البرلمان البريطاني يرفض بأغلبية ساحقة اتفاق بريكست.. القاضى بخروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبى .

في الثلاثاء ١٥ - يناير - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

البرلمان البريطاني يرفض بأغلبية ساحقة اتفاق بريكست.. 432 نائباً قالوا لتيريزا ماي «لا»

في ضربة قاسية لرئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، صوَّت البرلمان البريطاني ضد خطة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، التي وضعتها ماي للتصويت، اليوم الثلاثاء 15 يناير/كانون الثاني 2019.

وصوَّت 432 نائباً ضد خطة ماي للخروج من الاتحاد الأوروبي الذي توصلت إليه مع المسؤولين الأوروبيين، بينما أيدها فقط 202 نائب، وهو ما يُدخل بريطانيا، خامس أكبر قوة اقتصادية في العالم «في المجهول».

وكان تصويت الثلاثاء هو المحاولة  الأخيرة لتيريزا ماي «لإنقاذ خطتها لإخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بعد نحو خمسة عقود».

المعارضة تعتبر التصويت ضد بريكست «هزيمة كارثية» للحكومة

زعيم المعارضة في مجلس النواب البريطاني اعتبر أن التصويت ضد خطة ماي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «هزيمة كارثية لحكومة ماي»، وقدم مشروع قرار حجب الثقة عن الحكومة. وأضاف أن تيريزا ماي غير قادرة على التفاوضوالتوصل لاتفاق خروج منصف من الاتحاد الأوروبي.

وكانت المعارضة قد أجبرت ماي على تأجيل التصويت، في ديسمبر/كانون الأول، على أمل الحصول على تنازلات من بروكسل.

ولم يقدم قادة الاتحاد الأوروبي سوى سلسلة من التوضيحات، إلا أن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في ستراسبورغ، الثلاثاء، ألمح إلى احتمال إجراء مزيد من المحادثات رغم أنه استبعد إعادة التفاوض الكامل على نص الاتفاق.

وقال: «لقد تم القيام بكل شيء في الأسابيع والأشهر الأخيرة، للتعبير عن اهتمامنا بالتوصل إلى قرار إيجابي (…) إلا أني أشك في أنه يمكن إعادة فتح الاتفاق للنقاش مرة أخرى».

والتصويت هو ذروة أكثر من عامين من النقاش داخل بريطانيا بعد نتيجة الاستفتاء على بريكست في 2016، وهي النتيجة التي وجد معظم النواب المؤيدين للبقاء في الاتحاد الأوروبي صعوبة في تقبلها.

بينما الاتحاد الأوروبي سيكثف استعداداته لخروج دون اتفاق

إذ قال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر ورئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل الثلاثاء إن الاتحاد الأوروبي سيبدأ تكثيف استعداداته لاحتمال خروج بريطانيا من الاتحاد دون التوصل إلى اتفاق.

وقال يونكر في بيان بعد رفض البرلمان البريطاني لاتفاق الخروج الذي أبرمته لندن مع الاتحاد «زاد خطر انسحاب المملكة المتحدة دون اتفاق بعد التصويت الذي جرى مساء اليوم».

وأضاف «في حين أننا لا نرغب في حدوث ذلك، فستواصل المفوضية الأوروبية عملها الطارئ لضمان استعداد الاتحاد الأوروبي الكامل لذلك». وكتب رئيس الوزراء البلجيكي على تويتر إن بلاده ستكثف كذلك استعداداتها لاحتمال خروج بريطانيا دون اتفاق.

من جهته، دعا رئيس الاتحاد الأوروبي القادة البريطانيين إلى إعادة النظر باستراتيجيتهم بشأن بريكست، وكتب دونالد توسك في تغريدة «إذا كان الاتفاق مستحيلا، والكل يريد اتفاقا، عندها من سيكون لديه الشجاعة للقول ما هو الحل الإيجابي الوحيد؟».

 رافضون ومريدون لمشروع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

وتجمع عدد من المؤيدين والرافضين للبريكست أمام البرلمان، مع بدء اليوم الأخير من النقاش. وحمل بعضهم لافتة كتب عليها «عضوية الاتحاد الأوروبي هي أفضل اتفاق»، بينما كتب على أخرى «لا اتفاق؟ لا مشكلة».

وراقبت الأسواق المالية كذلك نتيجة التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ، وحشدت العديد من شركات التعامل بالعملات المزيد من الموظفين بمناسبة التصويت، بينما أوقفت شركة واحدة على الأقل التعاملات لتجنب تحركات مفرطة للعملة.

وقالت المحللة في موقع «إنتراكتيف إنفسيتور» للتعاملات المالية ريبيكا أوكيفي «تصويت اليوم هو نتيجة معروفة، ولذلك فمن غير المرجح أن تحدث حركة كبيرة في الجنيه الإسترليني».

وأضافت: «ستبدأ التفاعلات الكبيرة بعد اليوم عندما يتضح ما سيحدث تالياً»، متوقعة أن قراراً بعدم مغادرة الاتحاد الأوروبي سيؤدي إلى ارتفاع الجنيه بشكل كبير، بينما الخروج من دون اتفاق سيؤدي إلى انخفاضه إلى مستويات قياسية.

خطر عدم التوصل إلى اتفاق بخصوص بريكست

بعد الهزيمة وتصويت النواب ضد خطة ماي من أجل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ، يجب على الحكومة أن تحدد الخطوات التي ستحدث تالياً بحلول الإثنين.

واختار رئيس مجلس العموم جون بيركو أربعة تعديلات يتم التصويت عليها، إلا أنه أحبط محاولات الحكومة كسب القلقين من شبكة الأمان برفض تعديل يسعى إلى فرض سقف زمني لهذه الشبكة.

وكانت التكهنات بأن ماي ستطلب تأجيل البريكست،  لكن مصدراً دبلوماسياً صرّح لفرانس برس أن أي تمديد لن يكون ممكناً بعد 30 يونيو/حزيران، عند قيام البرلمان الأوروبي الجديد.

وتشمل خطة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي خططاً للمرحلة الانتقالية بعد بريكست، إلى حين إقامة شراكة جديدة مقابل مساهمات ميزانية مستمرة من لندن.

وفي حال عدم الموافقة على الخطة نهائياً وإذا لم يحدث أي تأخير فإن بريطانيا ستقطع علاقات استمرت 46 عاماً مع أقرب جاراتها، دون اتفاق يخفف من وقع الضربة.

اجمالي القراءات 2183