يبدو أن علاج حب الشباب أسهل مما قد نتوقع، فبتناول بعض أنواع الأطعمة والمشروبات يُمكننا القضاء على حب الشباب.
إذ يصيب حَبّ الشباب حوالي 89.4% من سكان العالم، بما يجعله ثامن أكبر علة انتشاراً حول العالم. وفيه تعوق خلايا جلدية متراكمة داخل بُصيلات الشعر خروج الإفرازاتِ الدهنية، وهو ما يسمح للبكتيريا بالنموّ.
ورغم أنّه لا يوجد سبب معروف لحبّ الشباب، فمن الوارد أن الإصابة به تعود إلى تداخل عدة مشاكل معقّدة في الهرمونات والبكتيريا والالتهابات.
فيمكن أن تؤدّي الزيادة في بعض الهرمونات -مثل التستوستيرون- إلى الإفراط في إنتاج الخلايا الجلديّة وزيادة الإفرازات الدهنية، مما يؤدّي إلى الإصابة بحبّ الشباب. وتوجد علاقة أيضاً بين زيادة مستوى الأنسولين في الدم وظهور حبّ الشباب على الجلد.
النظام الغذائي يساهم في ظهور حب الشباب
من المثير للاهتمام أنّه في بعض المناطق، مثل أوكيناوانس في اليابان، لا يوجد حبّ الشباب على الإطلاق؛ وقد دفع هذا الكثيرين إلى الاعتقاد أنّ العوامل البيئيّة، مثل النظام الغذائيّ المتّبع، لها دور كبير في ظهور حبّ الشباب؛ حسبما أوضحت كلير بارنز، أخصائيّة العلاج بالتغذية في Bio-Kult.
إذ قالت «قارنت دراسة أجريت في وقت سابق من هذا العام التنوّع البكتيريّ في براز 43 مصاباً بحبّ الشباب ببراز 43 شخصاً سليماً، ووجدت فروقاً مميّزة في التنوع الميكروبيّ».
وأضافت «استنتجوا أنّ أولئك الذين يعانون من حبّ الشباب لديهم خلل ما في الميكروبات المعوية».
وواصلت القولَ إنّه «وعلى الرغم من أن الآلية غير مفهومة بعد، يبدو أنّ الميكروبات المعويّة تؤثّر على الميكروبات الجلديّة أيضاً. [ففي حالة حب الشباب]، لا تستطيع البكتيريا الموجودة في الألياف الهضميّة في الأمعاء أن تهضم بعض المصادر المغذّية الإضافيّة مثل فيتامين (ب)، وفيتامين (ك)، والأحماض الدهنيّة قصيرة السلسلة».
وأضافت «يُعتَقَد أنّ لهذه الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة دوراً في تحديد مدى انتشار ميكروبات الجلد».
تقول كلير إنّ بعض الخبراء يربطون بين المحور الدماغي المعوي وحبّ الشباب، فهم يشيرون إلى أنّ الأفراد الذين يعانون من اضطرابات نفسيّة (مثل القلق أو الاكتئاب)، سواء كانت بمفردها أو مصحوبةً بتناول الأطعمة المصنّعة (التي تحتوي القليل من الألياف) تحدث لديهم تغيّرات في الميكروبات المعويّة، بما يؤدّي إلى حدوث متلازمة تسرّب الأمعاء (ضرر في البطانة المعويّة).
يسمح هذا للسموم الداخليّة (التي تنتجها البكتيريا) بالمرور إلى مجرى الدم، بما يزيد من الالتهابات ويؤدي إلى الإفراط في عمل الغدد الدهنية وتفاقُم حبّ الشباب؛ فيما تتزايد في ذات الوقت الاضطرابات النفسيّة؛ وهكذا تستمر الدورة».
ولذا يمكن لتعديل الميكروبات المعويّة باستخدام مكمّلات بكتيريا حيّة (بروبيوتيك) أن يساهم في كسر هذه الدورة في القناة الهضميّة.
علاج حب الشباب في الألبان
أضافت كلير «وجدت دراسة استمرّت مدّة 12 أسبوعاً أنّ تناولَ 56 مصاباً بحَبّ الشباب مشروباتِ الألبان المتخمّرة التي تحتوي على البكتيريا، قد ساهم في تخفيف الأعراض، مثل تقليل إنتاج الإفرازات الدهنيّة وتقليل الحبوب عموماً».
وواصلت القولَ إنّ «مكمّلات البكتيريا الحيّة، والتي تساهم في إعادة التوازن الميكروبيّ، يمكنها أن تلعب دوراً في تحسين فرص التعافي من هذه المشكلة الجلديّة المزعجة وتقليل علامات التهاب الجلد“.
يمكن أن يكون للبكتيريا المعويّة -إضافةً إلى الدور الذي تؤديه داخل القناة الهضميّة- تأثيرات مفيدة على الحالة المزاجيّة كذلك.
وتشير كلير أنّ «المحور الدماغي المعوي له تأثير كبير بلا شك، رغم أنّ دور الميكروبات المعويّة هو عنصر جديد نسبيّاً ضمن هذا المحور“.
وتضيف «أظهَر تعديل الميكروبات المعويّة باستخدام مكمّلات البكتيريا الحيّة تحسّناً في المزاج في حالات القلق والاكتئاب“.
وواصلت القولَ إنه ”نظراً لأنّ حَبّ الشباب يبدو حالة معقّدة ومتعدّدة الأسباب، فإنّ مكمّلاً غذائيّاً متعدّد السلالات -مثل Bio-Kult Advanced، والذي يحوي 14 نوعاً مختلفاً من البكتيريا الحيّة- يمكن أن يكون أكثر فائدةً لحَبّ الشباب من استخدام مكمّلات تحتوي على سلالة واحدة أو اثنتين فقط“.
ويوصي الخبراء بهذه المكمّلات لأنها تساعد في علاج عدد متنوّع من المشكلات الصحّية المختلفة، وفق صحيفة The Daily Express البريطانية.