غزة حتى تتهرب من مسئوليتها كدولة احتلال عن تدهور البنية الأساسية وتوفير سبل الحياة للفلسطينيين وتبرر عدوانها على غزة بأنها تصد الاعتداء الخارجي.
ودعا شهاب إلى التمسك بإطار "اتفاق أسلو" الذين يضمن وحدة قطاعي غزة والضفة الغربية وتوفير مطار وميناء يخدم الدولة الفلسطينية حال إنشائها، وطالب إسرائيل بأن تكف عن استخفافها بمقدرات الشعب الفلسطيني والعدوان على أبنائه، مؤكدا أن القضية الفلسطينية لن تموت أبدا.
من ناحيته، أكد الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة أن معبر رفح ظل مفتوحا طوال الأيام الماضية لتقديم جهود الإغاثة وعلاج المصابين، وأن مراكز الطبية بالعريش والقاهرة والسويس قامت بتوفير الرعاية الصحية والأدوية للمصابين، وأن هناك أكثر من 500 طبيب على الحدود على استعداد للتطوع للعمل في غزة.
وقال إنه يوجد أكثر من 100 عربة إسعاف و175 طبيبا للعمل في الحالات الطارئة و100 سيارة متنقلة و100 سرير في المستشفيات المصرية، بالإضافة إلى تواجد خدمة الإسعاف الطارئ الذي قدمته وزارة الدفاع لخدمة المصابين وأشار إلى إنقاذ 112 فلسطينيا ووفاة أربعة أشخاص.
وتعرضت "حماس" لانتقادات من بعض النواب، فقد حذرها زعيم الأغلبية الدكتور محمد رجب من الانجراف وراء من وصفهم بـ "المحرضين الذين تركوهم عرايا في خضم المعركة"، وتساءل: "أين دور المحاربين بالحناجر في دمشق و"حزب الله" وغيرهم الذين دفعوا بالحرب واختفوا عن الساحة عقب اندلاعها".
وأكد رجب أن الحدود المصرية تمثل خطا أحمر أمام الآخرين و"لن تكون أبدا سداح مداح أمام من يرغب في اقتحامها".
فيما حمل النائب الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب "التجمع"، حركة "حماس" المسئولية عن إزكاء العدوان، بعد سماعهم لما قال إنها "أوهام من بعض شيوخهم وأحلافهم في طهران وغيرها جعلتهم يحملون السلاح في وجه أحلافهم في الوطن وكل من يخالف توجهاتهم". وطالب السعيد بوحدة الصف الفلسطيني وخضوع الكافة للسلطة الفلسطينية وتسليحهم جميعا لمواجهة العدوان الإسرائيلي.
أما ناجي الشهاب رئيس حزب "الجيل" فقد دعا مصر إلى إعادة النظر في علاقتها مع إسرائيل، مشددا على ضرورة عودة "حماس" لممارسة دورها الجهادي في مواجهة العدو الصهيوني دون أن تجعل نفسها سلطة مناوئة للسلطة الشرعية في فلسطين، مقللا من جدوى الاعتماد على مجلس الأمن في حل القضية في ضوء الدعم القوي الذي تحظى به إسرائيل من الولايات المتحدة وأوروبا.
بينما دعا النائب ممدوح قناوي، الحكومة المصرية إلى ضرورة تعمير سيناء وزرعها بالبشر والكثافة السكانية، وتساءل: هل سنظل أسرى للحزب "الوطني" في عدم تحقيق انطلاقة سياسية نحو التغيير وتطوير التعليم"؟، وقال إن الأمن القومي خط أحمر، محذرا من مؤامرة كبرى لتهويد فلسطين بالكامل.
فيما أشار النائب الدكتور عبد المنعم الأعصر رئيس حزب "الخضر" إلى أن نكبة غزة تأتي بسبب انفصالها عن الوطن الأم، محذرا من الحلم الإسرائيلي الراغب في العودة إلى سيناء مرة أخرى.

اجمالي القراءات 2662