تعليقا على مقال جهادنا العتيد ضد ثقافة العبيد
أوجه الضعف في النظم المستبدة

محمد عبدالرحمن محمد في السبت ٠٦ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

تعليقا على مقال جهادنا العتيد ضد ثقافة العبيد أوجه الضعف في النظم المستبدة

هذا المقال كتبته تفاعلا وتحاورا وتأثرا بمقال " جهادنا العتيد ضد ثقافة العبيد " حيث أنني أدركت أن كتابة تعليق غير كافي للوصول إلى التصور الأمثل لمعنى الحرية – العدل- التي حض عليهما القرآن الكريم وحضت عليهما كل المواثيق الدولية في العصر الحديث وهو الهدف الأسمى للإنسان المعاصر المتحضر – غير المستبد -
بداية نستعرض معنى الحرية وقيمة الحرية " الم&Ocilde;شيئة الإنسانية في القرآن الكريم" في تصوري الذاتي أعتقد أن المشيئة الإلهية أرادت للمشيئة الإنسانسة أن تولد وتخلق بخلق آدم , عندما استخلف الله الإنسان في الأرض لمن كان قلبه من مخلوقات عاقلة مكلفة تنص الآية الكريمة في سورة البقرة {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }البقرة30

وعلم أدم الأسماء كلها

وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }البقرة31
أرادت مشيئة رب العزة جل وعلا أن علم آدم أسماء الأشياء كلها ومعاني الأشياء كلها ومن بينها "العدل – الحرية –المساوة " وكل القيم النبيلة وأيضا كل المعاني والأفعال الشريرة والفاسدة اختزنها آدم داخله ومن جيناته انتقلت إلى ذريته.


وكلا منها رغدا حيث شئتما {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ }البقرة35
أول مظهر من مظاهرالمشيئة الإنسانية التي وهبها الله تعالى لآدم وزوجه هى حرية ومشيئة الأكل من كل ثمار الجنة ما عدا القرب من تلك الشجرة !!


من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ) الكهف 29.
من هذا الجزء من الآية الكريمة نجد أنه مع أن الحق من الله وهو القرآن إلا أن الله تعالى أعطى الانسان مطلق المشيئة – الحرية – بأن يؤمن أو لا يؤمن بهذا الحق من دون إجبار أو إكراه كان من الممكن أن يجعل الله تعالى بني آدم مؤمنين جميعا بكل وحيه السماوي وقت نزوله من عند الله وإلى قيام الساعة , لكن شاءت حكمته أن يهب الانسان المشيئة الخاصة به لكي يكتمل الإختبار لبني آدم ويميز الله الأخيار من الأشرار.

إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً }الإنسان29 الله سبحانه وتعالى يشير إلى التذكرة ( القرآن ) ويعطي مطلق الحرية والمشيئة لبني الانسان في أن يتخذوا هذه التذكرة والموعظة سبيلا إلى الله إلى رب العالمين أولا يتخذوها إذن هى آية تؤكد على مشيئة الانسان المطلقة في الاختيار بين سبيل الله وبين سبيل الشيطان. فالله سبحانه وتعالى وهبنا المشيئة 0 (الحرية) في أن نؤمن أو لا نؤمن .

{وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً }الإنسان30
شاء الله عزوجل لنا أن نشاء – في أن نكون أحرار في العقيدة , في اختيار نمط الحياة , الدين النظم الاجتماعية الخاصة بنا والمستثنى من جنس المستثنى منه فمشيئة الانسان من جنس المشيئة الالهية التي ارتضاها الله للبشر وبهذا نستنتج أن الله سبحانه وتعالى أعلى من قدر ومنزلة مشيئة بني الانسان .
هذا ما ارتضاه رب العزة جل وعلا لآدم وذريته على مر الزمان وباختلاف المكان وباختلاف الانسان. هذا والقرآن العظيم ملئ بالأمثلة المتنوعة لإزكاء وإعلاء شأن المشيئة الانسانية، حرية المعتقد وحرية التعبير حتى ولو كان ذلك مما لا يرضى عنه الله لعباده إن أساءوا الاختيار. نعم هى حرية في الاختيار وتأكيد الاعتبار للبشر .

