فضل اليد اليمين عن اليد الشمال (هل هى خرافة أم حقيقة؟)

مصطفى فهمى في السبت ٠٦ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

خرافة فضل اليد اليمين عن اليد الشمال                      بحث مختصر 28-04-2008 (إصدار 1.04)

دعوة للتفكر
إن اللاحق فى هذا البحث لهو دعوة للتفكير و التفكر و العقل و التدبر و البحث فيما هو وارد إلينا و مشهور لدينا بالنقل سواء كنا من العامة أو من الخاصة من فقه و تفسير و أثر - وهو بالضرورة ليس كل ما قيل - نأخذه مأخذ المسلمات و نقدسه و نلحقه بالشارع سبحانه و تعالى و نجزم و نرهب الناس أن هذا مراده.
تم اختيارى لموضوع مشهور فى الأثر و الخرافة قد يكون صادما لأغلب الناس و ذلك عن عمد ليكون مثالا لعموم الحال و ليس لخصوص الموضوع.
ونستشهد لهذه الدعوة بالآيات التالية بوجوب إعمال العقل وعدم القصر على النقل غير العاقل و التشبث به.
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلا يَهْتَدُونَ (170) وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ (171) البقرة}
{إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ (69) فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ (70) وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الأوَّلِينَ (71) الصافات}

هل من الدين الواجب استعمال اليد الواقعة على يمين الجسد أو مفضل العمل بها عن تلك اليد الواقعة على شماله؟

مقدمة
لن نقوم فى هذا البحث بمناقشة المنقول لنا من الخرافات بأن الشيطان أو الجن يأكل مع من يأكل بيده الشمال أو كراهة دخول الحمام بالقدم اليمنى و النهى عن دخول المسجد بالقدم اليسرى!، و أن كان هدفنا هنا هو تحرير العقول من تلك الخزعبلات التى أدخلت على الدين و أصبحنا مؤمنين بها، ومتى نجحنا فى أمرنا هذا – ألا و هو تحرير العقول - فسيكون هناك أمل فى التنبه لباقى الخرافات التى ألحقت بالدين و الانتباه لتصحيحها و تنقية الدين منها،.
و سنقصر بحثنا على القرآن لأنة الحق الوحيد المعتمد لدينا و لأن ما قيل عن القدم اليمنى قيل تأثرا بما قيل عن اليد اليمنى، نختص بالبحث هنا على (اليد) فما ينطبق عليها ينطبق على القدم

مفردات لغوية فى المعجم و القرآن هامة للبحث
اليد: هى من أطراف الأصابع إلى الكتف
و اليد مجازا تعبر عن الجاه و الوقار و القوة و القدرة و السلطان و المُلك {.. يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ..(10) الفتح}
و اليمين أيضا القوة و القدرة و السلطان و المُلك {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67) الزمر}
و اليمين تطلق على اليد مجازا {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) طه}
و اليَمين البركة و العمل الصالح و اليُمن ضده الشؤم {ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (18) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (19) البلد}
و اليَمين كاتجاه ضد الشمال {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ... (18) الكهف}
اليُسر ضد العسر ونقيض اليمين و اليُسرى خلاف اليمنى و يسير تعنى سهل و قليل و هين.
العُسر ضد اليسر وأعسر تعنى شؤم و شديد و أيضا تطلق على من أفتقر و الأعسر من يعمل بشماله أى أن شماله هى الشديدة على عكس المعتاد.

سميت اليد اليمين باليمنى لقوتها و دقتها وقدرتنا على الاعتماد عليها فى العمل فى غالبية الناس و وسميت اليد الشمال باليسرى لأنها أقل قدرة و دقة فى غالبية الناس فتستعمل للمساندة و التيسير لليد اليمنى فى عملها و بناء عليه نسبت باقى الأعضاء حسب مكان وجودها على الجسم بالأعضاء اليمين و الشمال.
و قد كشف الله لنا من علمه إن الفص اليمين و الفص الشمال من المخ, كل واحد منهم مسئول و مختص بوظائف معينة منها وظائف الحركة و الإبداع و التفكير بل و الرقابة على الفص الآخر, وقد تكون وظائف فصى المخ عند بعض الأفراد معكوسة و يكون من مظاهر هذا العكس، انعكاس وضع اليد القوية المعتادة (اليد اليمين) التى يُعتمد عليها فى أغلب الناس، فتكون (اليد الشمال) هى اليد القوية و قد ثبت بالعلم الذى كان غائبا عن السلف بأن من يحاول تغيير ذلك الترتيب الخِلْقى بمحاولة عكسه و الاعتماد على اليد اليمنى يقلل و يعوق قدراته العقلية و الجسدية.
و هذا يدعونا إلى إعادة التفكير فيما جاء فى الأثر و من السابقون من كراهة استعمال اليد الواقعة على الشمال الجسد و الدليل على ذلك معنى اليمين و الشمال و مشتقاتها فى آيات القرآن الكريم.
و لتوضيح المعنى و إبراز المقصود نقسم الآيات الواردة فى القرآن فى ذلك الصدد عموما إلى ثلاث مجموعات، منها آيات تتكلم عن الاتجاه، و ثانية تتكلم عن قوة و سيطرة اليد حقيقة و مجازا، وثالثة تتكلم عن يمن و بركة الأعمال و شؤمها.
و نعود فنذكر أن همنا هنا فى هذا البحث فقط فهم معنى اليمين و الشمال من واقع السياق القرآنى لتصحيح خرافة فضل اليد اليمنى، و ما دون ذلك أو غيره لا يكون هنا موضعه.

