تعليق على فتوى الدكتور أحمد
هل حقا يجوز زواج المسلمة من كتابي ؟

Hatem me في الثلاثاء ٢٤ - أكتوبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً

في الموقع فتوى منشورة للدكتور أحمد تبيح زواج المسلمة من كتابي , و هي تعتمد على الآية رقم 5 من سورة المائدة التي تقول أحل لكم الطيبات و طعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم و طعامكم حل لهم و المحصنات من المؤمنات و المحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا اتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين و لا متخذي أخدان و من يكفر بالإيمان فقد حبط عمله و هو في الأخرة من الخاسرين

و من المشهور إعتبار المسيحيين أهل كتاب – كتابيين – فإذا كانت الفتوى تعني إباحة الزواج من المسيحيين فأنا أعتقد إن هذا خطأ و هذا ما أناقشه هنا

و هل دبر الله هذا الخطأ من الدكتور لكي نتذكر أن الله وحدة هو من لا يخطيء ... ربما


فأولا المسيحيين الحاليين كفار لأنهم يؤمنون بألوهية عيسى و هذا ليس من عندي و لكن بنص القرأن الواضح في سورة المائدة و إقرئوا بأنفسكم إن كنتم لا تصدقون

لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شيء قدير المائدة 17

لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار المائدة 72

لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم المائدة 73

فإذا عرفنا أن الله نهى عن الزواج من مشركة او من مشرك فهو يقول
ولاَ تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشرِكة ولو أعجبتكم ولاَ تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرِك ولو أعجبكم أولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه ويبين آياته للناس لعلهم يتذكرون البقرة 221

فالسؤال الأن هل أنت تؤمن مثلي أن الكفر أقوى من مجرد الشرك ؟ ... إذا فلا زواج المسلم من مسيحية و لا المسلمة من مسيحي جائز

أما لو كنت تؤمن بأن الكفر أقل من الشرك فأنت حر في إعتقادك و ستؤمن وقتها أن زواج المسلم من مسيحية جائز و زواج المسلمة من مسيحي جائز أيضا

في إعتقادي أنا إن الكفر أكبر من الشرك و بالتالي إستنتاجا من كل ما سبق فالجائز فقط هو زواج المسلم أو المسلمة من اليهود او من البقية الباقية من أتباع المسيح الحقيقيين و هؤلاء هم طائفة إسمها طائفة الموحدين
unitarians
لهم كنائسهم في اوروبا و أمريكا و لا يؤمنون بألوهية عيسى

ربما يجوز الزواج ممن لا يؤمنون بالوهية عيسى في العالم الغربي و هؤلاء أخذوا الدراسات النقدية في الإنجيل مأخذ جاد و إنتهوا إلى دين شبه توحيدي قائم على حقوق الإنسان و الامانة و الصفات الحميدة و أقاموا عليه حضارتهم .. مثلا ... أو أن تؤمن في حبيبتك التي تريد أن تتزوجها بأن لها عقيدة مثل هذا ... لا اعرف ... أنا قول ربما

و ليه هنروح بعيد و آية سورة الممتحنة رقم 10 موجودة و تقول يا أيها الذين امنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم و لا هم يحلون لهن , الكلام واضح أهو يا جماعة

ثانيا الآية تتكلم عن أهل الكتاب فهل المسيحيين المؤمنين بالوهية عيسى هم أهل كتاب فعلا ؟

في البداية ما معنى عبارة أهل الشيء أو أهل للشيء ؟ و لماذا يسمي القرآنيون موقعهم أهل القرآن ؟ ... اليست كلمة أهل شيء معين إنه يقوم عليه بإخلاص و يمثلة خير تمثيل ؟ ... أم إن مجرد حيازة شيء معين أو كتاب معين تجعلك تستحق لقب إنك من أهل هذا الشيء أو هذا الكتاب ؟
و هل بائع كتب القانون امام كلية الحقوق أو صاحب المطبعة التي تطبع كتب الطب للطلبة هم أهل لتلك العلوم ؟

المسيحيون كانوا أهل كتاب وقت ان كانوا في البداية يهودا جائهم نبي خاص باليهود إسمه عيسى لكن بكل أسف إنحرفوا عن الإيمان و كفروا بأن عبدوه هو شخصيا الرسول الذى أرسل إليهم و شابهوا الديانات الوثنية القديمة في تعاليمها مثل أكل المعبود و شرب دمة و فكرة وراثة الذنب عن أدم و عقيدة نزول الإله و إتحادة بجسم بشري ثم الصلب و الفداء للتكفير عن الخطايا

و لو تنبهنا لوجدنا أن القرآن لم يتعرض لهم كثيرا بل إكتفى بان قال إنهم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل
ذلك قولهم بأفواههم ، يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون التوبة 30
و لم يعرهم أهتماما في مناقشة عقيدتهم الوثنية أكثر من ذلك و ركز الكلام كله على أهل الكتاب الحقيقيين و هم اليهود

و الطريف أن المسيحيين يختلفون عن اليهود أيضا في الكتاب المقدس - العهد القديم-  لانهم إعتمدوا على ترجمة يونانية - لنص مفقود - بينما اليهود يعتمدون على النسخة العبرية و النسختان بينهما إختلافات كثيرة و علاوة على ذلك فهم يناقضوا هذا الكتاب في أشياء كثيرة مثل التوحيد الذى دعا إليه فإستبدلوه بالتثليث و مثل أكل الخنزير الذي كان محرما عند اليهود فأباحوه بإعتبار إن الإنسان يتنجس بما يخرج من فمة و ليس بما يدخل فيه و أمور أخرى كثيرة

و بالمناسبة , الآية رقم 5 في سورة المائدة التي يستدل بها الدكتور  تقول و طعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم و طعامكم حل لهم , و ليس فقط الخنزير طعام للمسيحيين كما سبق , و لكن الموقوذة أيضا طعام لهم و في الدول الغربية يقتلون الحيوانات في السلخانة بالصعق الكهربائي أو بطلق ناري في الرأس فكيف يكون المسيحيين أهل كتاب و الآية تحل لنا طعامهم فهل معنى ذلك إن الخنزير و الموقوذة حلال لنا ؟ .. طبعا لأ ... أوليس هذا دليل أخر على أن المسيحيين ليسوا هم المقصودين بعبارة أهل الكتاب ؟

أما العهد الجديد - و هو عبارة عن سيرة ذاتية و لقطات من حياة عيسى كتبها أشخاص و عدلها على مر الزمان أشخاص أخرين ثم مجموعة من الرسائل المتداولة شأنها كأي رسائل عادية - و إدعائهم إنها من عند الله فأعتقد إنه هذا كافي وحدة لإبعادهم عن وصف أهل الكتاب
الخلاصة إنهم يحوزون الكتاب نعم لكن أهله لا

اجمالي القراءات 28236