شهد عام 2018 في مصر عددا كبيرا من الاكتشافات الأثرية التي أعلنت عنها وزارة الآثار المصرية في العديد من المناطق الأثرية بمختلف أنحاء الجمهورية.
آخر تلك الاكتشافات الأثرية هو ما أُعلن عنه قبل أيام من اكتشاف مقبرة لأحد كبار الموظفين في عصر الأسرة الخامسة التي يرجع تاريخها إلى 4400 عام.
مقبرة الكاهن "واح/ تي" الكاهن المطهر والمشرف العام على القصور الملكية في عصر الفرعون "نفر / إير / كا / رع" ثالث ملوك الأسرة الفرعونية الخامسة.
- وزارة الأثار المصرية تعلن اكتشاف قرية تعود إلى العصر الحجري الحديث
- وزارة الآثار المصرية تنفي وجود غرف سرية خلف مقبرة توت عنخ أمون
وقال الدكتور محمد سويف رئيس البعثة الأثرية المصرية في سقارة لبي بي سي إن أهمية هذا الكشف ترجع إلى أن هذه المقبرة "لم تُمَس"، وعُثر داخلها على أكثر من 60 تمثالاً كاملاً منحوتا بالجبل بألوان زاهية ورسومات جيدة تعرض أنماط حياة المصري القديم وأنشطة حياته اليومية.
200 بعثة أثرية من 25 دولة
وأكد خالد العناني، وزير الآثار المصرية، خلال مؤتمر صحفي للإعلان عن حصاد العام أن الفضل الأكبر في هذه الاكتشافات يرجع إلى جهود 200 بعثة أثرية أجنبية تتبع نحو 25 دولة تعمل في مناطق البر الغربي بالأقصر، وسقارة في الجيزة، والمنيا، وسوهاج، وسيوة وغيرها من مناطق الاكتشافات الأثرية التي مازالت تبوح بأسرارها.
وعرض العناني خلال هذا المؤتمر الصحفي أبرز الاكتشافات التي شهدها العام المنقضي ومنها العثور على ورشة تحنيط قديمة جنوب هرم "أوناس" بمنطقة سقارة؛ وهو الكشف الذي صُنف كأحد أهم 10 إكتشافات أثرية على مستوى العالم، وفقا للمعهد الأثري الأمريكي.
ويقول المعهد الأثري عبر موقعه الرسمي على شبكة الإنترنت إن الكشف الأثري الذي أعلنت عنه بعثةُ الآثار المصرية في شهر يوليو/تموز الماضي يتمثل في حجرة دفن، وورشة تحنيط على عمق ثلاثين متراً تحت الأرض، قرب جبانة سقارة جنوبي القاهرة.
ويعتقد الأثريون أن حجرة الدفن التي يزيد عمرها على 2000 سنة تعود إلى العصر الصاوي الفارسي بين عامي 664 و404 قبل الميلاد.
وقد عُثِرَ في هذه الحجرة على مئات من التماثيل الحجرية الصغيرة، والأواني الكانوبية، والأدوات المستخدمة في عملية التحنيط.
مقتنيات الملك "بسماتيك الأول"
ومن بين الاكتشافات التي أعلن عنها أيضا المجلس الأعلى للآثار مقبرة "حِت/بِت" بالجبانة الغربية لهضبة الأهرامات، والتي تقع ضمن مقابر كبار موظفي الأسرة الفرعونية الخامسة.
ومن منطقة تونا الجيل - عاصمة مصر الوسطى - تم الإعلان عن كشف أثري في شهر فبراير/ شباط يخص جبانة عائلية لأسرة فرعونية من النبلاء يتميز بوجود تابوتين عملاقين كُشِفَ عن محتوياتهما أمام وسائل الإعلام المحلية والأجنبية وتميزت بحالة جيدة.
وبعد شهور من اكتشاف تمثال الملك "بسماتيك الأول" بمنطقة سوق الخميس شرقي القاهرة، عثرت البعثة الأثرية المصرية - الألمانية على المزيد من مقتنيات مؤسس الأسرة السادسة والعشرين، ومن بين ألقاب هذا الفرعون أنه بطل تحرير مصر من غزو الأشوريين.
وفي الأقصر التي تشهد حاليا مشروعا طموحا لإعادة افتتاح طريق الكباش على الصورة التي وجد عليها خلال عصر الفراعنة، أعلنت إحدى البعثات الأثرية عن كشف جديد بمنطقة "العساسيف" خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
ويقول الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار إن هذا الكشف أزال النقابَ عن مقبرتين وعدد من آبار الدفن "الخبيئات الأثرية" التي تعود إلى بعض الأسر الفرعونية القديمة.
ويوضح وزيري في حديثه لبي بي سي أن هذه الاكتشافات الأثرية توضح بعض تفاصيل عبادة إله الشمس "آمون"، ومراسم الحج الفرعونية القديمة إلى منطقة "ابيدوس" في مصر العليا.
لغز تابوت الإسكندر
وشهد العام الماضي أحداثاً مثيرةً مع الإعلانِ عن العثورِ على تابوتٍ ظن مكتشفوه أنه تابوب "الإسكندر" المجهول، وذلك خلال العمل بأحد مواقع الحفر بمنطقة "سيدي جابر" شرقي الاسكندرية.
غير أن الأبحاث التي أجريت على التابوت كذبت هذه الفرضية، واستمر البحث عن لغز المياه الحمراء التي عثر عليها بين الهياكل العظمية في التابوت.
وأعلن المجلس الأعلى للآثار المصرية أنه تم اعتماد نحو مليار و270 مليون جنيه (حوالي 70 مليون دولار أمريكي) لدعم الاكتشافات الأثرية وتطوير المناطق السياحية خلال العام المقبل.
وتشمل هذه الخطة وفقا لوزارة الآثار المصرية مشروع تطوير منطقة أهرامات الجيزة والتي تم اسناد الخدمات اللوجيتسية كالمطاعم والحمامات وأماكن انتظار السيارات وتنظيم مسار الزيارة إلى إحدى الشركات الخاصة المصرية.
وتشمل الخطة التي أعلن عنها مؤخرا أيضا مشاريع ترميم قصر البارون بمنطقة مصر الجديدة، وقصر الأمير محمد على بمنطقة المنيل، وإعادة افتتاح طريق الكباش في الأقصر، فضلا عن مشروع إنقاذ كنيسة "أبو مينا" بالإسكندرية والمهددة بالخروج من قائمة التراث العالمي منذ نحو 15 عاما.