{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }آل عمران26
فماذا عن الأنظمة المستبدة – الدكتاتوريات – القديمة والمعاصرة ما موقفها من شعوبها ؟
التاريخ ملئ بالنماذج المتعددة من الطغاة والفراعين والمستبدين الذين يستعبدون شعوبهم ويحكمونهم بالحديد والنار ولسنا بصدد بحث أباطرة وطغاة التاريخ القديم هنا , ولكن بوسعنا أن ندرك من موقعنا اليوم كيف كان من الصعب علينا في الماضي التحقق من أبعاد أزمة الدكتاتوريات بسبب اعتقادنا الخاطئ بأن في إمكان الأنظمة الإستبدادية الاستمرار في الحكم, أو بمعنى أوسع إعتقادنا الخاطئ في بقاء الأنظمة القائمة على القوة على قيد الحياة دوما , فالدولة في الديمقراطيات الليبرالية ضعيفة بطبيعتها حيث أن الإبقاء على مجال من الحريات الفردية يعني فرض قيود ثقيلة على سلطانها .


أما الأنظمة الشمولية يمينية أو يسارية فقد كانت تسعى إلى استخدام قوة الدولة للإعتداء على مجال الحريات الفردية والتحكم فيها من أجل تحقيق أهداف شتى , كزيادة قوتها العسكرية أو إرساء دعائم نظام اجتماعي تسوده المساوة أو تحقيق نمو اقتصادي سريع , بحيث يمكن تعويض الخسارة في مجال المشيئة الانسانية الفرية – الحرية الفردية - بمكاسب على صعيد الأهداف القومية إذن فالضعف الحاسم الذي يودي في النهاية بهذه الأنظمة المستبدة القوية يتمثل في المقام الأول في الافتقار إلى الشرعية فهى أزمة إذن على المستوى النظري, ذلك أن الشرعية ليست هى العدالة ولا الحق بمعناهما المطلق وإنما هى مفهوم نسبي قائم في الادراك الشخصي للناس ولا غنى لأي نظام قادر على العمل الفعال عن الاستناد إلى مبدأ الشرعية بوجه من الوجوه فليس ثمة دكتاتور يستند في حكمه إلى القوة المحضة وحدها كما يقال على سبيل المثال عن هتلر , فإن كان بوسع الطاغية أن يستند إلى القوة في الحكم في أولاده , أو في المسنين أو ربما في زوجته لو أنه كان أقوى من هؤلاء جسديا فالغالب ألا يكون بمقدوره التحكم في أكثر من إثنين أو ثلاثة أفراد بنفس الأسلوب, والمؤكد أنه لن يستطيع أن يحكم به أمة مكونة من ملايين الناس . وحين نقول أن دكتاتورا مثل هتلر حكم (بالقوة) فإنما نعني أن - أنصار هتلر - بما فيهم الحزب النازي والجستابو والفرماخت استطاعوا إرهاب القطاع الأكبر من أفراد الشعب جسديا, كذلك الحال في انظمتنا العربية المستبدة سواء كانت ملكية أو جمهورية !!
ولكن ما سبب ولاء هؤلاء الأنصار لهتلر أو لأي حاكم مستبد ؟؟