أولا: آيات تتكلم عن الاتجاه
 {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ (48) النحل}
 {وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (17) وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (18) الكهف}
 {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15) سباء}
 {فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (36) عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ (37)المعارج}
و نرى فيما سبق من آيات أن اليمين و الشمال هو وصف للاتجاه و وعكسه و لا تخرج عن ذلك

ثانيا: آيات تتكلم عن قوة و سيطرة اليد حقيقة و مجازا
 {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى (18) طه}
 {وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69) طه}
 {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48)العنكبوت}
 {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاتِكَ اللاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (50) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاتِكَ اللاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (50) الأحزاب}
 {فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلا تَأْكُلُونَ (91) مَا لَكُمْ لا تَنْطِقُونَ (92) فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ (93) فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ (94) قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (95) وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96) الصافات}
 {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67) الزمر}
 {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأقَاوِيلِ (44) لأخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) الحاقة}
و نرى فيما سبق من آيات، أن المقصود باليمين هو كناية عن اليد الحقيقية المعتاد استعمالها – سواء كانت يد يمنى أم يسرى - وعن قوتها وسلطانها و بركة و حسن عملها بإذن الله، و كذلك تتكلم عن اليد مجازا لتصوير يد المُلك القوية و شرعية استعمال القوة فى الحق و كذلك تعبر مجازا عن مطلق قوة و قدرة الله

ثالثا: آيات تتكلم عن يمن و بركة الأعمال و شؤمها من حيث مدى قربها أو بعدها من التعاليم المنزلة من الله و وصاياه
و قد أرجأنا تلك الآيات إلى آخر البحث حيث نرى أن تلك الآيات هى الآيات التى اشتبهت على مفسرى القرآن و واضعى الأثر و جعلتهم يقولون بقولهم فى فضل اليد اليمين عن اليد الشمال
 {يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلا (71) الإسراء}
 {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (27) قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ (28) قَالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (29) وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بَلْ كُنْتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ (30) الصافات}
 {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) ق}
 {فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (8) وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (9) الواقعة}
 {وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (27) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (28) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (29) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (30) وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ (31) وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (32) لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ (33) وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (34) إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (36) عُرُبًا أَتْرَابًا (37) لأصْحَابِ الْيَمِينِ (38) ثُلَّةٌ مِنَ الأوَّلِينَ (39) وَثُلَّةٌ مِنَ الآخِرِينَ (40) وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ (41) فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ (42) وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ (43) الواقعة}
 {وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (90) فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (91) الواقعة}
 {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (8) وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا (9) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (10) فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا (11) وَيَصْلَى سَعِيرًا (12) إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا (13) الانشقاق}
 {ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (18) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (19) البلد}
 {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ (18) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأيَّامِ الْخَالِيَةِ (24) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26) يَا ‎لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27) الحاقة}
 {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38) إِلا أَصْحَابَ الْيَمِينِ (39) فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ (40) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (41) المدثر}
و نرى فيما سبق من آيات، أنه ليس المقصود هو اليد اليمين أو اليد الشمال وليس المقصود بها أيضا فضل اليد اليمين عن اليد الشمال كما قيل و يقال!، و لكن المقصود بإتيان الكتاب باليمين أو أهل اليمين هو كناية أو وصف الذين يعملون أعمال تتصف باليمن و الصلاح و يتبعون تعاليم الله و وصاياه.
و العكس هو المقصود بإتيان الكتاب بالشمال أو خلف الظهر و أهل الشمال أو المشأمة، فذلك يكون كناية عن الذين يفرطون فى العمل بكتابهم أو يكفرون به و لا يتبعون تعاليم الله و وصاياه.

الخلاصة:
وعلى ما سبق من آيات نرى يمين الإنسان هى يده القوية التى يستعملها و يعتمد عليها بصرف النظر عن أسمها المعتاد أو موقعها من جسده و بذلك لا يضام من خٌلق بقوانين الله يستعمل شماله و لن يحرم من رحمة الله الأعسر ولن يفسد الشيطان أو الجن عمله أو يشاركه فى أكلة و شربه باستعمال شماله فى شؤونه، فإن كان لا فضل لعربى على أعجمى إلا بالتقوى فيكون لا فضل ليد أو قدم تقع على يمين أو شمال الجسد إلا بما تعمل به

هذا قولنا و فهمنا فى زماننا و مكاننا و حسب علمنا و يجب أن يأتى من بعدنا من يفعل مثلنا.
والله أعلم

مصطفى فهمى

المراجع:
(1) العقل للفهم. (2) القرآن بفهمه بالعقل. (3) المعاجم لفهم لسان العرب

اجمالي القراءات 56457