الاستخارة

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ١٨ - مارس - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
احببت ان اسئلك عن الاستخاره التي اذا هم الرجل ان يفعل شيئا ويريد ان يستخير الله ان يحكم له في ذلك الامر .. هل ذكرت في القران الكريم ؟؟
آحمد صبحي منصور
أهلا أخى العزيز
ليس فى الاسلام استخارة ولكن فى الاسلام توكل على الله تعالى و الاعتماد عليه .
الاستخارة من إفرازات الديانات الأرضية التى تقام بالافتراء على الله تعالى و رسوله ، باسنادها الى وحى مزعوم منسوب للنبى (الحديث النبوى ) أو الى الله تعالى ( الحديث القدسى ) ، أو الى مدعى الولاية كالصوفية الذين يزعمون أن العلم اللدنى يأتيهم من الله تعالى مباشرة الى اتلقلب بعد زوال الحجاب ، أوأنهم يخاطبون الله تعالى مباشرة أو يرونه فى المنام ،أو يخاطبون النبى محمدا عليه السلام أو يرونه فى المنام أو اليقظة . وتتعدد لدى الصوفية مزاعم الوحى بالمنام و الهاتف و الفيض الالهى و الإشراق .. الى آخر تلك الخرافات.
ولكن ما يهمنا منها أنها أنتجت فى البيئة الشعبية امكانية التخاطب مع الله أو الاتصال به فى الأمور المهمة ، وذلك فيما يعرف بالاستخارة. وسنكتب بحثا تاريخيا عن شيوع الاستخارة فى العصر المملوكى.
الذى يهمنا الآن أنه لا وجود للاستخارة فى الاسلام
يوجد فى الاسلام : التشاور وبحث الأمر ، ثم بعد الاطمئنان الى توفر كل وسائل نجاحة نعتمد على الله جل وعلا ونقوم بالتنفيذ ، وهذا ماكان يفعله خاتم النبيين عليه وعليهم السلام ، والله تعالى يقول له ( وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ )( آل عمران 159 ). المشورة تعنى تقليب الأمر من جميع جوانبه بحثا وتمحيصا واستماعا لكل الآراء ، ثم بعدها اتخاذ الرأى الصائب وتنفيذه متوكلا على ربك جل وعلا.
التوكل على الله تعالى يعنى أن تستعد بكل ما لديك من طاقة عقلية وعضلية لتادية العمل المطلوب ، من استشارة ودراسة جدوى ، و أخذ بكل الأسباب واضعا نصب عينيك أنك متوكل على الله جل وعلا معتمد عليه ، وبعد أن تؤدى العمل على أكمل وجه لا تقلق على النتيجة ـ فلك أجرك سواء فى الدنيا أو الآخرة أو هما معا. هذا لأن الرزق أحدى الحتميات الأربع المقدرة سلفا ، وهى ( الميلاد و الموت و الرزق و المصائب ). ولذلك يقول تعالى ( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ) (الطلاق 2 ، 3 ) ، ويقول عن المصائب وهى من الحتميات المقدرة سلفا :( مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ) ( الحديد 22 : 23).
ومن يتوكل على الله تعالى حق التوكل مؤمنا به جل وعلا و باليوم الآخر حق الايمان يلتزم بأن يحسن كل عمل يقوم به ، ثم يحمد الله جل وعلا على أى نتيجة ، ويرضى بها باعتبارها قدرا مقدرا سلفا ، ويبتسم منتظرا أجره إن لم يكن فى الدنيا فهو ينتظره فى الآخرة.

اجمالي القراءات 17036