من المؤكد أن السبب ليس قدرته على إرهابهم جسديا وإنما السبب في النهاية إيمانهم بشرعية سلطانه فقد يمكن التحكم بالإرهاب في أجهزة الأمن ذاتها , غير أن الدكتاتور عند نقطة معينة في نظامه لابد من أن يكون له أتباع أوفياء يؤمنون بشرعية سلطانه .
كذلك الحال بالنسبة لأحط زعيم من زعماء المافيا وأكثرهم فسادا فليس بوسعه السيطرة ما لم تقبل (عصابته) شرعيته على أساس ما أو كما يقول سقراط في (جمهورية أفلاطون) إنه حتى في عصابة من اللصوص لابد من توافر مبدأ من مبادئ العدالة يسمح بتقسيم الأسلاب فيما بينهم قسمة عادلة , وعلى ذلك فإن الشرعية أمر ضروري حتى بالنسبة لأكثر الدكتاتوريات ظلما ووحشية .
إذن بات من الواضح أن أي نظام من الأنظمة ليس في حاجة إلى اعتراف غالبية أفراد الشعب بسلطانه حتى يضمن لنفسه البقاء فثمة العديد من الأمثلة المعاصرة لدكتاتوريات من الأقليات تمقتها شرائح عريضة من الشعب وتمكنت من البقاء في الحكم لعشرات من السنين , ومنها النظام العلوي في سوريا ونظام صدام حسين البعثي في العراق سابقا والنظام المباركي في مصر حاليا ولسنا بحاجة إلى التدليل على أن الأنظمة العسكرية والدكتاتورية في امريكا اللاتينية حكمت بلادها دون حاجة إلى تأييد شعبي واسع النطاق, فالافتقار إلى الشرعية عند الشعوب ككل لا يعني أزمة في شرعية النظام ما لم تنتقل عدوى السخط وعدم الاعتراف بالشرعية إلى الصفوة المرتبطة بالنظام خاصة الصفوة التي تحتكر أدوات القمع كالحزب الحاكم والقوات المسلحة والشرطة ورجال الثروة .
فحين نتحدث إذن عن أزمة في الشرعية داخل نظام استبدادي فإنما نعني بها أزمة في صفوف الصفوة التي يعتبر انسجامها وتضامنها شرطا أساسيا لفعالية حكم النظام .
إن شرعية الدكتاتور قد تنبثق عن مصادر عديدة كالولاء الشخصي من جانب جيش مدلل أو إيديولوجية محكمة تبرر حقه في الحكم

 ( وتتلخص أوجه ضعف الأنظمة الاستبدادية) في الآتي :

1- الافتقار إلى أساس معقول وطويل المدى من الشرعية
2- عدم صياغة عقيدة متسقة مع الأمة تبرر حكمها الاستبدادي .
3- عدم قبول مبدأ الديمقراطية وسيادة الشعب , وتفعيله تفعيلا حقيقيا.
4- الادعاء بأن الأمم والشعوب والبلاد غير مهيأة لتطبيق الديمقراطية
5- عجز معظم الدكتاتوريات عن تحقيق تنمية اقتصادية سريعة , وتفشي الإرهاب في الكثير منها .
6- تنازع الصفوة المرتبطة بالمستبد في توزيع الامتيازات ،مما قد يؤدي إلى نشوء جماعات غاضبة تحارب النظام المستبد بشكل خفي وتتمنى إنهياره لضعف العائد بالنسبة من الامتيازات .
غير أن الافتقار إلى الشرعية غدا مصدر ضعف حاسم للأنظمة الشمولية المستبدة والدكتاتوريات حين واجهت تلك الأنظمة ( وهو أمر حتمي في معظم الحالات) .حين تواجه أزمة أو فشلا في مجال معين من المجالات السياسية .
أما الأنظمة الشرعية فوراءها على الأقل رصيد طيب من رضا الشعب تصبح معه الأخطاء قصيرة الأمد مغتفرة , بل والأخطاء الكبيرة أيضا ،ويكون بالوسع التكفير عن الفشل بإقالة رئيس وزارة أو حكومة .
أما في الأنظمة غير الشرعية فإن الفشل كثيرا ما يؤدي إلى سقوط النظام نفسه.


ثقافة العبد المملوك ( ثقافة العبيد)

عندما نتذكر الآية المباركة :
" {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }آل عمران26 .

