انت مولانا فانصرنا

آحمد صبحي منصور في الجمعة ١٤ - يونيو - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
اهل القرآن مسالمون ولا يمكن ان نحارب فكيف ينصرنا ربنا عز وجل على المحمديين ؟ لأن الله عز وجل ذكر دعاء ( أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين ) فى آخر سورة البقرة .؟
آحمد صبحي منصور

1 ـ من دعاء المؤمنين بالله وملائكته وكتبه ورسله والذين لا يفرقون بين أحد من رسله قولهم :  ( رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖوَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴿٢٨٦﴾ البقرة )

2 ـ الله جل وعلا وعد بصيغة التأكيد الثقيلة أن ينصر من ينصره . قال جل وعلا : ( وَلَيَنصُرَنَّ اللَّـهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴿٤٠﴾ الحج )(  وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ ﴿١٧١﴾ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ ﴿١٧٢﴾ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴿١٧٣﴾الصافات )

3 ـ عموما ، هناك نوعان من النصر : نصر فى الدنيا ونصر فى الآخرة . قال جل وعلا : ( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ﴿٥١﴾ غافر ). نصر الآخرة يوم الحساب حين يكون الدعاة المؤمنون المتقون أشهادا على قومهم شأن الأنبياء ، وهذا أعظم نصر.

4 ـ نصر الدنيا أيضا نوعان : نصر حربى فى القتال ، وله شروطه . قال جل وعلا : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّـهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴿٧﴾ محمد  )، ونصر معنوى للدعاة الذين لا تأخذهم فى الحق لومة لائم ، ويستمرون فى دعوتهم صابرين محتسبين يرجون وجه الله جل وعلا وحده. أعداؤهم بحمقهم يضطهدون أولئك الدعاة ويتهمونهم بالأكاذيب ويشنعون عليهم بالأباطيل ويطاردونهم بكل السُّبُل ، فيقومون بعمل دعاية مجانية لهم . وفى النهاية ينتصر دعاة الحق بالصبر والمثابرة.

5 ـ إعتدت أن أكتب فى مصر وأنا تحت نير الإضطهاد:  ( إن كاتبا مثلى قليل الحيلة يحتاج الى أن تنبحه الكلاب ليلتفت اليه الناس ) وأخلصت الكلاب فى نباحها فقدمت أكبر دعاية . كنت وحيدا فى جامعة الأزهر عام 1977 ليس معى غير ربى جل وعلا ، ولا يوجد أحد الى جانبى ممن يطلقون عليهم لقب القرآنيين ، ولم يكن أحد غيرى يجرؤ على انتقاد البخارى . الآن تغير الحال على مستوى العالم . الآن تحقق نصر الله جل وعلا لنا فى هذه الدنيا ، والحمد لله جل وعلا رب العالمين .

6 ـ نرجو أن يحقق رب العزة لنا النصر يوم يقوم الأشهاد ، فهذا هو النصر الأعظم .! .

اجمالي القراءات 3768