روبرت فيسك في «الإندبندنت»:عجز نظام مبارك عن التحرك لإيقاف معاناة غزة دليل مرضه السياسي
روبرت فيسك في «الإندبندنت»:عجز نظام مبارك عن التحرك لإيقاف معاناة غزة دليل مرضه السياسي

في الجمعة ٠٢ - يناير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

روبرت فيسك في «الإندبندنت»:عجز نظام مبارك عن التحرك لإيقاف معاناة غزة دليل مرضه السياسي طباعة ارسال لصديق
02/01/2009
robertfisk.gif الوظيفة الأولي لرجال الشرطة حماية النظام والتحرش الجنسي بالفتيات اللاتي يتظاهرن ضد حكم مبارك الذي سينتهي بتوريث جمال
كتب: أحمد زكي عثمان
انتقد الصحفي البريطاني روبرت فيسك نظام الرئيس حسني مبارك، متهما إياه بالضعف والعجز عن فعل أي شئ لوقف العدوان الإسرائيلي علي غزة، مشيرا إلي أن مصر لا تستطيع أن تفتح حدودها السياسية دون إذن من واشنطن وقال إن معاناة مصر علي الصعيدين الاقتصادي والسياسي ليس أقل من معاناة الفلسطينيين، لافتاً إلي أن عجزها عن التحرك في وجه معاناة غزة يعد دلالة علي مرضها السياسي ككل.
وقال فيسك في مقال بصحيفة «الإندبندنت» أمس: "عار مصر ليس موقفها من المذبحة التي تجري في غزة، لكنه في الفساد الذي عشش في المجتمع للدرجة التي أصبح فيها الحديث عن خدمات الصحة والتعليم والأمن الحقيقي بالنسبة للمواطن المصري العادي- لا وجود له».
وأضاف مراسل الشرق الأوسط بالصحيفة أن مصر هي " البلد الوحيد التي تعد فيها الوظيفة الأولي لرجال الشرطة هي حماية النظام والاعتداء علي المتظاهرين والتحرش الجنسي بالفتيات اللاتي يتظاهرن ضد حكم مبارك الأبدي، الذي لن ينتهي إلا بتوريث ابنه جمال  الحكم علي طريق "الخلافة"، وذلك في الوقت الذي تجبر فيه (الشرطة) في سجن طرة السجناء علي ممارسة الجنس مع بعضهم".
وتساءل فيسك في مقال حمل عنوان ""دولة مصر.. ضعيفة للغاية لأن تفعل شيئا": هل نجح  (الرئيس) أنور السادات في تقييد غضب شعبه؟ - والآن وبعد ثلاثة عقود من حكمه - هل نجح مبارك في السيطرة علي الغضب الشعبي؟
وقال: الإجابة بالطبع أن المصريين والكويتيين والأردنيين سيسمح لهم بالصياح في شوارع عواصمهم، ولكن سيتم إسكاتهم لاحقا من خلال عشرات الآلاف من رجال الأمن الذين يخدمون الأمراء والملوك والحكام العجزة في العالم العربي.
وتابع فيسك قائلا إن مطالب المصريين لمبارك تتمثل في فتح معبر رفح، وقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل وحتي تقديم السلاح لحركة حماس.
وقال إنه بالنظر إلي رد الحكومة المصرية علي هذه المطالب سنجد روعة في "الرد المخادع" الذي أطلقته، حيث اكتفت بطرح أسئلة من عينة " لماذا لا تحتجون علي المعابر، التي تسيطر عليها إسرائيل وترفض فتحها؟
وذكر أن الحكومة المصرية تتساءل أيضا "لماذا تلومون مبارك" في قضية فتح معبر رفح مع العلم أن المعبر "محكوم سياسيا من قبل القوي الأربع التي قدمت خريطة الطريق للسلام بما فيها بريطانيا والولايات المتحدة".
وقال الصحفي البريطاني إن مجرد اعتراف مصر بعدم قدرتها علي فتح"حدودها السيادية بدون إذن من واشنطن، سيخبرك بكل شيء عن عجز  الطغاة الذين يحكمون الشرق الأوسط من أجلنا(الغربيين)؟"
وقال إن أي "حاكم عربي سيقدم علي خطوة مثل هذه بدون إذن من واشنطن سيكون كفيلاً بسحب الدعم الغربي الاقتصادي والعسكري المقدم إليه، مؤكداً أنه "بدون هذه الإعانات ستتعرض مصر إلي الإفلاس".
وأشار فيسك إلي أن مصر شهدت نموا واضحا لظاهرة التدين التي قال إنها  اقتصرت علي المظاهرة الخارجية.
واأضح أن أغلب الموظفين الحكوميين حريصون علي الالتزام بإقامة الشعائر الدينية، لكنهم "لا يكترثون بعمليات تزوير الانتخابات وخرق القانون والتعذيب في السجون"، وتابع: «في مناخ مثل هذا فإن المصريين عليهم أن يعيشوا معاناة يومية وحياة رثة".
ونقل فيسك عن مقال للروائي علاء الأسواني كتبه في صحيفة «الدستور» قوله إن "عدد شهداء النظام «المصري» نتيجة الفساد وسوء استخدام السلطة كما تتجلي في حوادث السير وغرق العبّارات وانهيار الأبنية والمرض والسرطان والتسمم بالمبيدات الحشرية يفوق عدد شهداء مصر في حروبها ضد إسرائيل».
وقال إن فتح معبر رفح للجرحي الفلسطينيين في الأراضي المصرية ثم إرجاع أفراد الطواقم الطبية الفلسطينية المصاحبة لهم إلي سجنهم في قطاع غزة لن يغير من الموقف المخزي الذي وجدالمصريون أنفسهم فيه".
وأضاف أن الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله  ظن قادر علي دعوة المصريين للخروج بالملايين لفتح المعبر لكنهم لن يفعلوا ذلك.
وأشار إلي أن وزير الخارجية الضعيف أحمد أبو الغيط لا يقوي علي فعل أي شيء سوي أن "يتهكم علي دعوة نصرالله بالقول إنها دعوة للفوضي مثلما فعلوا في بلدهم".
وختم فيسك مقاله بالقول إن "الأنين المصري ليس أقل حدة من الأنين الفلسطيني، لكن عجزها عن التحرك في وجه معاناة غزة دلالة علي مرضها السياسي ككل"

اجمالي القراءات 3369