فرب العزة جل وعلا هو الذي يؤتي الملك لمن يشاء يهبهم هذا الملك من ملوك وأباطرة وقياصرة ورؤساء وسلاطين الخ حتى ولو كان هذا الحكم وهذا الملك قد أخذ عنوة واغتصابا من الشعوب في ظاهر الأمر . فهو في حقيقة الأمر منحة وهبة من الله لكل من يؤتى هذا الملك وهو اختبار لهم في المقام الأول .
هل ينجح الملوك والرؤساء في هذا الاختبار الإلهي ؟ وكم النسبة المئوية لهؤلاء الناجحين منهم؟
هل تنجح الشعوب والمجتمعات الانسانية في كبح جماح الملوك والرؤساء المستبدين ؟
هل يوجد وازع ديني وأخلاقي عند الملوك ورؤساء العالم الاسلامي والاعتراف بفضل الله عليهم – في أن آتاهم الملك وأعزهم به - ؟
ما هو دور الأفراد والجماعات والشعوب في هذا الاختبار ؟

هل للعقيدة الدينية السليمة (المستمدة من القرآن) دور في إصلاح الملوك والرؤساء والشعوب أيضا ؟؟
ونحاول أن نقترب من بعض آيات القرآن الكريم في
مقارنة اللعبد المملوك ونقيضه ( الحر): تعالوا معنا نتدبر الآيتين الكريمتين من سورة النحل :
{ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً عَبْداً مَّمْلُوكاً لاَّ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرّاً وَجَهْراً هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }النحل75 {وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }النحل76
الذي يتدبر هاتين الآيتين السابقتين يجدهما تعبران تعبيرا صادقا ورائعا عن ممعنى العبودية والاستعباد والذي يمكن أن يحل بجماعة من البشر وقد خلقهم الله أحرارا أصحاب مشيئة إنسانية مع تساويهم في العقول والحقوق ولكن عندما يستعبد الإنسان أخاه الإنسان ويحوله من إنسان حر له مشيئته الخاصة إلى مجرد عبد مملوك .
لو أخذنا الجزء الأول من الآية75:
{ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً عَبْداً مَّمْلُوكاً لاَّ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ }
والجزء الأول من الآية 76 :
{وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ }
فالعبد المملوك الذي سلبت منه إرادته وحريته أو سمح لأحد من إخوانه من البشر بسلب إرادته منه فقد سُلًبت منه حياته ( بمعنى أنه قد سلبت منه قدراته) فهو لايقدر على تحقيق أي شئ من الأشياء وعجز عن إنجاز أي هدف من الأهداف ، غير قادر على البناء غير قادر على المشاركة فهو لا قيمة له وكأنه لا يحيا الحياة كما ينبغي أن تكون .ليس هذا فحسب ويأتي الجزء الأول من الآية التالية 76 من نفس السورة فالعبد الأبكم مساو للعبد المملوك وكأن العبد المملوك هو رجل أبكم لا يقدر على شئ لا يقدر على التعبير عن معتقده – لايأمر بالمعروف , و لا يأمر بالعدل بلسانه فهو غير قادر على شئ أيضا .
عقيدة وثقافة العبد المملوك والرجل الأبكم هى عقيدة كل إنسان ينتسب إلى الإسلام شكلا متخليا عن تعاليم القرآن في حمل الأمانة أمانة حرية الاختيار، والأمر بالعدل.
الجزء الثاني من الآية 75: {وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرّاً وَجَهْراً هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }النحل75
و الجزء الثاني من الآية 76
{ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }النحل76
إذن هناك مقارنة ومقابلة بين صنفين من الرجال أو من المسلمين :
الفريق الأول 1- العبد المملوك , ومعه الرجل الأبكم
الفريق الثاني 2- صاحب الرزق الحسن والمنفق منه ومن يأمر بالعدل .
أكدت الآيتان الكريمتان على عدم التسوية بين العبد المملوك والرجل الأبكم من ناحية والرجل المنفق صاحب الرزق الذي يتحرى الصدق في رزقه والذي يأمر بالعدل والقسط من المسلمين من أصحاب الفكر والاجتهاد الديني والعلمي (المصلحين) من ناحية أخرى.
وبهذه المقارنة يتضح أن الله سبحانه وتعالى يريد من عباده أن يكونوا أحرارا ينفقون ويأمرون بالعدل ..
ويريد المستبد أن يجعله عبدا مملوكا أبكما لا يقدر على شيئ ما عدا طاعة الحاكم المستبد .

اجمالي القراءات 13935